سبب بكاء الطفل المفاجئ هو في كثير من الأحيان علامة ورسالة إلى الوالد وإلى المحيطين به ويمثل دلالات أحيانًا بالغة القوة تعبر عن احتياجه لأمر ما يطلب فعله أو مشكلة يشعر بها ويطلب حلها حيث لا يمكنه التعبير عنها إلا بمثل هذا الفعل الفطري الذي لا يملك غيره، وسنقدم معلومات كثيرة عن هذا السلوك على موقع سوبر بابا.
سبب بكاء الطفل المفاجئ
لبكاء الطفل المفاجئ أكثر من سبب ودلالة، فيتطلب خبرة من المحيطين به وبالذات من أمه لفك شفرة بكائه لتلبي له احتياجاته، فالأصل أن الطفل لا يبكي إلا في أوقات محددة وبنبرات تفهمها الأم بعد فترة بعد تكوين اللغة الخاص المتبادلة بينهما فتعرف منه متطلباته وبمشكلته وتبدأ في حلها.
بكاء الطفل يكون في أحوال طبيعية منه فهو لا يعرف لغة غيرها فيبكي عند كل حدث ولكن إذا بكى بصورة مفاجئة ومتواصلة ينبغي معرفة سبب بكائه المفاجئ حتى تكون الأم على دراية بحال ابنها لأنها المسؤولة الأولى عنه في هذه الفترة وحتى تقوم بدورها الفطري الذي شرفها الله به.
يعتمد الطفل في هذه الفترة على أمه بصورة أساسية في تدبير متطلباته وتلبية حاجاته فيلجأ إلى البكاء لتنبيهها وطلب المعونة منها، ومن الضروري بعد أن تعرف الأم سبب بكاء الطفل المفاجئ أن تتخذ التدابير اللازمة وفق الحالة التي تنتبه لها وتستجيب لطلبه منها.
بصفة عامة فإن سبب بكاء الطفل المفاجئ هو شعوره بعدم الارتياح، فعلى الأم أن تفهم سبب عدم الارتياح هذا وتعالج الموقف، ونستطيع أن نقول هناك سبعة أسباب شهيرة لبكاء الطفل المفاجئ.
1- الشعور بالجوع
هو أول الأسباب لبكاء الطفل المفاجئ وأكثرها شهرة وهو أول شيء تفكر فيه الأم لأن معدة الطفل الصغير لا تسع الكثير من الطعام، فسرعان ما يشعر بالجوع فيطالب بطعامه المتمثل في لبن الأم، فإذا لم تلب الأم على الفور يبدأ بالبكاء لتنبيهها ثم يتطور الأمر لارتفاع حدته حتى يصل للصراخ.
بالتالي فإن أول ما تفكر به الأم هو إعطاؤه ثديها للرضاع فإذا سكن واطمأن وهدأ فتعرف أنه كان جائعًا يطلب الطعام، فيمكن للأم حينئذ أن تضع في ذهنها جدولًا تقريبيًا لعدد مرات احتياج الطفل للطعام والمسافة الزمنية بين الرضعة والتالية، فيكون لديها الخبرة الأولى في علاقتها مع طفلها فلكل طفل جدوله واحتياجاته.
فإذا لم يهدأ الطفل أثناء الرضاع أو بعده تعرف يقينا أن مشكلته يمكن أن تكون في كمية الحليب.
2- مشكلة المغص
إذا بكى الطفل بقوة ولم يكن جائعا فترجح الأم أنه ربما يعاني من المغص في بطنه، حيث تكثر آلام المغص عند الأطفال، وربما يقوم ببعض الحركات الدالة على شكواه بالمغص وإن كانت دلالات غير يقينية لكنها تظل أمارات ودلالات فقط منها الضغط بقبضة يده وشد ركبته.
فتبدأ الأم في تدليك بطنه وظهره بزيت مثل زيت الزيتون أو تقلبه على بطنه وتحاول أن تدلك ظهره فإذا أبدى استجابة لهذا الفعل فتدرك يقينًا بأنه يعاني من المغص فتبدأ على الفور بتحضير بعض المشروبات الساخنة وإعطائها له بالملعقة أو في الببرونة مثل مغلي النعناع والبابونج والكمون والتليو.
يمكن أن تعطيه ماء غريب الذي تستخدمه الكثير من الأمهات في تهدئة المغص عن وليدها وهو منتج معروف منذ قرابة ستين عامًا وهو مجموعة من الأعشاب الطبية الهامة للطفل في معالجة المغص، وبالطبع إذا استمرت الحالة بلا توقف فلا بد أن تعرض ابنها على طبيب متخصص.
اقرأ أيضًا: أسباب النوم المتقطع عند الرضع
3- الحاجة إلى النوم
ربنا يكون سبب بكاء الطفل المفاجئ هو الحاجة إلى النوم مع وجود سبب يمنعه منه، فالطفل حتى عمر أربعة أشهر غير قادر حتى هذا السن على أن يقوم بتهدئة ذاته بنفسه، ولذا يحتاج الى أن تقوم الأم بدورها لتهدئته ومساعدته على النوم، وربما يحتاج فقط الى أن تضمه في صدرها وتحتويه بحنانها حتى يستغرق في النوم.
من الطبيعي أن يكون نوم الطفل متقطعًا ومتقلبًا ولا يخضع لنظام فيكثر من الاستيقاظ طوال الليل وينام معظم أوقات النهار إلى أن يكبر ويعتاد على النوم بالليل، وعلى الأم أن تساعد على ذلك بالتدريج بأن تحاول إشغاله نهارًا لأطول وقت ممكن ليكون مستعدًا لتعديل أوقات نومه بعد ذلك.
4- متاعب من الحفاضات
الحفاضات معروف لها مشاكلها مع الطفل فإذا تبللت أو حدث فيها إخراج للكفل فيستاء منها كثيرًا وخاصةً مع بقائها لمدة طويلة، فيمكن معرفة سبب بكاء الطفل المفاجئ بأنه يمثل رسالة لك يطلب تغيير حفاضته، فينبغي الكشف عليها إذا بكى الطفل بصورة مفاجئة للتأكد من أن شكواه ليست منها.
تحتاج الحفاضات بعد كل فترة للتأكد من كونها مناسبة لحجمه فحجم الطفل يتزايد باستمرار فيحتاج كل فترة لزيادة حجم الحفاضة لتتناسب مع زيادة حجمه، فمقاس الحفاضة الأول يناسب الطفل حتى وزن 2 كيلو بينما المقاس الثاني يناسب من 2 كيلو إلى 6 كيلو.
5- المرض بشكل عام
هذا السبب مخالف للأسباب السابقة إذ أن بكاء الطفل لا يتوقف بأي من التدخلات السابق ولا يهدأ فبالتالي من الضروري أن تكشف الأم بصورة عامة كشفًا بنفسها أو بمساعدة ذوي الخبرة لتكتشف سببًا للبكاء فقد يكون واحدًا من هذه الأسباب:
- الحرارة: ربما يعاني الطفل من ارتفاع حرارته، فيجب على الأم حينها أن تقيس حرارة الطفل عن طريق ترمومتر أو حتى بقياس ضمني للحفاضة فلا بد وأن تقدم له دورها في هذا فإن نصحها طبيب بخافض معين لحرارته فتستعمله لتنزيل حرارة الطفل.
- التسنين: فربما تكون الحرارة في جسمه نتيجة بداية ظهور أسنان جديدة، فالطفل عادة ما يبدأ في التسنين بداية من عمر 4 أشهر ويستمر معه حتى قرابة الثلاث سنوات، وهذه الفترة في غاية من الإرهاق على الأم لأنها لا تستطيع بأي حال إسكاته وينبغي فقط أن تكون بجواره لتهدئه.
اقرأ أيضًا: متى تعتبر درجة حرارة الرضيع مرتفعة
6- الشعور بالوحدة
قد يبكي الطفل بدون أي شكوى من لشكاوى السابقة فقد يكون السبب بعد ذلك ربما لأنه يشعر بانشغال الأم عنه ويشعر ببعض الملل والوحدة، فالطفل الذي اعتاد على بقاء الأم ملاصقة له أثناء مرحلة من عمره مرحلة ما قبل ميلاده يعتبر أن انفصالها عنه أمرًا مقلقًا له ومخيف فعلًا ويشعره بمزيد من الوحدة.
لا شك أن تربيت من الأم على ظهر طفلها وهو في حضنها كفيل بأن ينزع عنه مخاوفه ويزيد من طمأنته دائما بأنها بجواره ولن تتركه فيهدأ ويترك بكاءه المفاجئ لشعوره برجوع الأمان له، وخاصة مع القدرة البصرية للطفل أنها ليست متسعة فلا ترى إلا مساحة صغيرة من البيت فقد تكون بجواره ولكنه لا يدرك ذلك فيخاف.
على كل حال فإن الأم تدرك بفطرتها سبب بكاء الطفل المفاجئ بعد تراكم خبراتها بطفلها وبعد فهم احتياجاته وتقدير متطلباته، فهي الفطرة التي فطرها الله عليها وهي تتعب في تلك الفترة وما بعدها، لذا فقد جعل الله لها الأجر الكبير على ذلك فقال: “وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ”.
نسأل الله أن يحفظ جميع الامهات ويرحم منهن من ماتت ورحم الله آباءنا “رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا”.
سبب بكاء الطفل المفاجئ قد يتنوع بين عدد كبير من الأمور، وعلى الأم أن تكون ذكية في انتقاء السبب الحقيقي الذي أدى به لهذا.