عظمة الله في خلق السماوات والأرض

عظمة الله في خلق السماوات والأرض

عظمة الله في خلق السماوات والأرض تظهر في كل ما تقع عليه عينيك، فأبدع الله في صُنعِه حتى عجز الإنسان والعُلماء على التدقيق في مدى جمال صُنعِه، وعظمته، ومن خلال موقع سوبر بابا سنتعرف عن كُثب على مدى عظمة الله في خلقِه.

عظمة الله في خلق السماوات والأرض

تتجلى مظاهر قدرة الله بصورة تفوق قُدرِة البشر التخيلية، ومهما تقدمنا في العلم والتكنولوجيا فلن نصل ولو بمقدار بسيط من قُدرتهِ وحكمته، لذا ما زال يدرس الإنسان كل ما حوله في رحلة استكشافية؛ طالبًا للعلم والمعرفة.

أولًا: عظمة قدرة الله في خلق السماء

من أقوى مظاهر قُدرة الله في خلق السماوات هو رفعها بغير أعمده، ومدى ارتفاعها واستوائها وعدم اعوجاجها وتجانُسها.. فقد قال تعالى في سورة الرعد، الآية 2:

(اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ)

تفاصيل السماء الجمالية والعلمية وإضاءتها نهارًا، وآلية توزيع الضوء والحرارة على مختلف الأماكن، ومن إبداع صُنع الله أن السماء سبع طبقات متتابعة ومتجانسة ومستوية، أي لا تبايُن أو تباعد فيها.

فمن يتأمل السماء تستريح عينيه، وتبعث السكينة والاسترخاء في النفس سواء نهارًا أو ليلًا، فستجد كثير من النجوم تتلألأ وتلمع في السماء بصورة جميلة ومبدعة، وشهب خلقها الله لتُرجم الشياطين الذين يَسترقون السمع، حيث قال تعالى:

(وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ ۖ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ) [الملك: 5].

اقرأ أيضًا: دعاء المعجزات حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله

ثانيًا: عظمة الله في خلق النجوم والكواكب

إنّ من أشهر المظاهر الجمالية التي خُلقت للتأمُل هي السماء، وخاصةً في الليل أثناء ظهور النجوم، وغيرها من المظاهر.

  • تتميز السماء باتساعها وضخامتها وتعدد ما خلق الله مثل الشمس، والقمر، والنجوم، والكواكب، ولا يمكن الاستغناء عنه في النظام الكوني، لقوله تعالى: (وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (النحل: 12).
  • تدور الأفلاك مع بعضها في نظام كوني ثابت دون تصادم أو تباعد، وذلك يدل على دقة خلق النظام الكوني، فقال تعالى: (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ* وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ* لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) (يس:38-40).
  • خُلِق الشمس كنجم هائل الحجم وفي غاية الضخامة؛ ليمد المجرة بما فيها من كواكب وأقمار بالضوء والحرارة بنسب متفاوتة، وأيضًا قمر كوكب الأرض يستمد ضوءِه من الشمس؛ ليضيء السماء ليلًا ويزينها، بالإضافة إلى تأثيرُه في ظاهرة المد والجزر.
  • أمّا الكواكب فقد خلق الله كلٍ منها بعناية، وبخصائص مُتفرقة تُميز كُل واحد على حِدة، والكوكب الوحيد الذي به حياة هو الأرض، أو الكوكب المائي، فقال تعالى: (وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون) سورة الأنبياء.
  • علاوةً على دوران الأرض في مدارها حول الشمس مرة كل 365 يوم دورة كاملة، وتدور الأرض حول نفسها دورة كاملة مرة كل 24 ساعة تعاقبًا لليل والنهار، فقال تعالى: (وَهُوَ الَّذي خَلَقَ اللَّيلَ وَالنَّهارَ وَالشَّمسَ وَالقَمَرَ كُلٌّ في فَلَكٍ يَسبَحونَ).
  • أيضًا الغبار والهواء الجوي بين الأجرام السماوية، والمركبات والعناصر بين السماء والأرض، تعمل على تماسك كوكب الأرض وحمايته من أي أجسام غريبة قد تصطدم به.

اقرأ أيضًا: اللهم لا تدع لنا حاجة من حوائج الدنيا

ثالثا: قدرة الله في خلق الأرض 

خلق الله كل شيء بعناية فائقة، وكان كوكب الأرض هو أهم وأميز الكواكب الذي اهتم بها، فجاءت مُنبسطة ومُتسعة؛ ليسهل العيش والتحرك فيها وتعميرها، فقد قال تعالى في سورة الحجر: (وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ (19))، والرواسي هي:

  • طبقات الغلاف الجوي توفر للأرض الغازات الضرورية للحياة مثل: “الأكسجين، والنيتروجين، وثاني أكسيد الكربون”، ويُنقي الأشعة فوق البنفسجية تقليلًا للضرر الذي يُلحق بالبشرية، ويتحكم في عناصر المناخ الأساسية، مثل: “حركة الرياح، والضغط، والحرارة”.
  • البحار والمحيطات والأنهار فهُما بمثابة الجهاز التنفسي للأرض؛ حيث يُنظمان نسبة الأكسجين وثاني أكسيد الكربون في الجو، ويمُدان الإنسان بالغذاء والمأكولات البحرية.
  • أمّا اليابس فيتنوع بمظاهر السطح التي تزخر بكثير من الموارد الاقتصادية المُفيدة للإنسان سواء على المدى القصير أو البعيد، وسواء بتواجد الجبال، والهضاب، والمنخفضات.

اقرأ أيضًا: دعاء اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض

رابعًا: قدرة الله في خلق الإنسان

عندما ينظر الإنسان لنفسه ويتأمل ذاته يجد الكثير من النعم التي أنعم الله بها عليه، وكل نعمة لها فائدة عظيمة، أهمها السمع والنظر.. والقرآن وضح مراحل تكوّن الإنسان، حيث إنه لم يُخلق دفعة واحدة بل مر بعِدة مراحل.

فقال تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان مِن سلالة مِّن طِينٍ* ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً في قَرَارٍ مَّكِينٍ* ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الخالقين) سورة المؤمنون، 12:14

بالإضافة إلى بعد ميلادِه تبدأ مرحلة نمو جديدة، بدايةً من المهد، والطفولة، والشباب والشيخوخة أو الكهولة.

خلق الله السماوات والأرض بدقة؛ لتعود بالفائدة الجمّة على الإنسان، وجميعها تستكمل المرحلة الحياتية، وإن حدث خلل بسيط في إحدى الأنظمة يستتبعه خلل كبير في الحياة.