زوجتي مرضت بعد زواجي عليها

زوجتي مرضت بعد زواجي عليها

زوجتي مرضت بعد زواجي عليها قصة يمكننا أخذ عبرة هامة منها في حياتنا كلها وليس بخصوص الزواج والرجال فقط، فالمرض دائمًا ما يلقاه الرجل أنه مجرد دلال عليه ليس إلا، ولكن الأمر في الحقيقة قد يفاجئ تمامًا.. وذلك ما سوف نعرفه عبر موقع سوبر بابا من تلك القصة.

الزيجة الثانية

إحدى التجارب التي سمعتها ذات مرة في إحدى الجلسات العائلية هي الزيجة الثانية، وذلك بالطبع ما جعلني لا أُعطي بالًا لمن يتحدث، فناهينا أنه ليس بقريب من الدرجة الأولى أو حتى الثانية، ولكن القضية التي يتحدث فيها لن تُخرج مني ما يتقبله من الكلمات.

غضضت سمعي وبصري عن الحديث كله في الغالب، إلى أن أثارتني جملة رنّت في أذنيّ كوقع النغمة المزعجة.. “فاكرة إنه هتدخل عليا الحبتين دول”، أعلم أنكِ الآن سيدتي تدركين تمامًا ما سوف أبدأ في الحديث عنه، وتعلمين بالطبع تكملة القصة.

لكن الأمر لم يتوقف لديه على أنها حزينة أو تحاول التعبير عن الضيق لما فعله من فعل شنيع كالزواج مرة أخرى دون علمها، بل إنه تطرق إلى الحديث بشكل غير لبق عن مرضها بعد تلك الأحداث.

فينطق بتلك الكلمات التي لا تحوي أي إنسانية أو فهم للطرف الآخر منتظرًا أن توافقه بعض الآراء ممن حوله، بل وتصفق له أنه استطاع ألا يقع فريسة لتلك الألاعيب النسائية كما يقولون.

نفسي ليس عضوي

دعونا نكمل تلك القصة التي تربط ما بين المرض والزيجة الثانية، فهنا بدأت نظراتي هي ما تعبر عما أريد قوله له، فكالعادة أنا لا أحب أن أدخل في المناقشات التي لن تُجدي نفعًا في النهاية، سوى إن حاول شخص ما أن يثير غضبي كما فعل بجملته: “زوجتي مرضت بعد زواجي عليها، وكل الدكاترة قالوا ما في شيء عضوي يعني، شوية وهتروق صح؟”.

“مش صح!”، نظراته التي خلفها حالة من الخوف التام على الزوجة مع عدم الرغبة في التعبير عن ذلك جعلتني أرغب في أن أكمل الحديث لعلّي أُنقذ تلك المشاعر الطيّبة بدواخله، فسردت له أن الحالة التي دخلت فيها زوجته نفسية نعم ولكنها قد تنقلب إلى الأسوأ في حالة إهمال السبب.

الجدير بالذكر أنه المُسبب هنا، ولكن لا يجب أن يتم مواجهة المخطئ بشكل مباشر فإما سوف تجد الإنكار أو الانهيار، وهنا بدأت ملامحه تنقلب ما بين المُصدق للكلمات التي ينطقها فمي وبين النكران، أما نظرات من حولي فبات أغلبها يقول إنني نسوية، بينما الأخريات تصدّق على كلماتي.

الزواج مرة أخرى عقوبة

بتّ أسرد لعمي كما أقول له إن الزيجة الثانية ما هي إلا عقوبة لكل من في المنزل، بدايةً من الأم التي خانتها صحتها النفسية إلى الصغار الذين لم يعلموا بهذا الأمر حتى الآن، وحتى أنتَ سيصيبك جزء من ذلك الندم على تفكيك شمل تلك العائلة، وقبل أن تبدأ نظراته في الاستهزاء بأنه لن يحدث.. تابعت قولي بأنه ليس الآن… ولكنه سيحدث لا محالة.

انتهت تلك الجلسة وتركنا ولكنني أدرك تمامًا أن الكلمات لم تفارق ذهنه، وأن هناك حبًا في دواخله لن يقوى على نكرانه، ولكن الثانية تلك “اللعوب” كما يقول كل من في الجلسة بداخلهم تتحايل على عقله لغرض ما.

مكسب وخسارة

في الجمعة بالشهر الذي يليه وبنفس التجمع العائلي قد جاء عمي دون أي من زوجاته، فبادرت بالسؤال عن زوجته وأولاده، “لما لم يأتوا تلك الجلسة كذلك، ألم تهدأ وذهب عنها مرضها؟” ردّ عليّ السلام ولم يعطي بقية الحديث بالًا وكأنه لم يسمعه.. مع يقيني من ذلك.

أثناء تناولنا الشاي بعد وجبة العشاء الغير دسمة، فنحن لا نحب النوم ببطن منتفخة، وجدته يخبرنا أنه قد كسب الحنان والعطف من العلاقة الثانية في حياته، ولكنه قد خسر جزءً كبيرًا يستطيع أنه لا يقوى على تعويضه “بداية الندم كما قلت”.

قد أصبحت زوجته الأولى غير قادرة على المكوث في منزله معه، ولأصلها لم تخبر أولادها بما حدث بل أخذتهم وذهبت للعيش مع والدها لفترة من الوقت، وبنفس الوقت شعرت أنه يخفي شيء ما في داخله عن اللعوب ولكنه لم ينطق به.. بالفعل خسارة شنيعة مقابل مكسب دنيّ.

إحساس داخلي

بعد مرور الوقت دائمًا ما يجد الإنسان أنه مخطئ، سواء في حق نفسه، غيره أو دينه، وذلك ما بدأ يظهر في حديثه “حاسس إني غلطت، ضيعت سنين عشان شهر تودد وحب.. الثانية لا ..” قاطعه الحديث بهاتف من أحد أبنائه يخبره أن والدته في المستشفى.

هرول إليها كإثبات على أن العشرة لا يمكن أن يضاهيها أي حب وإن كان أفضل، وهناك علم أن حالتها النفسية تزداد سوءً وبدأت تنقلب إلى المرض العضوي حيث قال له الطبيب “زوجتك أصيبت بجلطة قلبية ولكن أنقذناها”.

هنا بدأ يُدرك جوانب الذي قام بارتكابه تجاه حبيبته شريكة العشرين سنة زواج، مقابل من أدركت فيما بعد من والدتي أنها قد استطاعت أن تجعله يتخلى عن كل أمواله من أجلها، ومن ثم باتت تتطاول عليه لفظًا وسلوكيًا.

اعتراف وندم

الجزء المشوّق في قصة زوجتي مرضت بعد زواجي عليها، أنه كما تعلمون لا يخفى شيء في تلك الأيام، فيمكن أن تعرف كل الأمور عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ففي يوم أثناء تصفحي للإنترنت وجدت صورة لعمي مع امرأة وأطفال، اعتدلت في جلستي ودققت في الصورة فوجدتها زوجته الأولى وأولاده.

علمت من أبي أثناء عودته من المقهى عندما كان معه بالطبع والفضول يجعلني غير قادرة على استيعاب ما حدث بعد سنة يجعله يعود لها، أجابني أنه قد أدرك خطأه بعدما استمرت الزوجة الثانية في ابتزازه لكي يطلقها بعدما أخذت نصف ما يملك من ثروة.

حمدًا لله أنه قد أدرك نظرات ما في أعين غيره صحيحة، نعم بعد أشهر ولكن لم يطل مدة الغياب عن حبيبته الأولى والأخيرة، التي عاش معها كل المواقف الحياتية التي لا يمكن أن تُعوض.

هل تعود الحياة إلى ما كانت عليه بعد الزيجة الثانية؟

تلك القصة الصغيرة لا تتواجد في بيت واحد فقط، بل على الأقل هناك عشرة رجال من بين مائة ـ كأقل نسبة ـ يقعون ضحية لذلك التفكير، حتى وإن لم يتحول الأمر إلى زيجة، ولكن فهو يحدث في نظرة أو تبادل بعض الكلمات لمدة من الزمن، حتى يتم اكتشاف أن الأمر خاطئ منذ البداية.

منهم من يحالفه الحظ ويستره ربه إلى أن يفيق لنفسه، والبعض لا يجد سوى عنصر المفاجأة بأن زوجته قد علمت وبدأت المشاكل تنغمر على رأسه.

من هنا يمكنني نصح الرجال أن الله تعالى قد أحلّ الزواج من أربع وليس امرأة ثانية فقط نعم هذا شرع لا جدال فيه، ولكن الأمر هنا يكمن في التفكير بالمستقبل، وإن كانت تلك مجرد نزوة أم لا.

فإن الزيجة الثانية أو مجرد التفكير بها لن يُجدي في أغلب الأحيان سوى لتحطيم الثقة الكبيرة ما بينك وبين زوجتك، وهي الرابط القوي في العلاقة مع المودة والرحمة، فأين الرحمة في أن يتم الزواج دون علمها؟ وما النتيجة التي تتوقعها.. ذلك ما عليك سؤاله لنفسك، فهي مجرد تجربة تمرض كل الأطراف في تلك العلاقة.

قصة زوجتي مرضت بعد زواجي عليها محض خيال وما هي إلا مجرد توعية بسيطة للرجال بشكل عام لكيلا يظنّوا أن العامل النفسي غير هام، فحتى وإن أخفت الزوجة الأولى مشاعرها، فإنها من الداخل تحتاج إلى المداواة والاعتذار عما بدر في حقها، حتى لا تخسر بشكل كبير على مدى قصير.