صيام ليلة النصف من شعبان له فضل كبير عند الله -عز وجل-، وعلى المرء اغتنام تلك الفرصة واليوم الفضيل؛ لنيل مزيد من الأجر والثواب العظيم، لذا يُقدم موقع سوبر بابا كافة التفاصيل حول النصف من شعبان وما على العبد المُداومة عليه من الأعمال الصالحة.
صيام ليلة النصف من شعبان
شهر شعبان هو أحد شهور التقويم الهجري الواقع بين شهري رجب ورمضان، وتم تسميته بهذا الاسم لتشعيب الناس به وتشتتهم فيه، فالبعض يستعد لحلول شهر رمضان المبارك، والبعض الآخر كانوا ينتشرون في بقاع الأرض للبحث عن الماء، أو الانتشار للغزو والقتال تعويضًا عن امتناعهم في الأشهر الحُرم.
يقول الكثير من علماء الدين أن صيام تلك الليلة مستحب كونها من الأيام الثلاثة البيض التي يستحب صومهم كل شهر وهم اليوم الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر من كل شهر هجري، ولكن عن تخصيص صيام ليلة النصف من شعبان من الأمور غير المستحبة.
فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالامتناع عن الصيام من منتصف شهر شعبان إلى آخره؛ استعدادًا لشهر رمضان المُبارك ولإمكانية أداء فريضة الصيام به كاملًا.
أكد العلماء على صحة الحديث، وأن من قام بالصيام قبل منتصف شعبان لا حرج عليه، وإذا جاء صيام ليلة النصف من شعبان مُصادفة ليوم الاثنين أو الخميس من الأسبوع وكان معتاد على الصيام في تلك الأيام فلا حرج عليه أيضًا.
اقرأ أيضًا: لماذا يصوم المسلمون يوم عاشوراء
فضل ليلة النصف من شعبان
يوجد اختلافات كثيرة بين علماء الدين حول فضل ليلة النصف من شعبان، حيث يوجد الكثير من الأحاديث ذات الإسناد الضعيف التي تتحدث عن فضل تلك الليلة، وما الشعائر التي يجب القيام بها في مثل تلك الليلة الفضيلة.
حيث يرشد بعض العلماء العباد لإحياء بعض الشعائر الدينية في ليلة النصف من شعبان تيمنًا بتلك الليلة وفضلها عند الله مثل صوم نهارها وقيام ليلها وكثرة الدعاء بها، لنيل وتحصيل ثوابها، وما يعم من خيرات وبركات من عند الله عز وجل.
البعض الآخر أنكر القيام بمثل تلك الشعائر الدينية في هذا اليوم خصيصًا والتعامل معه كأنه يوم مثل باقي الأيام والقيام بالفروض والشعائر الدينية التي يقوم بها المسلم بشكل يومي.
حكم قيام ليلة النصف من شعبان
ذهب بعض فقهاء وعلماء الدين إلى استحباب قيام الليل والصلاة والدعاء كثيرًا في ليلة النصف من شعبان وذلك استنادًا لبعض الأحاديث الضعيفة التي أشارت على إحياء تلك الليلة الفضيلة بإقامة الشعائر الدينية مثل الصوم وقيام الليل، واختلف فقهاء الدين حول رؤيتهم للتضرع إلى الله عز وجل بالأعمال الصالحة خاصةً في ذلك اليوم.
1- مذهب الشافعية
رغم اعترافهم بضعف الأحاديث التي جاءت عن فضل ليلة النصف من شعبان، لكن قام الشافعية بالتساهل معها لفضل تلك الأعمال، لأنها تحث على القيام بإحياء الشعائر الدينية مثل قيام الليل، يدعوا الشافعية إلى قيام الليل والكثرة من الدعاء في تلك الليلة الفضيلة.
2- مذهب الحنفيّة
يوجد عند فقهاء الحنفيّة رأي ينُم أن هناك خمس ليالِ يقوموا فيها بقيام الليل منهم ليلة النصف من شعبان، وذلك استنادًا منهم على الأحاديث ضعيفة الحكم، التي قد تحدثت عن فضل تلك الليلة، وفضل القيام بها، وكثرة الدعاء فيها، وفضل تلك الليلة لما فيها من تكفير للذنوب، والتقرب من الله عز وجل.
3- علماء مذهب المالكية
رغب المالكية كثيرًا في قيام ليلة النصف نصف من شعبان حيث يُقال إن عمر بن عبد العزيز كتب إلى عدي بن أرطاة يخبره بأهمية قيام الليل في أربع ليالِ منهما ليلة النصف من شعبان لما فيها من رحمة وفضل، والبركات التي تعُم في تلك الليلة الفضيلة.
4- علماء الحنابلة
رغب الحنابلة في قيام الليل في ليلة النصف من شعبان، وذلك استناد لما ورد وذكر في الأحاديث الضعيفة عن فضل تلك الليلة واستحباب ذكر الله عز وجل بها وكثرة الدعاء به، ولكن أقر الحنابلة على كره الاجتماع على قيام تلك الليلة، والاكتفاء بالقيام في المنزل.
اقرأ أيضًا: هل يجوز صيام رأس السنة الهجرية
أدعية ليلة النصف من شعبان
أن الدعاء والتضرع ومناجاة الله عز وجل مستحب في كل وقت وحين، وقد أشار بعض علماء الدين عن فضل الدعاء في ليلة النصف من شعبان، التي أشارت لها بعض الأحاديث الضعيفة، ولكن يجب اغتنام الُمرء هذا اليوم وفضله والإكثار من الدعاء.
- “اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِنَ العَجْزِ، وَالْكَسَلِ، وَالْجُبْنِ، وَالْبُخْلِ، وَالْهَرَمِ، وَعَذَابِ القَبْرِ، اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَن زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا، اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِن عِلْمٍ لا يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لا يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لا تَشْبَعُ، وَمِنْ دَعْوَةٍ لا يُسْتَجَابُ لَهَا“
- “اللهم إني أعوذ بك من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء”
- “اللهم إني أسألك الهدى، والتقى، والعفاف، والغنى”.
- “اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك”.
- “لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات، ورب الأرض، ورب العرش الكريم”
- “لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين”
- “اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة”
- “اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني”.
- “اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمةُ أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي، واجعل الحياة زيادةً لي في كل خيرٍ، واجعل الموت راحةً لي من كل شر”.
- “اللهم إنا نسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والسلامة من كل إثم، والغنيمة من كل بر، والفوز بالجنة، والنجاة من النار”.
- “اللهم إني أعوذ بك من الفقر، والقلة، والذلة، وأعوذ بك من أن أظلم أو أظلم”.
- “اللّهم إني عبدك ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضي فيّ حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسمٍ هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علّمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عِندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حُزني، وذهاب همّي وغمّي“.
- “اللّهم إني أعوذ بك من فتنة النار وعذاب النار، وفتنة القبر، وعذاب القبر، وشر فتنة الغنى، وشر فتنة الفقر، اللّهم إني أعوذ بك من شر فتنة المَسيح الدجال، اللّهم اغسل قلبي بماء الثلج والبرد، ونقِ قلبي من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس، وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المَشرق والمغرب“
- “اللهم إني أعوذ بك من قلب لا يخشع، ومن دعاء لا يسمع، ومن نفس لا تشبع، ومن علم لا ينفع، أعوذ بك من هؤلاء الأربع”.
- “اللَّهمَّ إنِّي أسألُك العافيةَ في الدُّنيا والآخرةِ اللَّهمَّ أسألُك العفوَ والعافيةَ في ديني ودنيايَ وأَهلي ومالي اللَّهمَّ استر عورتي وقالَ عثمانُ عوراتي وآمِن رَوعاتي اللَّهمَّ احفظني من بينِ يدي ومن خَلفي وعن يَميني وعَن شِمالي ومن فَوقي وأعوذُ بعظَمتِك أن أغتال من تحتي“
- “اللهم إني أسألك علمًا نافعًا، ورزقًا طيبًا، وعملًا متقبلًا”.
على العبد اغتنام الليالي المُنعمة بنفحات إيمانية والتقرب إلى المولى عز وجل بالأعمال الصالحة التي يُحبها ليزيد حبه له وقربه منه.