سبب وفاة يوسف شاهين

سبب وفاة يوسف شاهين

ما هو سبب وفاة يوسف شاهين؟ وماهي أبرز محطات مسيرته الفنية؟ أهمت تلك الأسئلة الكثير عشاق هذا الفنان الرائع، بل عشاق السينما المصرية والعربية، نظرًا لما قدمه خلال مسيرته الفنية من أعمال هامة، نال عنها العديد من الجوائز العالمية، إلى جانب إشادة النقاد وهذا ما نتطرق إليه عبر موقع سوبر بابا.

سبب وفاة يوسف شاهين

فقد الفن المصري في يوم 27 يوليه 2008 واحدًا من أهم المخرجين المصريين والعرب، بل من أفضل مخرجي العالم عن عمر يناهز 82 عام؛ إثر تعرضه لغيبوبة دامت لستة أسابيع.

  • بدأ صراع شاهين مع المرض عندما تعرض لنزيف في المخ يوم 15 يونيو في عام 2008، دخل على إثرها في غيبوبة وتلقى العناية الطبية في مستشفى الشروق بالقاهرة.
  • ثم تم نقله إلى دولة فرنسا لتلقي الرعاية الصحية لكن دون جدوى، حتى عاد بعدها إلى مستشفى القوات المسلحة بالمعادي حتى توفاه الله هناك.
  • لتنتهي بذلك المسيرة الطويلة الزاخرة بالفن والإنجازات التي تشكل حيزًا كبيرًا من تاريخ السينما المصرية، والتي لم يتفوق عليها مخرج آخر.
  • كانت آخر أفلام شاهين فيلم هي فوضى الذي أكمله المخرج خالد يوسف بسبب مرض شاهين، الجدير بالذكر أن هذا الفيلم قد لاقى نجاحًا تجاريًا ونقديًا كبيرًا، كما دخل المسابقة الرسمية لمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي والذي يعد إنجازًا كبيرًا للسينما المصرية.
  • تم توديع شاهين بقداس في كاتدرائية القيامة ببطريركية الروم الكاثوليك بحي العباسية في القاهرة، وتم دفنه في مقابر الروم الكاثوليك في منطقة الشاطبي في الإسكندرية، التي لطالما عشقها ورسخ حبه لها في الكثير من أعماله.
  • تم تلقى واجب العزاء في التاسع والعشرون من شهر يوليو في مدينة السينما بالقاهرة، كما تم نعيه في قصر الرئاسة المصري وكذلك الفرنسي.

اقرأ أيضًا: سبب وفاة عبد الفتاح الحراق

بدايات مسيرة يوسف شاهين الفنية

تعددت الأعمال الفنية التي أخرجها الراحل يوسف شاهين بين الأعمال التاريخية والرومانسية، واتسمت بالهوية والنظرة الفلسفية المتفردة، واستطاع ترسيخ مبادئ جديدة للسينما المصرية من حيث التقنية الإخراجية في حركة الكاميرا والممثلين، كما تميز بالإحساس المرهف والقدرة على توجيه مشاعر المشاهد.

  • تنقسم رحلة المخرج يوسف شاهين الفنية إلى عدة مراحل تميزت كل مرحلة منهم بطابع فني وشخصي، ودراسة مفصلة لجانب من جوانب تلك الشخصية الزاخرة بالمعاني الإنسانية.
  • أول أفلام العبقري الراحل يوسف شاهين فيلم غير معروف بين المشاهدين اسمه بابا أمين، وتم إنتاجه عام 1950، بعدها قدم تحفته الفنية ابن النيل عام 1951
  • كما شهدت فترة الخمسينيات أفلامًا مُماثلة تناقش قصص بسيطة وتتضمن حبكة تقليدية إلى حدٍ ما، وتتمثل في مقدمة ووسط ونهاية.
  • لكن برغم بساطة تلك الموضوعات استطاع المخرج الموهوب أن يطوعها وفق رؤيته الإخراجية الخاصة، التي تمتلئ بالإثارة والطاقة الإيجابية، وظهر ذلك في أفلام مثل المهرج الكبير وصراع في الوادي وصراع في الميناء.
  • برغم إجماع النقاد الفنيين حول قيمة شاهين وأهميته في الحياة الفنية المصرية، إلا أن المشاهدين قد تباينت آرائهم حول أعماله، فمنهم من اتفق مع النقاد ومنهم من اعتبرها لغز لا يستطيعون فك رموزه.
  • كان يوسف شاهين متمكنًا من أدواته البصرية والصوتية بشكل كبير منذ بدايته، حيث اعتمد على الموسيقى والغناء كأدوات أساسية في أفلامه، وكان يدرك أهمية حاسة السمع في إيصال المشاعر.
  • كما استعان بالعديد من مطربين العصر في فيلم أنت حبيبي مثل فريد الأطرش وشادية، كذلك الفنانة فيروز والأخوان رحباني في فيلم بائع الخواتم.
  • لم تقتصر موهبة شاهين على الإخراج السينمائي فقط بل امتدت إلى التمثيل أيضًا، فقد شارك في بعض الأفلام التي أخرجها بسبب شعوره في بعض الشخصيات أنه وحده من يستطيع الشعور بطبقاتها وأبعادها.

اقرأ أيضًا: أفلام مصرية الجديدة كوميدي

أشهر أعمال الراحل يوسف شاهين

بعد معرفة سبب وفاة يوسف شاهين يجب الدراية بأهم أعمال هذا الفنان الرائع التي تعد أفلامه أحد أهم أفلام السينما العربية عبر تاريخها، وشكلت أفلامه الروائية الطويلة والقصيرة الوعي الفني للعديد من المصريين والعرب، كما أن مظاهر عبقريته السينمائية تتم تدريسها في العديد من أكاديميات الفنون.

  • إسكندرية كمان وكمان: يروي هذا الفيلم الرائع أحداث من حياة شاهين الشخصية ومروره بفترة إضراب الفنانين في مصر، وعلى المستوى الشخصي يروي قصة حبه مع نادية، واستطاع تقديم العديد من القضايا الاجتماعية والسياسية التي كانت تواجه الشباب قتها.
  • الآخر: يعتبر هذا الفيلم مختلفًا عن معظم أفلام شاهين، حيث يحكي قصة رومانسية بين شخصيتي آدم وحنان، والتي تتفجر من خلال ملابساتها العديد من الآفات الاجتماعية مثل العنصرية والتطرف، ويتحدث الفيلم بشكل أساسي عن المرونة الفكرية وتقبل الآخر.
  • المصير: من أهم أفلام يوسف شاهين والذي حصل على العديد من الجوائز العالمية مثل جائزة مهرجان إميان والإنجاز العام في مهرجان كان، ويتناول صراع الفيلسوف العربي ابن رشد مع السلطة المتمثلة في الخليفة المنصور، ويتحدث بشكل أساسي عن الحرية والأمل.
  • الأرض: جسد شاهين من خلال تلك التحفة الفنية العديد من مظاهر معاناة الفلاح المصري البسيط، وصراعه مع الإقطاع في فترة الثلاثينيات، وتناول من خلال الأحداث المأساوية مفهوم الأرض وقيمتها التاريخية والمعنوية لدى الفلاح المصري.
  • باب الحديد: شارك شاهين في هذا الفيلم بالإخراج والتمثيل وصور قصة قناوي الشخص البسيط المهمش الذي يعمل بائعًا للجرائد، ويحب فتاة تعمل معه في المحطة ولا تبادله نفس المشاعر، ومن خلال تلك القصة العادية استطاع شاهين تقديم العديد من المشاهد المؤثرة التي خلدها تاريخ السينما المصرية.
  • الناصر صلاح الدين: تبدأ أحداث الفيلم بعد انتصار صلاح الدين على حاكم القدس وتوقيع الصلح، ويعرض غدر الصليبيين، مما دفع صلاح الدين إلى الانتقام وهزيمتهم لتبدأ شخصية فريجينيا بجمع شتاتهم للحرب مجددًا، تناول شاهين تلك الملحمة التاريخية من منظور مختلف، ليصبح من علامات السينما.
  • هي فوضى: يتناول الفيلم مفهوم الاستغلال القمعي للسلطة من خلال شخصية حاتم والذي يمارس سلطته بشكل فج في مواجهة نور، الفتاة التي يحبها حتى يصل به الأمر للعنف الجنسي، يرمز الفيلم من خلال شخصية الشرطي على كل ديكتاتور جائر، كما رمز شاهين إلى الحرية والأمل من خلال شخصية نور.

مظاهر عبقرية يوسف شاهين

بعد معرفة سبب وفاة يوسف شاهين نتناول مظاهر شخصيته الفنية والهوية التي رسخها، وتميز بها عن أبناء جيله من المخرجين، وسمات تفرده.

  • قدم شاهين للسينما ما يقرب من سبعة وثلاثين فيلم روائي طويل، بالإضافة إلى خمس أفلام قصيرة، كما أن له العديد من الأفلام التي نجحت جماهيريًا رغم ثقلها الفني والفلسفي.
  • تعاون يوسف شاهين مع كوكبة من أعظم نجوم جيله والأجيال المقبلة مثل عمر الشريف وفريد شوقي، كما استفاد من موهبة وخبرة نور الشريف وأحمد مظهر، إلى جانب الأجيال الجديدة هاني سلامة ومحسن محيي الدين.
  • تناولت أعماله الواقع المصري من ناحية وسيرته الذاتية من ناحية أخرى، إلى جانب بعض الأعمال التاريخية والاجتماعية السياسية التي كانت بمثابة رصد للمجتمع المصري إبان الحروب والأزمات التاريخية.
  • قدم أسلوب جديد خاص به في حركة الكاميرا ومسارات الممثلين والمجموعات والذي أصبح منهجًا يحتذى به بعد ذلك.
  • اهتم بالجانب البصري بشكل كبير من خلال تجانس الجغرافيا مع الملابس والديكور؛ لبناء مشاهد خالدة لا تمحى من الذاكرة.
  • اشتهر بالعمق البصري للمشاهد ورواية أكثر من قصة في مشهد واحد، مما يدعم عملية التواصل بين الفيلم والمشاهد.
  • لا يعتبر شاهين مُجرد صانع أفلام جيد، وإنما اعتبره الكثير من النقاد والمحللون مفكرًا وفيلسوفًا لن يتكرر.
  • بعض أفلامه قد تكون غير مفهومة لمن لا يجيدون قراءة المشاهد السينمائية وتحليل رموزها، لذلك وصل إلى شريحة المثقفين والنقاد بشكل أكبر بكثير.
  • تعد أفلامه تأريخ للمراحل المتباينة التي مرت على مصر، كما أنه أصبح أيقونة الأعمال السينمائية الفلسفية عبر التاريخ الفني المصري والعربي.

اقرأ أيضًا: أفضل 100 فيلم مصري في القرن العشرين

سيرة يوسف شاهين الذاتية  

بعد معرفة سبب وفاة يوسف شاهين نُبين سيرته الذاتية وبعض ملامح حياته الشخصية، فقد ولد شاهين في محافظة الإسكندرية في الخامس والعشرين من شهر يناير عام 1926.

  • كان أبوه لبناني الجنسية يعتنق المسيحية الكاثوليكي، بينما كانت أمه من أصول يونانية، وعاش شاهين طفولته في مدرسة الإسكندرية وحصل على شهادته الثانوية، في كلية فيكتوريا.
  • درس فنون المسرح في الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن أتم دراسته الجامعة في الإسكندرية، وأمضى سنتين في معهد باسادينا المسرحي في أمريكا، من ثم عاد إلى مصر ليطبق ما درسه هناك، وقدم أول أفلامه في 1950
  • توالت أفلامه المميزة في فترة الخمسينيات، حتى وصل إلى قمة التألق والإبداع الفني في 1970، حيث حصل على الجائزة الذهبية من قرطاج وحاز على جائزة الدب الفضي في مهرجان برلين السينمائي الدولي عن فيلمه إسكندرية ليه الذي تم إنتاجه عام 1978
  • أول ظهور للممثل يوسف شاهين كان في مشهد من فيلم إسماعيل ياسين في الطيران، حيث قال جملته الشهيرة (هايل يا سُمعة كمان مرّة عايز ضرب واقعي).

إنجازا المخرج يوسف شاهين

لا يليق أن نتحدث عن سبب وفاة المخرج يوسف شاهين ونتجاهل أهم إنجازاته الفنية والجوائز والتكريمات التي زينت مسيرته وكللتها بالنجاح والتقدير من كل عشاق السينما.

  • في عام 1997 استطاع شاهين حصد جائزة السعفة الذهبية الشهيرة في مهرجان كان السينمائي عن مجمل أعماله.
  • تتلمذ على يده العديد من المخرجين مثل خالد يوسف وعلى بدرخان ويسري نصر الله.
  • أول من اكتشف النجم الكبير عمر الشريف وقدمه للجماهير، وأعطاه الدروس الأساسية في علم التمثيل لينطلق بعدها إلى العالمية.
  • يعد فيلمه التاريخي الناصر صلاح الدين من أضخم الأفلام المصرية إنتاجيًا وفنيًا.
  • الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي وصف يوسف شاهين بالمُفكر.
  • حصل شاهين على جائزة اليوبيل الذهبي لمهرجان كان عن فيلم المصير، والذي يعد إنجاز غير مسبوق في السينما العربية.
  • فاز بجائزة التانيت الذهبية في المسابقة الرسمية لمهرجان قرطاج السينمائي العريق عن فيلم الاختيار.

وفاة المبدع يوسف شاهين كان بمثابة خسارة كبيرة للفن المصري، وجفاف لأحد روافد الإبداع والثقافة العربية، كما أن الخبر أثر في جميع عشاق السينما العربية والعالمية.