شخصية أبو قحافة وتأثيره في التاريخ

التعريف بأبي قحافة

أبو قحافة، هو عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب. ووالدته هي قُتيلة بنت أداة بن رياح، ويمكننا أن ن trace نسبه إلى عدي بن كعب، حيث يتقاطع نسبه مع النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- في مرّة بن كعب بن لؤي.

موقف أبي قحافة يوم الفتح

وفقًا لما ذكره ابن هشام في سيرته، فإن أبا قحافة لم يُسلم إلا خلال فتح مكة. وكان رجلًا مسنًا، حيث غلب الشيب على رأسه حتى صار كالثُغامة. وعندما شعر بقرب جيش الفتح الإسلامي، أمر إحدى بناته أن تصعد به إلى جبل أبي قبيس، وهو جبل مطل على مكة. وقد أخبرته بأن جيشًا كبيرًا قادم نحو المدينة، بينما كان حينها كفيف البصر. وعندما همّ بالعودة إلى منزله، كان جيش الفتح قد دخل مكة بالفعل. بعد ذلك، أخذ أبو بكر الصديق والده أبي قحافة إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، وعندما رآهما النبي، قال لأبي بكر: “هلَّا ترَكْتَ الشيخَ في بيتِه حتَّى أكونَ أنا آتيه؟”، إلا أن أبو بكر -رضي الله عنه- أجاب: “يا رسولَ اللهِ هو أحَقُّ أنْ يمشيَ إليكَ مِن أنْ تمشيَ إليه”. ثم دعا النبي -صلى الله عليه وسلم- أبو قحافة فأسلم، وأوصى بتغيير لون شعره لإزالة البياض.

جانبٌ من سيرة أبي قحافة

أقام أبو قحافة في مكة المكرمة ولم يهاجر منها. وعندما توفي أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-، ورث أبو قحافة السدس من تركته، ولكنه ردّ ما ورثه إلى أبناء أبي بكر -رضي الله عنه-. توفي أبو قحافة في مكة عن عمر يناهز سبعٍ وتسعين سنةً في شهر محرّم من السنة الرابعة عشرة للهجرة. وكان قد فقد بصره في حياته.