دور الأم في حياة الأسرة والمجتمع

الأم

تعدّ علاقة الإنسان بأمه واحدة من أعمق وأقوى الروابط، حيث تتمتع بخصائص متينة وحميمية منذ لحظة خلق الله تعالى للإنسان ووجوده على هذه الأرض. يحتاج الإنسان إلى 母ه في كافة مراحل حياته، ابتداءً من ولادته وحتى بلوغه. وقد أدركت المجتمعات، قديماً وحديثاً، أهمية الأم حتى ابتكرت يوماً مكافئاً لها يُعرف بعيد الأم، احتفالًا بتضحياتها وعطائها. فما هي أهمية الأم بالنسبة للإنسان؟

الأم بالنسبة للمولود الجديد

تمثل الأم كل شيء للمولود الجديد، حيث تحملت تسعة أشهر من الحمل وتحدّت الآلام الناتجة عن ذلك. تكون الأم هي الشخصية الأولى التي يراها الطفل، فيتوجه بصره نحو وجهها الحنون. وبعد الولادة، يكون حليب الأم هو مصدر رزق الطفل الأول، وهو ما يلبي احتياجاته الغذائية ويغذي مشاعره من حنان ورأفة. لذلك، تُعتبر الأم هي الراعية الأولى للأطفال، حيث تهيئ لهم بيئة الحياة الأساسية في سنواتهم الأولى.

الأم بالنسبة للأبناء الصغار

مع نمو الأطفال، تظل الأم مشغولة برعايتهم والاعتناء بهم في جوانب حياتهم المختلفة. تسعى الأم دومًا لرؤية أبنائها في أفضل صورة ولباس. وإذا واجه أي منهم تعباً أو مرضاً، تراها تسهر الليالي للاعتناء بهم، داعية الله أن يشفيهم. كما تعتني الأم بتغذية أبنائها، حيث تحرص على إعداد الطعام المفضل لديهم، ليس بهدف الانتظار لشكر أو جزاء، بل أملاً في أن تُخرج أجيالاً صالحة تُخدم دينها ووطنها.

الأم بالنسبة للأبناء المراهقين والكبار

تمثل الأم بالنسبة للعديد من المراهقين الشريك المقرب الذي يلجأ إليه الأبناء لمشاركتهم همومهم ومشاكلهم. كذلك تكون الأم هي المستشارة الأمينة لأسرارهم وآمالهم وطموحاتهم، حيث توفر لهم النصيحة المبنية على سنوات من الخبرة والتجارب الحياتية.

الأم بالنسبة للابن المتزوج

يظل الابن مرتبطاً بأمه حتى بعد انتقاله للعيش مع زوجته المستقبلية. إن ذكر أمه يصاحبه دومًا، وهو يحاول أن يزور أمه بانتظام للوفاء بمدى احتياجه النفسي ومشاعره الجياشة تجاهها. يظل الابن في علاقة مستمرة مع أمه حتى انقضاء حياتها، وعند فقدانها، يشعر بشيء من التحول في حياته، حيث يتمنى لها المغفرة ويحرص على زيارة قبرها سنوياً.