شراء وبيع الأسهم بهدف الربح حلال أم حرام؟ وما هو حكم الدين في ذلك؟ قد وضع الدين الإسلامي بعض الشروط التي يجب أن تتوافر عند الرغبة في المشاركة في الأسهم بهدف الربح، حيث توجد بعض الحالات التي يُمكن اعتبارها حلال، والبعض الآخر يكون على العكس من ذلك، والآن سنعرض لكم إجابة سؤال شراء وبيع الأسهم بهدف الربح حلال أم حرام من خلال موقع سوبر بابا.
شراء وبيع الأسهم بهدف الربح حلال أم حرام
قال علماء الفقه والشريعة الإسلامية، أن الأسهم بشكل عام هي غير مُحرمة من ناحية الدين، لكن يجوز القيام بها إذا كانت المساهمة في بنوك إسلامية، أو مع بنوك معروف عنها أنها تعمل في مجال حلال ولا تتبع المحرمات.
فهذه الأسهم تكون حلال، بالإضافة إلى وجوب كونها غير مُحددة بربح مُعين، بل يقوم الشخص بالمساهمة وهو لا يعلم كم الربح الذي سوف يحصل عليه، حتى لا يكون هذا الأمر مثله مثل الربا.
أما في حالة المشاركة بأسهم في بنوك غير إسلامية ومعرفة أن هذه البنوك تقوم بنشاط محرم، وتخرج عن طريق الله عز وجل، فهذه الأسهم تُعد مُحرمة على المسلم أن يقوم بها، بالإضافة إلى أنه في حالة إذا كان الشخص يعلم كم الربح الذي سوف يحصل عليه من هذه الأسهم، فيُعد هذا ربح مُحرم عليه.
كما توجد حالة أخرى وهي الشخص الذي يرغب في المشاركة بأسهم في شركة وليس بنك، فهنا يُمكن أن ينقسم الرأي إلى شقين: الشق الأول وهو عند معرفة الشخص أن هذه الشركة تعمل في مجال حلال وغير محرم على الشخص المسلم، فهنا تكون الأسهم التي سوف يُشارك بها الشخص ليست حرام.
أما في حالة إذا كان نشاط هذه الشركة معروف أنه محرم، وكان الشخص مُر على المشاركة بأسهم في هذه الشركة، فهذا يعني أن هذه الأسهم سوف تكون حرام بالطبع على المُسلم، وذلك لأن الأرباح التي سوف تنتج عنها سوف تكون قادمة من أعمال غير مُحببة أو مُصرح بها في الدين الإسلامي باختلاف المجال.
اقرأ أيضًا: أشهر مضاربي الاسهم السعودية
حكم الدين في بيع وشراء الأسهم
لدينا دليل على شراء وبيع الأسهم بهدف الربح حلال أم حرام، وهو من خلال مقولة مفتي الجمهورية عندما سأله شخص ما بحلول هذا الأمر، فأجاب مفتي الجمهورية اختصارًا:” البورصة سوق مالية كبير به مئات التعاملات شراء الأسهم وبيعها جائز المهم أن يكون نشاط السهم في شيء حلال بمعنى ألا نشترى أسهم لخمور أو تدخين وغيرها“.
بالإضافة إلى قول الله تعالى في الآية الكريمة:( وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ)، [سورة المائدة: الآية 2]، حيث يقول الله سبحانه وتعالى في هذه الآية أنه لا يجب على المسلم أن يتعاون مع أي شخص يدعو إلى الإثم والعدوان، حيث يُعد ذلك من كبائر الذنوب.
كما قال الرسول الكريم- صلى الله عليه وسلم-:” لعن كاتب الربا، وآكل الربا، وموكله، وشاهديه“، ومن الجدير بالذكر أن هذا الأمر يُعد من الربا في حالة معرفة الربح الذي سوف تحصل عليه عند بيع أو شراء هذه الأسهم، وعند عدم استحقاق هذا الربح أو مجيء هذا الربح من شيء محرم أو عمل فاسد أو شيء يؤذي الناس، فهذا حرام بالطبع.
في حالة إذا قام الشخص بشراء أو بيع الأسهم من البورصة، وقامت البورصة بتداول هذه الأسهم في أعمال غير مشروعة، ولكن الشخص الذي يمتلك هذه الأسهم لا يعلم هذا الأمر، فلا يكون هناك حرج عليه في ذلك، أما إذا كان يعلم أنها سوف تتداول في مثل هذه الأمور، فهذا بالطبع أثم عليه.
من الجدير بالذكر أن الأسهم مثل التجارة الربحية، فقد قال الرسول الكريم عن آداب التجارة والبيع والشراء:” لَا تَكُونَنَّ إِنِ اسْتَطَعْتَ، أَوَّلَ مَنْ يَدْخُلُ السُّوقَ وَلَا آخِرَ مَنْ يَخْرُجُ مِنْهَا، فَإِنَّهَا مَعْرَكَةُ الشَّيْطَانِ، وَبِهَا يَنْصِبُ رَايَتَهُ” روله سلمان الفارسي، لذلك يجب اتباع تعاليم الرسول في بيع أو شراء الأسهم حتى لا تكون هذه الأسهم تأتي لك بالذنب الكبير دون علم أو جهل منك.
اقرأ أيضًا: من أنواع النشاط الاقتصادي
اقرأ أيضًا: استراتيجية إدارة المخاطر المالية في المؤسسة الاقتصادية
تُعد البورصة سلاح ذو حدين، وذلك لأن أغلب الناس لا تعلم ما هي الأعمال التي تقوم بها أو تقوم بتداول الأسهم فيها، فلذلك حتى لا تكون موضع حرج ويكون عليك إثم عظيم، يجب التأكد من مصدر الربح القادم إليك من هذه الأسهم.