شروط الأضحية في عيد الأضحى

شروط الأضحية في عيد الأضحى

ما هي الأضحية؟

الأضحية هي ذبيحة تُذبح كل عام كعبادة موجهة إلى الله- سبحانه وتعالى- من قبل المسلمين خلال أيام عيد الأضحى، وذلك احتفالًا بإنهاء مناسك الحج.

  • تُساهم هذه السنة في إحياء ذكرى موقف النبي إبراهيم- عليه السلام- عندما كان على وشك التضحية بابنه إسماعيل- عليه السلام- بناءً على ما رآه في منامه.
  • تجسد هذه الرؤية امتحانًا من الله- عز وجل- حيث أنزل كبشًا ليفدي به إسماعيل- عليه السلام.
  • من خلال تقديم الأضحية في كل عام، نعبر عن استعدادنا للتضحية بما يتطلبه الله- سبحانه وتعالى- منّا والتسليم الكامل لإرادته.

ما هي شروط الأضحية؟

تتناول شروط الأضحية النقاط التالية:

  • يجب أن تكون الأضحية من بهيمة الأنعام، مثل: الإبل، البقر، أو الغنم بما في ذلك الماعز.
  • يجب أن تكون الأضحية قد بلغت السن الشرعي، وهو جذعة للغنم أو ثنية لغيره.
  • يجب ألا تحتوي الأضحية على أي عيوب تمنع قبولها، مثل: العور الواضح، المرض البين، العرج، الهزال الشديد، الصمم، أو فقدان أحد الأطراف.
  • تكون الأضحية مملوكة للشخص المضحي، أو مسبوقة بإذن من صاحبها.
  • يجب أن تكون الأضحية غير مرهونة أو مرتبطة بحق للغير.
  • ينبغي أن تتم الأضحية في الأوقات الشرعية، وهي بعد صلاة عيد الأضحى وحتى غروب الشمس في اليوم الثالث عشر من ذي الحجة.

متى تُقام الأضاحي؟

تقام الأضاحي بعد صلاة عيد الأضحى، بدءًا من العاشر من ذي الحجة وحتى غروب شمس اليوم الثالث عشر من الشهر؛ حيث من المتوقع أن يكون أول أيام عيد الأضحى في 19 يوليو 2021، وفقًا للحسابات الفلكية التي قد تختلف.

  • تُعد الذبائح التي تُقام قبل صلاة العيد صدقة وليست أضحية واجبة.
  • إذا تم الذبح قبل الصلاة، يجب القيام بالأضحية مرة أخرى بعد الصلاة.
  • عن جندب بن عبد الله- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: ((من ذبح قبل الصلاة فليذبح مكانها أخرى، ومن لم يذبح حتى صلينا فليذبح على اسم الله))، [صحيح البخاري: 5500].

ما هو حكم الأضحية؟

بعد التعرف على الأضحية وشروطها، يمكن دراسة حكم هذه الأضحية من النقاط التالية:

  • عن البراء بن عازب- رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يخطب، فقال: ((إن أول ما نبدأ في يومنا هذا أن نصلي، ثم نرجع فننحر، فمن فعل هذا فقد أصاب سنتنا))، [صحيح البخاري: 968].
  • تُعتبر الأضحية سنة مؤكدة، حسب ما اجمع عليه العلماء من المذاهب: المالكية والشافعية والحنابلة والظاهرية.
  • دليل ذلك ما ورد عن أم سلمة- رضي الله عنها- حيث قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: ((إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أن يضحي، فلا يمس شعرة ولا بشرته))، [صحيح مسلم: 1977].
  • هذا الحديث يتضح فيه أن النبي- صلى الله عليه وسلم- ربط الأضحية بالإرادة، وهو ما يُعتقد أن الأمور الواجبة لا تُعلّق بالأماني.

من يحتاج إلى تقديم الأضحية؟

وفيما يخص من يحتاج إلى الأضحية، فقد أكد الفقهاء على ما يلي:

  • يذهب المذهب الحنفي إلى أن كل مسلم بالغ وعاقل يملك قيمة النصاب يجب أن يضحي.
  • إذا كنت مؤهلاً لدفع الزكاة، فإنه يتوجب عليك تقديم الأضحية.
  • المذاهب المالكية والحنبلية تتيح للشخص المعيل للأسرة أن يضحي عن عائلته.
  • عن عطاء بن يسار، سألت أبا أيوب الأنصاري- رضي الله عنه-: ((كيف كانت الضحايا في عهد رسول الله- صلى الله عليه وسلم؟)) فقال: كان الرجل يضحي بالشاة عنه وعن أهل بيته، فيأكلون ويطعمون حتى تباها الناس وأصبحت كما ترى))، [صحيح الترمذي: 1505].
  • في العديد من الأسر الحالية، قد يكون هناك عدة أشخاص يدفعون الزكاة، لذا يُفضل أن يقوم كل من يدفع الزكاة بتقديم أضحيته.

ننصح بقراءة:

هل يمكنني قص أظافري أو شعري إذا كنت سأضحي؟

  • من المستحب عدم قيام المضحي بقص شعره أو أظافره من أول يوم من ذي الحجة وحتى بعد النحر.
  • عن أم سلمة- رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: ((إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أن يضحي، فلا يمس من شعره أو بشرته شيئًا))، [صحيح مسلم: 1977].

متى يتم توزيع الأضحية؟

من الأفضل توزيع الأضحية في أقرب وقت ممكن

  1. يفضل توزيع لحوم الأضحية على المحتاجين خلال أيام عيد الأضحى، وكلما كان التوزيع مبكرًا كان أفضل.
  2. كل يوم يسبق اليوم الذي يليه يُعتبر أفضل.

هل يجوز ذكر أسماء كل من يضحي عند ذبح الأضحية؟

  • يجوز ذكر أسماء الأشخاص المضحيين عند أداء الأضحية، ولكن بعد ذكر اسم الله- سبحانه وتعالى- والمجيد له.
  • يمكن القول: “بسم الله، الله أكبر؛ اللهم هذا منك ولك عن فلان”، ثم يقولون بعد الأضحية: “اللهم تقبل هذا من فلان”.

ما هو القربان النبوي؟

  • عن جابر بن عبد الله- رضي الله عنه- قال: ((شهدت مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- الأضحى، فلما انتهى من خطبته، نزل من منبره، وأتوا بكبش فذبحه رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بيده، وقال: “بسم الله، الله أكبر، هذا عني، وعمن لم يضحي من أمتي”))، [صحيح أبو داود: 2810].
  • بعد الوفاء بالتضحية الشخصية، قدم النبي- صلى الله عليه وسلم- قربانًا إضافيًا باسم المسلمين الذين لم يستطيعوا تقديم الأضاحي.
  • ندعو كافة المتبرعين لإحياء هذه السنة العظيمة ومساعدة المزيد من المحتاجين.

ما هو أول قربان على وجه الأرض؟

يخبرنا الله- سبحانه وتعالى- في القرآن الكريم عن قصة ابني النبي آدم- عليه السلام-، قابيل وهابيل.

  • عندما نشبت الفتنة بينهما، طلب آدم- عليه السلام- منهما تقديم قربان إلى الله- سبحانه وتعالى-، ومن يقبل قربانه سيعتبر الفائز.
  • كان هابيل راعيًا، لذا قدم كبشًا كقربان، بينما كان قابيل مزارعًا، فقدم بعض المحصول الذي نبت في الأرض.
  • كان هابيل يحرص على اختيار أفضل حيوان سليم يتمتع بصحة جيدة، بينما لم يرغب قابيل في تقديم أفضل منتجاته.
  • وبالفعل، قبل الله- سبحانه وتعالى- قربان هابيل ولم يقبل قربان قابيل.
  • وهذه القصة توضح أن الله- سبحانه وتعالى- لا يقبل إلا من المتقي والمخلص، حيث كان واضحًا أن قابيل لم يقدم قربانه بنية صادقة، وكان لديه شعور من الغيرة تجاه هابيل.
  • تبين لنا قصة قابيل وهابيل أهمية النية الصافية والإخلاص في تقديم القربان، بالإضافة إلى حرص على اختيار أضحية مميزة والتعامل معها بشكل حسن، ومراعاة الطريقة الإسلامية في الذبح.
  • يجب أن نعلم أن القربان، مثل الزكاة، ليس مجرد واجب سنوي أو ضريبة بل هو فعل روحي عميق يشكل فرصة للتقرب من الله- سبحانه وتعالى-.

لا تفوت قراءة: