يلجأ المُسلم إلى أداء صلاة قضاء الحاجة كُلما ضاقت به الحياة، فلا يسعه سوى اللجوء إلى رب العِباد، من كفلّ له حياتها بخيرها وشرها، وهو القادر على إخراجه من شرور الدُنيا، أو سلب الخير من بين يديه للعبد غير الشكور الحامد بِما ينعم، ومن خلال موقع سوبر بابا، نوضح الأمر عن كثب.
صلاة لقضاء الحاجة سريعًا مجربة
في السراء وفي الضراء يلجأ المُسلمين إلى ربهم لقضاء حاجتهم، والحصول على مُبتغاهم في الحياة، بالتضرُع إلى الله تعالى ليلًا ونهارًا بالدُعاء، فهو ما يشفي الأوجاع، ويُفرج الكروب.
لكن ليس الدُعاء فقط، بل ورد في الشريعة الإسلامية استحباب صلاة لقضاء الحاجة، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “من توضأ فأسبغ الوضوءَ، ثمَّ صلَّى ركعتينِ بتمامِهما أعطاهُ اللهُ عزَّ وجلَّ ما سأل معجَّلًا أو مؤخَّرًا“.
لذا ما إن ضاقت الحياة بالمؤمن عليه أن يلجأ إلى الله تعالى، طالبًا أن يرُد له ضالته في الحياة، والحصول على مُرادِه، وقضاء حاجته من إنجاب، زواج، رزق، فالله تعالى سميع مُجيب للعِباد.
تؤدى صلاة الحاجة بقيام ركعتين بتسليمة واحدة، من ثُمَّ الثناء على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويبدأ في طلب حاجته من الله مُتذللًا له.
لكن يجب العِلم، إنّ قضاء الحاجة لا تعني وجوب الحاجة في الساعة ذاتها، أو من المرة الأولى، فهذا بيد الله يفعل ما يشاء، لكن في كافة الحالات على العبد التضرُع والإلحاح في الدُعاء بطلب ما يحتاجه من الله.. إنّه لا يرد عبدًا لجأ إليه.
اقرأ أيضًا: فضل الصلاة على النبي في استجابة الدعاء
كيفية صلاة قضاء الحاجة
كما ذكرت آنفًا إنّ صلاة قضاء الحاجة مشروعة لِما ورد عن رسول الله، ولكن تختلف الصلاة عن الصلوات المفروضة، فتأتي على شاكلة مُحددة.
- الوضوء للصلاة، ثُمَّ استحضار النية بأنها لقضاء حاجة ما.
- البدء في الركعة الأولى كالصلاة المفروضة، على أن تُقرأ سورة الفاتحة، وما تيسر من سورة الكافرون.
- في الركعة الثانية يبدأ العبد قراءة سورة الفاتحة، ثُمَّ ما تيسر من سورة الإخلاص.
- يبدأ في التسليم، وبعد السلام يرفع المُصلي يديه إلى الله مُتضرعًا له، وأن يكوّن على يقين بأن الله تعالى مُجيبًا لدُعائِه.
- في الدُعاء، يبدأ المُصلي بالثناء على الله عز وجل، ثُمّ الصلاة على النبي، والأفضل أن يُصلي الصلاة الإبراهيمية بصيغتها المفروضة، وهي:
“اللَّهمَّ صلِّ على محمَّدٍ وعلى آلِ محمَّدٍ وبارِك على محمَّدٍ وعلى آلِ محمَّدٍ، كما صلَّيتَ وبارَكتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ في العالَمينَ إنَّكَ حميدٌ مجيدٌ”.
- ثُمَّ الدُعاء بِما شئت، ثُمَّ أنهي دُعائك بالصلاة على النبي، واترك الأمر لمُدبره.
اقرأ أيضًا: اللهم اكتب لي الخير حيث كان
الوقت المُستحب لأداء صلاة قضاء الحاجة
إنّ صلاة قضاء الحاجة تؤدى عند وجود الحاجة أي شيء، فلا كبيرة أو صغيرة على الله تعالى، ومن المُستحب والأفضل هو الصلاة في الثُلث الأخير من الليل، وهو قيام الليل.
فقيل إن الله تعالى ينزل ي هذا الوقت لسماع عِبادُه المحتاجين وتلبية مُرادِهم، ولكن عليك عدم التعجُل في الإجابة.. يسمعك الله ولكن تريث، فالله يفعل الخير لعبدِه والأصلح له في الوقت المُناسب.
لكن يجدر بالذكر أن هُناك أوقات يُكره فيها تأدية صلاة قضاء الحاجة، أو الصلاة عمومًا لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى عنها:
- بعد الفجر وحتى طلوع الشمس.
- بعد صلاة العصر وحتى الغروب.
- عند استواء الشمس في كبد السماء، أي الوقت قبل الظُهر بخمس دقائق.
اقرأ أيضًا: دعاء سورة الواقعة مكتوبة كاملة
أدعية لقضاء الحاجة مُستجاب
ثمَّة مصائب يتعرض لها الإنسان، أو مشاكل بشكل عام، لا يستطيع العبد تدبير أمورِه كصاحب التدابير، فالله كفيلٌ بنّا، هو من قدر لنا هذا، وهو من يستطيع إخراجنا منهُ.
جدير بالذكر أن الله لا يُقدر لنا سوى الخير، وهو ما نُدرِك حكمته فيما بعد، وأداء صلاة لقضاء الحاجة وحده لا يكفي، بل على العبد الإلحاح بالدُعاء وطلب مُبتغاة من الله تعالى.
- يا مولاي يا الله، أسألك أن تهديني سواء السبيل، وأن تقضي لي جميع حوائجي، وأن تُيسّر لي أموري وتُبارك لي في وقتي.
- يا عالمًا بما مضى وما هو آتٍ أسألك اللهم بقدرتك على كل شيء واستغنائك عن جميع خلقك وبحمدك ومجدك يا إله كل شيء وأسألك اللهم أن تجود عليّ بقضاء حاجتي إنك قادر على كل شيء يا رب العالمين يا عظيم يرجى لكل عظيم يا عليمًا أنت بحالنا عليم اللهم أصلح لنا شأننا بما أصلحت به شأن عبادك الصالحين.
- يا حيُّ يا قيُّومُ، برَحمتِكَ أستَغيثُ، أصلِح لي شأني كُلَّهُ، ولا تَكِلني إلى نَفسي طرفةَ عينٍ اللَّهمَّ لا سَهْلَ إلَّا ما جعَلْتَه سَهلًا وأنتَ تجعَلُ الحَزْنَ سَهلًا إذا شِئْتَ اللهمَّ مالكَ الملكِ تُؤتي الملكَ مَن تشاءُ، وتنزعُ الملكَ ممن تشاءُ، وتُعِزُّ مَن تشاءُ، وتذِلُّ مَن تشاءُ، بيدِك الخيرُ إنك على كلِّ شيءٍ قديرٌ.
- اللهم يا قاضي الحاجات، أسألك يا إلهي أن تقضي لي حوائجي، وأن تخرجني من ضيق الدنيا إلى سعة رحمتك وتوفيقك وهداك.
- اللهم اهدني وارضَ عنّي، وأصلح شأني ويسّر أمري، واقضِ حاجتي واغفر خطيئتي، وتوفّني وأنت راضٍ عنّي.
- اللهم إني أسألك سلامًا ما بعده كدر، ورضى ما بعده سخط، وفرحًا ما بعده حزن، اللهم املأ قلبي بكلّ ما فيه الخير لي، اللهم اجعل طريقي مسهلًا وأيامي القادمة أفضل من سابقاتها.
- اللهم أنت ربّي، أسألك أن تقضي حوائجي، وتيسّر أموري، وتصلح شأني، وتهديني لما هو خيرٌ لي في دنياي وآخرتي.
- اللهم أنت ربي فاغفر ذنبي، واستر عيبي، ويسّر أمري، ووفقني لما تُحب، وارضني به يا الله.
- اللهم أنت ثقتي في كل كربة، وأنت رجائي في كل شدة، وأنت لي في كل أمر نزل بي ثقة وعدة، كم كرب يضعف عنه الفؤاد وتقل فيه الحيلة ويخذل عنه القريب والبعيد، ويشمت به العدو، وتعييني فيه الامور أنزلته بك وشكوته إليك راغبا فيه عمن سواك، ففرجته وكشفته وكفيته، فأنت ولي كل نعمة وصاحب كل حاجة ومنتهى كل رغبة فلك الحمد كثيرا، ولك المن فاضلًا.
- اللهم إنا نستعين بك ونستهدي بك ونستغفرك ونؤمن بك ونتوكل عليك، ونثني عليك الخير كله، نشكرك ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك.
- اللهم اقضِ حاجتي، واكتب لي التيسير والنجّاح والتوفيق والفلاح.
- رحمنُ الدنيا والآخرةِ ورحيمُهما، تعطيهما من تشاءُ، وتمنعُ منهما من تشاءُ، ارحمْني رحمةً تُغنيني بها عن رحمةِ مَن سواك.
- اللهم يا مسهل الشديد ويا ملين الحديد ويا منجز الوعيد ويا من هو كل يوم في أمر جديد اخرجني من حلق الضيق إلى أوسع الطريق بك أدفع عن نفسي ما لا أطيق ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
- اللهم إِني أَعُوذ بك من جَهد البلاء، ودَرك الشقاء، وسوءِ القضاء، وشماتة الأعداء، اللهم إِني أعُوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفُجاءة نقمتك، وجميع سخطك.
على العبد أن يتوجه إلى ربه بالدُعاء في السراء والضراء.. التوسل والتضرُع إليه في أوقات الشدة والرخاء، فهي أعظم العِبادات، وبالإكثار منها يحصل على ثواب وأجر عظيم.