عجائب الله الكونية
التنظيم المحكم في خلية النحل
تُعتبر خلية النحل إحدى أبرز المعجزات، حيث يقوم النحل بالحفاظ على درجة حرارة ثابتة تقدر بـ 35 درجة مئوية لمدة تصل إلى عشرة أشهر سنويًا، وهو ما يعزز جودة العسل. لتحقيق ذلك، تعمل النحلات العاملات على تهوية الخلية في الأيام الحارة، مع تصميم مميز يسمح بدخول الهواء من جهة وخروجه من أخرى لتحقيق هذا الهدف الحيوي.
الكفاءة في التخزين باستخدام أقل المواد
تتسع خلية النحل الواحدة لحوالي ثمانين ألف نحلة. ولتحقيق ذلك، تقوم النحلات بالبناء من الشمع الذي ينتجن، حيث يُشكلون خلايا سداسية الأضلاع، مما يساعد على تحقيق الاستخدام الأمثل للمساحة وعدم إهدار أي أبعاد، بالإضافة إلى توفير المواد بأقصى قدر ممكن. وهذا الأمر يتوافق مع المبادئ التي تتبعها الهندسة الحديثة، وقد أشار الله -عز وجل- لذلك في سورة النحل.
قال الله -سبحانه وتعالى- عن النحل: (وَأَوحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الجِبالِ بُيوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمّا يَعرِشُونَ* ثُمَّ كُلي مِن كُلِّ الثَّمَراتِ فَاسلُكي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخرُجُ مِن بُطونِها شَرابٌ مُختَلِفٌ أَلوانُهُ فيهِ شِفاءٌ لِلنّاسِ إِنَّ في ذلِكَ لَآيَةً لِقَومٍ يَتَفَكَّرُونَ).
عظمة الجبال
خلق الله -سبحانه وتعالى- الجبال لتكون كالأوتاد التي تعمق في الطبقة الضعيفة تحت القشرة الأرضية، تلك الطبقة التي تتكون من صخور منصهرة ذات حرارة مرتفعة، مما يعزز قوة وتوازن القشرة الأرضية ضد التفكك. وتتشكل الجبال نتيجة التقاء صفيحتين أرضيتين، كما هو الحال مع جبال الهملايا التي نتجت عن التصادم بين الصفيحة الهندية والصفيحة الآسيوية.
تسهم الجبال أيضًا في فوائد متعددة للحياة البشرية، بما في ذلك تقليل سرعة الرياح على سطح الأرض. إذ يوجد فرق في درجات الحرارة بين خط الاستواء والقطبين يصل إلى 100 درجة مئوية، مما قد يؤدي إلى نشوء رياح قاسية تصل سرعتها إلى 1000 كم/ ساعة. إلا أن الجبال تعمل كمصدات تقلل من هذه السرعة بشكل ملحوظ.
يقول الله -سبحانه وتعالى- في وصف الجبال: (وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا) ويشير إلى دورها في تثبيت الأرض بقوله: (وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا).
هندسة النمل الأبيض
يقوم النمل الأبيض ببناء أعشاشه فوق سطح الأرض، حيث يصل ارتفاع بعض هذه الأعشاش إلى سبعة أمتار. وعندما تتم المقارنة مع ناطحات السحاب البشرية، نجد أن هذه الأعشاش تفوقها بأربعة أضعاف من حيث الحجم بالنسبة للنمل. والأكثر تصديقًا هو أن هذه الهياكل متينة للغاية، بحيث يتطلب هدم بعضها استخدام الديناميت، في حين أن مصمميها هم النمل الأعمى الذي لا يرى.
دعوة المسلم للتفكر في آيات الله -سبحانه وتعالى-
إن آيات الله -سبحانه وتعالى- المنتشرة في الكون وفي نفوس البشر عديدة ولا يمكن حصرها، والتفكر في خلق الله وآياته هو تنفيذ لأمر الله -عز وجل-. وعبر القرآن الكريم، تُوجه المسلمين للنظر والتأمل في ما حولهم، حيث يقول الله -سبحانه وتعالى-: (إِنَّ في ذلِكَ لَآيَاتٍ لِقَومٍ يَتَفَكَّرُونَ) وأيضًا: (إِنَّ في ذلِكَ لَآيَاتٍ لِقَومٍ يَعقِلونَ)، وغيرها من الآيات الكثيرة التي تأتي بعد الإشارة إلى بعض آياته الكونية.