شعر المدح
يعتبر شعر المدح من أبرز أشكال الأدب العربي القديم، حيث يُستخدم كوسيلة لنيل استحسان الملوك والحكام. وقد عُرف الشاعر المتنبّي بشعره المدحي الذي ألقاه في حق سيف الدولة. في هذا المقال، سأقدم مجموعة من الأبيات الشعرية التي تتميز بالمدح.
أروع قصائد المدح
- يا شيخ، أتيت إليك في زمن الشيب
قد مضى زمن المحبين بكل دأب،
يأتي إليّ ويدبّ فيها قربٍ وحب،
قل للمنازل يا من أهاب منا وماب،
من دارنا جئنا لداركم، يوم لا غروب.
ما زال نجم لا يتغير أو يغيب،
فلا خاب ظني فيكم يا منبع الكرم.
تحية من قلب محب بلا ريب،
يستتاب الشاب ويفرح بشبابه.
يا جوهر النادر، ويا عطر رقيق،
يا لصنديد، ويا حصان طلاب،
يا لزير، والذئب والأنمار،
يا الليث، يا ابن الأيوث، كنت سيدا للبيد.
يا ضاري عظيم الشأن، لا تنقطع الوصايف،
يا مفراض، يا فتّاح الأشراف،
يا نادر الهمم، أكرامك غالية يا غدير.
يا غني جيله بين بعيد وقريب،
تسير كجيشّ العساكر، لا تفتر هممك،
ستر العذاري قد أتى في عبايات الفرق.
عيبك كيف صار، فقيل فتغيب،
بالسيف يخشى القلوب يقطع اللئام،
ومرّة سرقت الشعاع، والنسر طلاب.
الأفعال، وحائلو المكارم جود.
وبذل يديك للكرم، شرفك المبال.
كم غامر رجلٍ في دار العطاء ونجا مفرّج.
من العليم، زمي كما يزمي الزّاب.
عزّ الله أنك طيب وتفعل الطيب،
والأقدار تحث عليك يا خاص بالأصالة.
- تجمع ميزات في شبه الجزيرة
جزيرة تبرز دوارها الكبيرة،
والناس فيها لهم منازل ودوروم.
من السواحل الحمراء إلى ساحل عمان.
- ومنهم قبيلة عتيبة العريقة
يمتازون بمجدهم المشرّف والبعيد،
أمجادهم معروفة ولا هي غريبة،
إذا حل المجد فكل عتبان تحلق حوله.
- ومنهم بني الحارث أهل المذهب الزين
كرماؤهم عينًا تراقب بين الشدة والرفاهية،
تاريخهم معروف، ولا هم بغرباء،
والنعم يا أبناء الحارث بأرجاء حوران.
- ومنهم سبيع، والنعم بشمائلهم دائمة
تاريخهم ينطق بمآثرهم الجليلة،
ونحن نقول كلمتنا بلا ظلم،
يستحقون المدح وهم أنساب سبعان.
- غامد، والنعم بهم أهل الشكالة
قافلة كاملة خصال شديدة،
الكرم والشجاعة في دمائهم،
ولجميعهم يوم المعارك يشجّع.
- قحطان، أصل السّلالات الشريفة
أفعالهم عفيفة، تحمل القيم،
وفي الطيب، هم أعداء كل شراسة،
والنعم لهم يا صناديد قحطان.
- والنعم بالأشراف نسل الصحابة
الدين فيهم والسخاء بالفعل،
والعرف شرف يشد عليه المحمد.
حكم العدل والإرشاد لكل ائتصايات.
- وأولاد وائل، نعم والله قبيلة
أهل الأعمال والعمق الأصيلة،
منهم ملوك هم أهل الجود،
ليُعرف اسم عنزة في القمة العظيمة.
- شمّر ليا عدت فعال النحايا
والنعم الله يا رجال الطنايا،
حماية القالة من طعن الزمان،
نقولها مستحيلة ولا تهدّ.
- والنعم للعجمان في علمهم
قول وفعل لهما مجدٌ غير مُحتسب،
مجد يعلو كالسهيل في الفضاء العالي،
شهادة في مدحهم على يد راكان.
مطير، موصولة بأهل الجود،
تاريخهم واضح ومشهور،
مجدٌ مثبت بأدلة وشهود.
لا تنكر مجدهم، وأهلهم الأصليين.
- ونعم بحرب، إذا طرى طاري الأمداح
أهل المواقف، كلما صوت صياح،
حرابهم بالنوم لا ترتاح،
من ضيمهم لا يمرح الليل سهران.
سليم، أهل المجد معروف في السجل،
ذربين، أهل القيل وبالعرف شعار،
أظن حديث الحق لا يقبل إنكار.
- أيضًا بني تميم، فخرهم المتفوق
لهم شرف زكوا بقول ابن صقيه التميمي،
يراعي مَن يحمل له القلوب برجاء.
أخبارهم معروفة بين المصريين وغيرهم.
وزهران أيضاً، في مواجهة الحرب الحادّة،
مَن طعنهم يدعّمه بالدم.
هبت لهم من كل أيقونة.
والنعم والله يا رجال زهران.
- عسير، عسرين لا يستسلمون
سباع تعيش بين السهول الطويلة،
فيهم مقام ومجزوٍ من المجد.
السيف في أيديهم مخلد والمقياس.
ورماه بما يرونه من خبايا،
شهران مشهورة وكلامهم قوي.
فيهم بروح الفخر والأفعال.
وداخل الوطن يحتاجون ولا يتلاشون.
قصائد في المدح
وفيما يلي ما أبدع الشعراء من قصائد في المدح:
لأمدحن بني المهلب مدحةً
للشاعر الفرزدق
لأمدحن بني المهلب مدحةً
غرّاء ظاهرها على الأشعار
مثل النجوم، أمامها قمر لها
يجلو الدجى ويضيء ليل الساري
ورثوا الطعان عن المهلب والقرى
وخلائقاً كتدفّق الأنهار
أما البنون، فإنهم لم يُورثوا
كتراثه لبنيه يوم فخار
كلّ المكارم عن يديه تقسموا
إذا مات رزق أرامل الأمصار
كان المهلب للعراق سكينة
وحيا الربيع ومعقل الفرّار
كم من غنىً فتح الإله لهم به
والخيل مقعية على الأقتار
والنبل ملجمة بكل محلجٍ
من رجل خصيبة من الأوتار
أما يزيد، فإنه تأبى له
نفس موطّنة على المقدار
والورادة شعب المنية بالقنا،
فيدِّر كل معاند في النار
شعب الوطين بكل جائشة لها
نفث يجشّ فمها بالمسبار
وإذا النفوس جشأن طامن جأشة
ثقةً بها لحماية الأدبار
إني رأيت يزيد عند شبابه
لبس التقوى، ومهابة الجبّار
ملك عليه مهابة الملك التقى
قمر التمام به وشمس نهار
وإذا الرجال رأوا يزيد رأيتهم
خضُع الرقاب نواكس الأبصار
لأغرّ ينجاب الظلام لوجهه
وبه النفوس يقعن كل قرار
أي يا يزيد إنك للممهلب أدركت
كفاك خير خلائق الأخيار
ما من يدي رجلٍ أحقّ بما أتى
من مكرمات عظام الأخطار
من ساعدين يزيد يقدح زندة
كفّاهما وأشدّ عقد جوار
ولو أنها وزنت شمع بحلمه
لأمال كل مقيمة حذجار
ولقد رجعت وإن فارس كلها
من كردها لخوائف المرار
فتركت أخوفها وإن طريقها
لَيجوز به النبطي بالقنطار
أما العراق فلم يكن يُرجى به
حتى رجعت، عواقب الأطهار
فجمعت بعد تفرق أجناده
وأقمت ميل بنائه المنهار
ولينزلن بجيل جيلان الذّي
ترَكَ البحيرة، محصَد الأمرار
جيش يسير إليه ملتمساً القرى
غصباً بكل مسوّمٍ جرّار
لَجِب يضيق به الفضاء إذا غدوا
وأرى السماء بغابة وغبار
فيه قبائل من ذوي يمن له
وقضاعة بن معدّها ونزار
ولئن سلمت لتعطفنّ صدورهم،
لترك، عطفة حازم مغوار
حتى يرى رتّبيل منها غارةً
شعواء غير ترجم الأخبار
وطئت جياد يزيد كل مدينةٍ
بين الردوم وبين نخل وبار
شعثاً مسوماً، على أكتافها
أسد هواسير للكُمَاة ضوار
ما زال مذ عقدت يداه إزاره
فدنَا فأدرَكَ خمسة الأشبار
يدني خوافق من خوافق تلتقي
في كل معتبط الغبار مثار
ولقد بنا لبني المهلب بيتهم
في المجد أطول أذرع وسواري
بُنيت دعائمه على جبلٍ لهم
وعلت فوارعه على الأبصار
تلقى فوارس للعتيك كأنهم
أسد قطعن سوابل السفّار
ذكرين مرتدفين كل تقلصٍ
ذكر شديد إغارة الإمرار
حملوا الظبات على الشؤون وأقسموا
ليُقنعُنّ عمامة الجبّار
صرعوه بين دكادكٍ في مزحفٍ
للخيل يُقحمهن كل خبار
متقلدي قلعية وصواري
هندية، وقديمة الآثار
وعواسل عسل الذئاب كأنها
أشطان باينة من الآبار
يقسمن إذ طعنوا بها أقرانهم
حلَق الدروع وهن غير قصار
تلقى قبائل أم كل قبيلةٍ
أم العتيك بناتقٍ مذكار
ولدت لأزهر كل أصيد يبني
بالسيف يوم تعانق وكرار
يحمي المكارم بالسيوف إذا علا
صوت الظبات يطيرن كل شرار
من كل ذات حبائبٍ ومفاوضةٍ
بيضاء سابغة على الأظفار
إن القصور بجيل جيلان التي
أعيَت معاقلها بني الأحرار
فتحت بسيف بني المهلب، إنّها
لله عادَتُهم على الكفار.
غلبوا بأنهم الفوارس في الوغى
والأكثرون غداة كل كثار
والأحلمون إذا الحلوم تهزّهزت
بالقوم ليس حلومهم بصغار
والقائدون إذا الجياد تروحَت
ومضين بعد وجى على الحيزوار.
أُعِيدُكَ مِن هِجَاءٍ بَعْدَ مَدْحٍ
للشاعر الشريف الرضي
أُعيدُكَ مِن هِجَاءٍ بَعْدَ مَدْحِ
فعذني من قتال بعد صلح
منحتك جل أشعاري فلمّا
ظفرت بهن لم أظفر بمنح
كبَا زَنْدِي بحَيْثُ رَجَوْتُ مِنْهُ
مساعدة الضياء فخاب قدح
وكنت مضافري فثلمت سيفي
وكنت معاضدي فقصفت رمحي
وكنت ممنعاً فأذل داري
دخولك ذل ثغر بع فتح
فيا ليثاً دعوت به ليحمي
حماي من العدى فاجتاح سرحي
وياه طبًّا رجوت صلاح جسمي
بكَفّيْهِ، فَزَادَ بَلاءَ جُرْحي
ويا قمراً رجوت السير فيه
فَلَثّمَهُ الدُّجَى عَنّْي بِجِنْحِ
سأرمي العزم في ثغر الدّياجي
وأحدو العيس في سلم وطلح
لبشر مصفّق الأخلاق عذبٍ
وجود مهذّب النشوات سمح
وقورٍ ما استخفّتني الليالي
ولا خدعتُه عَنْ جدٍ بمزح
إذا ليل النوائب مد باعاً
ثناه عن عزمته بصبح
وإن ركض السؤال إِلَى نِدَاهُ
تتبع إثر وطأتِه بنجح
وأصرف همّتي عَنْ كُلّ نكسةٍ
أملّ على الضمائر كل برح
يهدّدني بقبح بعد حسن
ولم أَرَ غَيْرَ قُبْحٍ بَعْدَ قُبْحِ.
أغالب فيك الشوق والشوق أغلب
للشاعر المتنبي
أُغالِبُ فيكَ الشّوقَ وَالشوقُ أغلَبُ
وَأعجبُ من ذا الهجرِ وَالوَصْلُ أعجبُ
أمَا تَغْلَطُ الأيّامُ فيّ بأنْ أرَى
بَغيضاً تُنَائي أوْ حَبيباً تُقَرّبُ
وَلله سَيْرِي مَا أقَلّ تَئِيّةً
عَشِيّةَ شَرْقيّ الحَدَالى وَغُرَّبُ
عَشِيّةَ أحفَى النّاسِ بي مَن جفوْتُهُ
وَأهْدَى الطّرِيقَينِ التي أتَجَنّبُ
وَكَمْ لظَلامِ اللّيْلِ عِندَكَ من يَدٍ
تُخَبِّرُ أنّ المَانَوِيّةَ تَكْذِبُ
وَقَاكَ رَدَى الأعداءِ تَسْري إليهم
وَزَارَكَ فيه ذو الدلال المُحَجَّبُ
وَيَوْمٍ كَلَيْلِ العَاشِقِينَ كمَنْتُهُ
أُرَاقِبُ فيه الشّمسَ أيّانَ تَغرُبُ
وَعَيْني إلى أُذْنَيْ أغَرَّ كَأنّهُ
منَ اللّيْلِ باقٍ بَينَ عَيْنَيْهِ كوْكبُ
لَهُ فَضْلَةٌ عَنْ جِسْمِهِ في إهَابِهِ
تَجيءُ على صَدْرٍ رَحيبٍ وَتذهَبُ
شَقَقْتُ بهِ الظّلْماءَ أُدْنِي عِنَانَهُ
فيَطْغَى وَأُرْخيهِ مراراً فيَلْعَبُ
وَأصرَعُ أيّ الوَحشِ قفّيْتُهُ بِهِ
وَأنْزِلُ عنْهُ مِثْلَهُ حينَ أرْكَبُ
وَما الخَيلُ إلاّ كالصّديقِ قَليلَةٌ
وَإنْ كَثُرَتْ في عَينِ مَن لا يجرّبُ
إذا لم تُشاهِدْ غَيرَ حُسنِ شِياتِهَا
وَأعْضَائِهَا فالحُسْنُ عَنكَ مُغَيَّبُ
لحَى الله ذي الدّنْيا مُناخاً لراكبٍ
فكُلُّ بَعيدِ الهَمّ فيهَا مُعَذَّبُ
ألا لَيْتَ شعري هَلْ أقولُ قَصِيدَةً
فَلا أشْتَكي فيها وَلا أتَعَتّبُ
وَبي ما يَذودُ الشّعرَ عني أقَلُّهُ
وَلَكِنّ قَلبي يا ابنَةَ القَوْمِ قُلَّبُ
وَأخْلاقُ كافُورٍ إذا شِئْتُ مَدْحَهُ
وَإنْ لم أشأْ تُملي عَليّ وَأكْتُبُ
إذا تَرَكَ الإنْسَانُ أهْلاً وَرَاءَهُ
وَيَمّمَ كافُوراً فَمَا يَتَغَرّبُ
فَتًى يَمْلأ الأفْعالَ رَأياً وحِكْمَةً
وَنَادِرَةً أحْيَانَ يَرْضَى وَيَغْضَبُ
إذا ضرَبتْ في الحرْبِ بالسّيفِ كَفُّهُ
تَبَيَّنْتَ أنّ السّيفَ بالكَفّ يَضرِبُ
تَزيدُ عَطَاياهُ على اللّبْثِ كَثرَةً
وَتَلْبَثُ أمْوَاهُ السّحابِ فَتَنضُبُ
أبا المِسْكِ هل في الكأسِ فَضْلٌ أنالُه
فإنّي أُغَنّي منذُ حينٍ وَتَشرَبُ
وَهَبْتَ على مِقدارِ كَفّيْ زَمَانِنَا
وَنَفسِي على مِقدارِ كَفّيكَ تطلُبُ
إذا لم تَنُطْ بي ضَيْعَةً أوْ وِلايَةً
فَجُودُكَ يَكسُوني وَشُغلُكَ يسلبُ
يُضاحِكُ في ذا العِيدِ كُلٌّ حَبيبَهُ
حِذائي وَأبكي مَنْ أُحِبّ وَأنْدُبُ
أحِنُّ إلى أهْلي وَأهْوَى لِقَاءَهُمْ
وَأينَ مِنَ المُشْتَاقِ عَنْقاءُ مُغرِبُ
فإنْ لم يكُنْ إلاّ أبُو المِسكِ أوْ هُمُ
فإنّكَ أحلى في فُؤادي وَأعْذَبُ
وكلُّ امرىءٍ يولي الجَميلَ مُحَبَّبٌ
وَكُلُّ مَكانٍ يُنْبِتُ العِزَّ طَيّبُ
يُريدُ بكَ الحُسّادُ ما الله دافِعٌ
وَسُمْرُ العَوَالي وَالحَديدُ المُذرَّبُ
وَدونَ الذي يَبْغُونَ ما لوْ تخَلّصُوا
إلى المَوْتِ منه عشتَ وَالطّفلُ أشيبُ
إذا طَلَبوا جَدواكَ أُعطوا وَحُكِّموا
وَإن طلَبوا الفضْلَ الذي فيك خُيِّبوا
وَلَوْ جازَ أن يحوُوا عُلاكَ وَهَبْتَهَا
وَلكِنْ منَ الأشياءِ ما ليسَ يوهَبُ
وَأظلَمُ أهلِ الظّلمِ مَن باتَ حاسِداً
لمَنْ بَاتَ في نَعْمائِهِ يَتَقَلّبُ
وَأنتَ الذي رَبّيْتَ ذا المُلْكِ مُرْضَعاً
وَلَيسَ لَهُ أُمٌّ سِواكَ وَلا أبُ
وَكنتَ لَهُ لَيْثَ العَرِينِ لشِبْلِهِ
وَمَا لكَ إلاّ الهِنْدوَانيّ مِخْلَبُ
لَقِيتَ القَنَا عَنْهُ بنَفْسٍ كريمَةٍ
إلى الموْتِ في الهَيجا من العارِ تهرُبُ
وَقد يترُكُ النّفسَ التي لا تَهابُهُ
وَيَخْتَرِمُ النّفسَ التي تَتَهَيّبُ
وَمَا عَدِمَ اللاقُوكَ بَأساً وَشِدّةً
وَلَكِنّ مَنْ لاقَوْا أشَدُّ وَأنجَبُ
ثنَاهم وَبَرْقُ البِيضِ في البَيض صَادقٌ
عليهم وَبَرْقُ البِيض في البِيض خُلَّبُ
سَلَلْتَ سُيوفاً عَلّمتْ كلَّ خاطِبٍ
على كلّ عُودٍ كيفَ يدعو وَيخطُبُ
وَيُغنيكَ عَمّا يَنسُبُ النّاسُ أنّهُ
إلَيكَ تَنَاهَى المَكرُماتُ وَتُنسَبُ
وَأيُّ قَبيلٍ يَسْتَحِقّكَ قَدْرُهُ
مَعَدُّ بنُ عَدنانٍ فِداكَ وَيَعرُبُ
وَمَا طَرَبي لمّا رَأيْتُكَ بِدْعَةً
لقد كنتُ أرْجُو أنْ أرَاكَ فأطرَبُ
وَتَعْذُلُني فيكَ القَوَافي وَهِمّتي
كأنّي بمَدْحٍ قَبلَ مَدْحِكَ مُذنِبُ
وَلَكِنّهُ طالَ الطّريقُ وَلم أزَلْ
أُفَتّش عَن هَذا الكَلامِ وَيُنْهَبُ
فشَرّقَ حتى ليسَ للشّرْقِ مَشرِقٌ
وَغَرّبَ حتى ليسَ للغرْبِ مَغْرِبُ
إذا قُلْتُهُ لم يَمْتَنِعْ مِن وُصُولِهِ
جِدارٌ مُعَلًّى أوْ خِبَاءٌمُطَنَّبُ.