يُعتبر علاج بحة الصوت بسبب الصراخ من الأمور التي يكثر السعي بشكل كبير حول معرفتها والإلمام بكيفيتها، فلا يخفى على أحدٍ كون الإصابة ببحة الصوت من الأمور الشائعة بشكل كبير، وقد نُعاني منها بشكل دوري إثر الانفعال والحماس الزائد أو حتى العصبية، لذا رأينا أنه من مسؤوليتنا عبر موقع سوبر بابا تعريفكم بأفضل وسائل التخلص من هذه الحالة وعلاجها.
علاج بحة الصوت بسبب الصراخ
من المؤكد أنك عانيت في بعض الأحيان من ظهور صوتك بشكل هش إلى حدٍ كبير، خشن أو حتى ضعيف ولا يكاد يُسمع في حالةٍ أقرب لفحيح الأفعى من الكلام، وفي واقع الأمر قد يصل ذلك إلى مرحلةٍ تفقد فيها صوتك وقُدرتك على الكلام لفترة زمنية غالبًا ما تكون وجيزة.
تُعرف هذه الحالة باسم بحة الصوت (باللغُة الإنجليزية hoarseness أو dysphonia) وهي حالة يبدو فيها صوتك مُضطربًا بشكلٍ كبير عن الحالة الطبيعية الخاصة به، وعلى الرغم من تعدد الأسباب المرضية وغير المرضية التي قد تؤدي إلى الإصابة بذلك إلا أن المُتسبب الأكبر في ظهور الصوت بهذا الشكل هو قيامك بالصُراخ.
لكن قبل أن نعُرفكم بكيفية علاج بحة الصوت بسبب الصراخ علينا أن نتعرف على طريقة صدور الصوت في المقام الأول، فكيف لبعض حركات الفم أن تُخرج أصواتًا؟ ولمَّ تتفاوت هذه الأصوات باختلاف حركتي الفم واللسان؟
قُدرتنا على التحدث والتكلم يعود فيها الفضل إلى الطيات الصوتية أو ما يُعرف اصطلاحًا باسم الأحبال الصوتية، بالإضافة إلى الحنجرة التي يُطلق عليها كثيرًا اسم صندوق الصوت (بالُغة الإنجليزية Voice Box)، ويقع هذا العضو في العُنق أو الرقبة، وبالتحديد فوق القصبة الهوائية الواصلة إلى الرئتين.
على عكس الاعتقاد السائد بكون الأحبال الصوتية عبارة عن أحبال فعلًا وهو الاعتقاد المغلوط في واقع الأمر تتمثل الأحبال الصوتية في شرحتين رفيعتين من نسيج عضلي لهُما القُدرة على الفتح والإغلاق، واهتزاز هذه العضلات بفعل الهواء الخارج من الرئتين يعمل على إخراج الصوت.
الجدير بالذكر هُنا أنه في حال ما كانت هذه الأنسجة مشدودة بدا صوتك عاليًا أكثر، وكُلما أُصيبت بالإجهاد والالتهاب ارتخت وأصبح صوتك خافتًا، وهذا السبب في إصابتك ببحة الصوت عند الصُراخ، ويُمكن علاج هذه الحالة بعِدة وسائل أبرزها:
1- إراحة الصوت
تُعتبر هذه التقنية من أكثر الوسائل التقليدية والتي تُستعمل بكثرة في سبيل علاج بحة الصوت بسبب الصراخ، وفي واقع الأمر هذا منطقي، فباعتبار الأحبال الصوتية من صور العضلات التي تُجهد في حال ما تم استعمالها بشكل كبير تُعتبر الراحة وعدم التحدث هي آلية الاستشفاء الخاصة بك.
الصُراخ يتسبب في غالب الأحيان بالتهاب الأحبال الصوتية نتيجة الضغط عليها بشكل كبير، وهذا الالتهاب يُمكن التخلص منه في حال ما حاولت عدم التحدث لمُدة يوم أو يومين بحد أقصى، وخلال هذه الفترة يُمكنك التحدث بشكل هادئ للغاية في حال ما اضطررت لذلك فقط.
هذه الحالة مؤقتة وتستمر إلى حين تماثل أحبالك الصوتية للشفاء، وبعدها يُمكنك أن تُمارس هواية الصُراخ مرةً أخرى كما يحلو لك، وفي واقع الأمر يُعتبر السكون والسكوت من وسائل إراحة الذهن والعقل وليس فقط التهيجات الالتهابية للأحبال الصوتية.
كما أنه يُمكنك لعب لعبة السكوت في المنزل في حال ما كانوا أولادك يُثيرون ضجة تستدعيك في بعض الأحيان للصُراخ، فقط قُل لهم من يصمت لأطول فترة زمنية مُمكنة يفوز.
اقرأ أيضًا: قصتي مع سرطان الحنجرة
2- تجنب الهمس قدر المُستطاع
هُناك اعتقاد خاطئ يُكمل سلسلة الاعتقادات المغلوطة فيما يخص الحديث والتهاب الأحبال الصوتية ألا وهو كون الهمس يعمل على المُساعدة في علاج بحة الصوت بسبب الصراخ، وفي واقع الأمر هذا عارٍ عن الصحة تمامًا.
فمن المعلومات المؤكدة وفقًا للعديد من الدراسات والأبحاث العلمية كون الهمس من الأفعال التي تُعاني الأحبال الصوتية صعوبة شديدة في القيام بها، وما يُثير الدهشة هُنا كون الهمس يُجهد هذه الأحبال بشكل أكبر من الحديث العادي، فعند الهمس تُشد الأحبال الصوتية بإحكام، وهو ما يُبطئ بشكل كبير من نهج عملية علاج بحة الصوت بسبب الصراخ.
3- اشرب بعض السوائل الدافئة
كثيرًا ما نرى في الأفلام من باب الكوميديا أن المُمثلين يقومون بطلب المشروبات العشبية الدافئة مثل اليانسون على وجه الخصوص في سبيل تحسين الصوت قبل الغناء، وفي واقع الأمر لذلك أثر حقيقي وفعلي يتخطى حاجز الشاشة الصغيرة.
فالمشروبات العشبية مثل اليانسون، الشاي الأخضر بالإضافة إلى النعناع العطري جميعها تشتمل على كميات كبيرة من مُضادات الأكسدة، فعلاوةً على إراحتها لحلقك بسبب حرارتها إلا أنها تُساهم أيضًا في تطبيب الالتهاب وعلاج بحة الصوت بسبب الصراخ بفضل هذه الخواص.
في حال ما رغبت في تسريع عملية الشفاء يُمكنك شُرب السوائل الدافئة من أربع وحتى 5 مرات يوميًا، كما يُمكن تكرار هذه الآلية بشكل أكبر في سبيل تسكين ما تُعاني منه من آلام واضطرابات مُزعجة للأحبال الصوتية والحلق.
4- الغرغرة باستعمال الماء والملح
تُعتبر الغرغرة بالماء الدافئ من أكثر الوسائل العلاجية التقليدية فعالية على الإطلاق، فهذه الآلية لها القُدرة على أن تعمل بشكل كبير على حل العُقد التي تظهر على الأحبال الصوتية فور التهابات، وهو ما يُساهم في علاج بحة الصوت بسبب الصراخ.
كما أن إضافة الملح لكوب الماء الدافئ الخاص بك يُعزز بشكل كبير من التئام وعلاج الأنسجة المُلتهبة، مع العلم أنه بالإمكان تطبيق هذه الآلية من مرتين وحتى 3 مرات يوميًا في سبيل تسريع العملية العلاجية، وحينها سيكون كُل ما يحيل بينك وبين رجوع صوتك إلى طبيعته عامل الوقت ولا شيء سواه.
اقرأ أيضًا: الفرق بين التهاب اللوزتين وسرطان اللوزتين
5- استعمل أقراص استحلاب الحلق
هُناك بعض العقاقير الدوائية التي لها القُدرة بشكل كبير على الحد من الاضطرابات الالتهابية التي تُصيبك نتيجة الصُراخ والإصابة ببحة الصوت، لذا وفي سبيل علاج هذه الحالة المُزعجة يُمكنك التوجه إلى الصيدلية وطلب أقراص الاستحلال المُهدئة والمُسكنة لآلام الحلق.
كما أن عملية المص والاستحلاب تعمل بشكل كبير على تحفيز وتنشيط الغُدد اللُعابية بشكل غريزي، وهو ما يعمل على المُحافظة على درجة رطوبة الحلق، مع العلم أن أقراص الاستحلاب التي تحتوي على العسل تُعتبر الأفضل، وذلك بفضل الخصائص المُضادة للبكتيريا والالتهابات التي يمتاز بها عسل النحل.
6- خُذ حمامًا ساخنًا
لا يُساهم الاستحمام في إرخاء العضلات والأعصاب فحسب، بل يُمكنه أيضًا علاج الأحبال الصوتية والحد بشكل كبير من التهاباتها، وتتمثل هذه الآلية في دور الأبخرة الناتجة عن الاستحمام، فدخولها بشكل آمن وبنسب بسيطة إلى مجرى التنفس يُساهم بشكل كبير في ترطيب الأحبال الصوتية.
كما أن الأبخرة المُتصاعدة يكون لها في الكثير من الأحيان أثر مُسكن للآلام ومُعالج للالتهابات، وفي سبيل الاستفادة من هذه التجربة بأفضل صورة مُمكن وتسريع عملية علاج بحة الصوت بسبب الصراخ يُمكن استعمال بعض الزيوت العطرية المُنعشة في المياه الساخنة مثل زيت النعناع، الليمون والأوكاليبتوس.
الجدير بالذكر أنه يُمكن فرك كمية من هذه الزيوت على اليدين ومن ثُم استنشاقها بعُمق أثناء الاستحمام بضعة مرات مع ترك فاصل وحاجز زمني بين كُل مرة والتي تليها، كما أن هُناك من يُفضلون تعليق أزهار الأوكاليبتوس على الدُش أو مصدر مياه الاستحمام حتى يتسنى للماء الساخن استخلاص الرائحة الخاصة به ونثرها في كافة أرجاء الحمام على هيئة أبخرة.
اقرأ أيضًال: ما هو أكبر غضاريف الحنجرة
7- قُم بمضغ بعض العلكة
للعلكة أو ما يُعرف في بعض البلدان العربية باسم اللبان بعض الفوائد الصحية التي تفوق فكرة التسلية والاستمتاع بالنكهات الجديدة للعلكة أو القيام بنفخ بعض الفقاقيع، فقيامك بعملية المضغ بشكل دوري ينتج عنه فوائد جمة مثل تقوية عظام الفك، تحسين الذاكرة والتخلص من الصُداع.
لكن فيما يخص علاج بحة الصوت بسبب الصراخ يُساهم مضغ العلكة في تحفيز الغُدد اللُعابية الموجودة في الفم، ما يعمل بشكل كبير على إبقاء الحلق رطبًا لفترات طويلة، مع العلم أنه يُفضل بكل تأكيد استعمال قطع العلكة الخالية من السُكر في سبيل الحد من تناولك للسكريات الزائدة، كما أن هُناك أنواع مُخصصة للحد من جفاف الفم.
الجدير بالذكر أن اتباعك لوسائل علاج بحة الصوت بسبب الصراخ قد يكون بلا أدنى فائدة في حال ما قُمت بتجنب بعض العادات السلبية والسيئة خلال فترة العلاج مثل التدخين، شُرب المشروبات شديدة البرودة بالإضافة إلى تناول المُثلجات بكل تأكيد، فذلك يزيد من تهيج الالتهاب وحِدته