يُقال إن علاج التهاب المثانة بالقرآن الكريم يُعد أمرًا مُمكنا، فما صحة ذلك؟ وما هي الآيات القُرآنية التي يُمكن من خلالها التخلص من هذا الالتهاب المُزعج وأعراضه؟ في واقع الأمر يُعتبر العلاج بالقرآن الكريم الشق الأول لما يُعرف بالطب النبوي، فما هو الطب النبوي؟ وكيف يُمكن علاج التهاب المثانة بالقرآن؟ نُجيبكم عن ذلك وأكثر عبر موقع سوبر بابا.
علاج التهاب المثانة بالقرآن
للعلاج بالطب النبوي شقين، الشق الأول له هو العلاج بالأمور الشرعية كالقرآن الكريم، الرُقية الشرعية، بالإضافة إلى بعض الأذكار، الصلوات وصور الدُعاء، أما الشق الثاني فهو اشتمل على بعض العلاجات الطبيعية والوسائل اليدوية، فمنا ما يختص بما تُعطينا إياه الطبيعة من خيرات، ومنها ما يختص بالحجامة، إخراج الدم بالإضافة إلى العلاج بالكي.
نختص في مقالنا هذا بالحديث عن الشق الأول من العلاج بالطب النبوي، والجدير بالذكر أن هذا النوع من أنواع الطب لا يُعد بديلًا للطب الحقيقي، فالهادي البشير حث على تعلُم الطب، فقد ورد في سُنة النبي العدنان أنه قال: “أيُّما طبيبٍ تَطبَّبَ على قَومٍ لا يُعرَفُ لهُ تَطَبُّبٌ قبلَ ذلكَ فأعْنَتَ فهوَ ضامِنٌ”
في هذا الحديث تحذير لبني آدم من الإقدام على شيء بجهالة، فالطب النبوي معلوم المصدر، وهو خُلاصة ما ثبت عن سيدنا مُحمد صلى الله عليه وسلم، والمصدر الأول والوحيد له هو الأحاديث التي وردت في السُنة النبوية الشريفة وما اشتملت عليه من دُرر.
جاء في مصادر عِدة أن هُناك طريقة ثابتة يُمكن اتباعها في سبيل علاج التهاب المثانة بالقرآن، والمرحلة الأولى من هذه الطريقة هي إحضار وعاء كبير مليء بالماء ومن ثم قراءة ما يلي من سور وآيات على الوعاء، مع مُراعاة الترتيب التسلسلي والنفث في الوعاء بعد كُل قراءة:
- قراءة سورة الفاتحة سبع مرات.
- تلاوة الآية رقم 255 من سورة البقرة، وهي آية الكُرسي.
- قراءة الآية رقم 14 من سورة التوبة.
- قراءة الآية رقم 57 من سورة يونس.
- تلاوة الآية 69 من سورة النحل.
- قراءة الآية رقم 82 من سورة الإسراء.
- تلاوة الآية رقم 80 من سورة الشُعراء.
- قراءة الآية رقم 44 من سورة فصلت.
- قراءة الآيتين الأخيرتين من سورة البقرة.
- تلاوة سورة الإخلاص والمُعوذتين.
يتم إغلاق هذا الوعاء والاحتفاظ به للشرب منه بشكل يومي صباحًا ومساءً لمدة لا تقل عن أسبوعين أو 14 يوم، وفيما يلي من سطور سنستعرض لكم ما جاء من أحاديث نبوية شريفة وأقوال طاهرة منقولة اختصت بالطب النبوي، فلا يُعد علاج التهاب المثانة بالقرآن العلاج الوحيد، فالطب النبوي طب شرعي متشعب اشتمل على كل ما يلي:
1- اللجوء إلى الرُقية الشرعية للعلاج
دائمًا ما تكون الخطوة الأولى من علاج التهاب المثانة بالقرآن الكريم هي قراءة سورة الفاتحة، فالفاتحة هي أم القًرآن وفاتحته وهي السبع المثاني، قيل عن سورة الفاتحة إنها رُقية ودواء نافع لمن يتمسك بها، والجدير بالذكر أنها من صور العلاج مُنذ قديم الأزل، فمن أسمائها الشافية من الهم والغم، الخوف والحُزن، بالإضافة إلى الأمراض والأسقام.
السبب في استخدام هذه الآية الكريمة في الرُقية الشرعية يعود إلى قصة كان فيها أصحاب الحبيب المُصطفى في سفرة سافروها، فنزلوا بحي ولدغ عقربٌ سيد ذلك الحي، فقام أحد صحابة سيدنا مُحمد بقراءة الفاتحة والتفل عليه من ريقه فبرأ وشُفي، وعند ذكر هذه الحادثة للحبيب المُصطفى قال لهذا الصحابي:
” وَما يُدْرِيكَ أنَّهَا رُقْيَةٌ؟ ثُمَّ قالَ: قدْ أَصَبْتُمْ، اقْسِمُوا، وَاضْرِبُوا لي معكُمْ سَهْمًا. فَضَحِكَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ” ومن هذه الواقعة والحادثة ثبت استخدام سورة الفاتحة في الرُقية الشرعية، وهذا الحديث جاء برواية أبو سعد الخدري في صحيح البُخاري، وقد صح كون النبي صلى الله عليه وسلم يستخدم أدعية أخرى للرقية وردت في الأحاديث الآتي ذكرها:
- ” ما مِن عبْدٍ مُسلمٍ يعودُ مريضًا لم يحضُرْ أجَلُه، فيقول سبْعَ مرَّاتٍ: أسأَلُ اللهَ العظيمَ ربَّ العرشِ العظيمِ أنْ يشفِيَك، إلَّا عُوفِيَ” رواية عبد الله بن عباس في سُنن الترمذي.
- ” النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كانَ يُعَوِّذُ بَعْضَ أهْلِهِ؛ يَمْسَحُ بيَدِهِ اليُمْنَى ويقولُ: اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ أذْهِبِ البَاسَ، اشْفِهِ وأَنْتَ الشَّافِي، لا شِفَاءَ إلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا” رواية السيدة عائشة أم المُؤمنين في صحيح البُخاري.
- ” باسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ، مِن كُلِّ شيءٍ يُؤْذِيكَ، مِن شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ، أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ، اللَّهُ يَشْفِيكَ باسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ” رواية أبو سعيد الخدري في صحيح مُسلم، وهي الدُعاء الذي استخدمه سيدنا جبريل عليه السلام عندما اشتكى سيدنا مُحمد من المرض والسقم.
- ” ضَعْ يَدَكَ علَى الذي تَأَلَّمَ مِن جَسَدِكَ، وَقُلْ باسْمِ اللهِ ثَلَاثًا، وَقُلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ أَعُوذُ باللَّهِ وَقُدْرَتِهِ مِن شَرِّ ما أَجِدُ وَأُحَاذِرُ” رواية نابع بن جبير في صحيح مُسلم.
اقرأ أيضًا: علاج التهاب البربخ منزليا
2- استخدام الدعاء في التطبيب
دائمًا ما يتم وصف الدُعاء بكونه من أنفع الأدوية والعلاجات، وكُلما كان قلب الداعي عامرًا بالإيمان واليقين بكون الله سُبحانه وتعالى سيجيب الدعوات كان العلاج أكثر كفاءة وفعالية، كما أن الإلحاح على الله سُبحانه وتعالى من وسائل الاستجابة.
ناهيك عن فضل استغلال الأوقات الشريفة والمُحببة للقيام بذلك مثل يوم عرفة، يوم الجمعة، وقت السحر بالإضافة إلى شهر رمضان المُبارك وحالات نزول المطر، وغيرها من الفترات التي جاء فيها أن الدُعاء مقبول مثل الالتحام عند القتال والجهاد في سبيل الله.
كما يُعد السجود من أهم هذه الأوقات لقول سيدنا مُحمد “ أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن رَبِّهِ، وهو ساجِدٌ، فأكْثِرُوا الدُّعاءَ” والجدير بالذكر أن طلب شيء من الله سُبحانه وتعالى لا بُدَّ وأن يسبقه ثناء على الله وحمده على نعمه، بالإضافة إلى الصلاة على أشرف الخلق مُحمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، ويأتي بعدها الطلب والدُعاء.
أمثلة دُعاء الشفاء من الوباء
جاء في الأحاديث الشريفة المُرتبطة بالطب النبوي العديد من صور الدُعاء المُرتبطة بالمرض، واستكمالًا لحديثنا عن علاج التهاب المثانة بالقرآن الكريم والطب النبوي الشريف نستعرض لكم صور هذه الأحاديث فيما يلي:
- “ اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بك مِن البَرصِ والجنونِ والجُذامِ وسيِّئِ الأسقامِ” رواية أنس بن مالك رضي الله عنه في صحيح ابن حبان بتحديثه.
- ” اللهم إني أسألُك العافيةَ في الدنيا والآخرةِ، اللهم إني أسألُك العفوَ والعافيةَ في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استرْ عورتي وآمنْ روعاتي، اللهم احفظْني مِن بين يديَّ ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي، وأعوذُ بعظمتِك أن أُغتالَ مِن تحتي” رواية عبد الله بن عُمر في صحيح أبي داوود.
- “كانَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ: اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ من منكراتِ الأَخلاقِ والأعمالِ والأَهْواءِ” رواية الصحابي الجليل قطبة بن مالك رضي الله عنه في صحيح التُرمذي.
- “اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بِك منَ العَجزِ والكسَلِ والبخلِ والهرَمِ والقسوةِ والغفلةِ والذِّلَّةِ والمسكَنةِ وأعوذُ بِك منَ الفقرِ والكفرِ والشِّركِ والنِّفاقِ والسُّمعةِ والرِّياءِ وأعوذُ بِك منَ الصَّممِ والبَكَمِ والجنونِ والبَرَصِ والجذامِ وسيِّئِ الأسقامِ” رواية الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه وأرضاه في صحيح المسند.
اقرأ أيضًا: الخلطة الألمانية لعلاج القولون التقرحي
3- أدوية طبيعية في السُنة النبوية
هُناك العديد من الأدوية الطبيعية والعلاجات التي كان سيدنا مُحمد يوصى باستخدامها في العلاج، وبعد أن ذكرنا لكم طريقة علاج التهاب المثانة بالقرآن الكريم نستعرض لكم أكثر هذه العلاجات الطبيعية شُهرة وانتشار في استخدامها، فتشتمل هذه العلاجات على سبيل الذكر لا الحصر على كل ما يلي:
1- العسل للشفاء من الأمراض
يُعد العسل من أكثر العلاجات الطبيعية التي تحمل الفوائد، وقد أثبتت الدراسات العلمية والأبحاث كون العسل يُساهم في علاج الكثير من الأمراض والأسقام، فقد قال فيه الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز {يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ} [سورة النحل: الآية رقم 69]
أما فيما يخص الطب النبوي فقد ورد العسل كعلاج في بعض الأحاديث، ومن أمثلة هذه الأحاديث ما جاء في صحيح البُخاري أن الصحابي الجليل أبو سعيد الخدري قال:
“ أنَّ رَجُلًا أتَى النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقالَ: أخِي يَشْتَكِي بَطْنَهُ، فقالَ: اسْقِهِ عَسَلًا، ثُمَّ أتَى الثَّانِيَةَ، فقالَ: اسْقِهِ عَسَلًا، ثُمَّ أتاهُ الثَّالِثَةَ، فقالَ: اسْقِهِ عَسَلًا، ثُمَّ أتاهُ فقالَ: قدْ فَعَلْتُ؟ فقالَ: صَدَقَ اللَّهُ، وكَذَبَ بَطْنُ أخِيكَ، اسْقِهِ عَسَلًا، فَسَقاهُ فَبَرَأَ”
2- ماء زمزم المُبارك لعلاج الأسقام
ماء بئر زمزم هي أطهر المياه وأشرفها، كما أنها أعظم مياه الحياة الدُنيا قدرًا في الدين الإسلامي، ويتم استخدام هذا الماء المُبارك في الطب النبوي لما جاء فيه من أحاديث علاجية في السُنة النبوية.
لا شك في كون أكثر هذه الأحاديث انتشارًا هو ما ورد في صحيح الجامع برواية عبد الله بن عباس رضي الله عنه وأرضاه، فقد جاء على لسانه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
“خَيرُ ماءٍ على وجْهِ الأرضِ ماءُ زَمْزَمَ، فِيه طعامٌ من الطُّعْمِ، وشِفاءٌ من السُّقْمِ”
كما ورد على لسان ابن القيم في كتابه المُرتبط بالطب النبوي زاد المعاد أنه قال: “وقد جربت أنا وغيري من الاستشفاء بماء زمزم أموراً عجيبة، واستشفيت به من عدة أمراض، فبرأت بإذن الله، وشاهدت من يتغذى به الأيام ذوات العدد قريباً من نصف الشهر أو أكثر، ولا يجد جوعاً، ويطوف مع الناس كأحدهم، وأخبرني أنه ربما بقى عليه أربعين يوماً“
اقرأ أيضًا: علاج القولون التقرحي بالطب النبوي
3- إخراج الدم الفاسد باستخدام الحجامة
الحجامة تُعتبر من أكثر الوسائل العلاجية المُستخدمة في الطب البديل مُنذ فجر التاريخ وحتى عصرنا هذا، فهذه الوسيلة الطبية التي تختص بمص الدماء الفاسدة وتسريبها من الجسم باستخدام الكؤوس كانت من أكثر العلاجات التي أوصى بها الهادي البشير، لذا لم يكن من المُمكن أن يخلو الطب النبوي منها.
جاء في مختصر الشمائل بتحديث الألباني حديثٌ يختص بفضل الحجامة، ففي هذا الحديث روى أنس بن مالك رضي الله عنه وأرضاه أن سيدنا مُحمد صلى الله عليه وسلم قال: “إنَّ أَفْضَلَ ما تَدَاوَيْتُمْ به الحِجَامَةُ، أَوْ هو مِن أَمْثَلِ دَوَائِكُمْ”
لا شك في كون ما ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم من وسائل علاجية صحيحة، فالطب النبوي مُتيقن قطعي إلهي، وخير الأنام سيد الكونين لا ينطق على الهوى، فكل ما يقوله فيما يخص الأمور الدينية وحيٌ يوحى، أما الطب الحديث فعلى الرغم من تطوره إلا أنه نتاج الظنون والتجارب، فيُصيب ويُخطئ.