الوسواس القهري
يُعتبر الوسواس القهري (بالإنجليزية: Obsessive Compulsive Disorder) اضطرابًا نفسيًا يمكن أن يؤثر على الأفراد في مختلف الأعمار. يتميز هذا الاضطراب بوجود هواجس (بالإنجليزية: Obsessions) تلازمها سلوكيات قهرية (بالإنجليزية: Compulsions). تتمثل الهواجس في الأفكار أو الصور التي تثير القلق والضيق في عقل الشخص، بينما تشكل السلوكيات القهرية الأفعال التي يقوم بها الفرد للتخفيف من حدة هذه الهواجس أو القضاء عليها. تجدر الإشارة إلى أن العديد من الأشخاص قد يختبرون الهواجس والسلوكيات القهرية في مرحلة ما من حياتهم، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة الإصابة بالوسواس القهري. يتطلب تشخيص هذا الاضطراب استمرار المعاناة من الهواجس والسلوكيات القهرية بشكل يؤثر سلباً على الأنشطة اليومية للفرد ويستحوذ على وقته المخصص للواجبات الأساسية.
أعراض الوسواس القهري
يعاني الأفراد المصابون بالوسواس القهري غالبًا من هواجس وسلوكيات قهرية، وقد يظهر لدى بعضهم أحدهما فقط. فيما يلي تفاصيل الأعراض:
- الهواجس: تشمل الهواجس الشائعة التي يعاني منها المصابون بالوسواس القهري ما يلي:
- الخوف المفرط من التلوث أو الأوساخ، حيث قد يتجنب المصاب لمس الأشياء التي لمسها آخرون، وقد يصل الحد إلى عدم المصافحة مع الآخرين.
- القلق المفرط بشأن ترتيب الأشياء والحفاظ عليها في أماكنها، حيث يظهر ذلك من خلال توتر المصاب عند تغيير ترتيبها.
- الأفكار المرتبطة بخوف شديد من إيذاء النفس أو الآخرين.
- الشكوك المستمرة حول غلق الأبواب وتأمين النوافذ.
- السلوكيات القهرية: هي الأفعال التي يشعر المصاب بأنه مُضطر لأدائها بشكل متكرر للتخلص من الهواجس. تشمل بعض الأمثلة على هذه السلوكيات:
- غسل اليدين بشكل متكرر، مما قد يؤدي إلى جفاف شديد.
- التحقق المتكرر من غلق الأبواب بعد إغلاقها.
- التأكد من إحكام الأفران عدة مرات.
- تكرار بعض العبارات أو الأدعية بشكل مفرط.
- العد بأشكال أو أنماط محددة.
عوامل خطر الإصابة بالوسواس القهري
على الرغم من عدم التعرف على السبب الدقيق وراء الوسواس القهري، إلا أن هناك عدة عوامل تُساهم في زيادة خطر الإصابة به، ومن أبرز هذه العوامل:
- الجينات: تشير الأبحاث إلى أن الأشخاص الذين لديهم أحد الأبوين أو إخوة مصابين به يكونون أكثر عرضة للإصابة. تزداد المخاطر بشكل خاص إذا أصيب أحد أفراد العائلة بالوسواس القهري خلال الطفولة أو المراهقة.
- العوامل البيئية: يعتقد الباحثون أن الأطفال الذين تعرضوا للإيذاء البدني أو الجنسي يكونون أكثر عرضة للإصابة.
- تركيب الدماغ: تظهر الدراسات التي أجريت باستخدام الأشعة المقطعية وجود خلل في مناطق معينة من الدماغ لدى المصابين، مما يُعتقد أنه يؤثر على ظهور هذا الاضطراب.
علاج الوسواس القهري
لا ينتج الشفاء من الوسواس القهري عن المجهود الذاتي وحده، بل يتطلب استشارة طبيب متخصص لتحديد العلاج المناسب. تشمل الخيارات العلاجية المتاحة ما يلي:
- العلاج السلوكي المعرفي: (بالإنجليزية: Cognitive behavioral therapy) يمثل أحد الأساليب النفسية الهامة، حيث يركز على تعليم المصاب كيفية التعامل بشكل صحيح مع أفكاره وسلوكياته القهرية، بهدف تحويل التفكير نحو الإيجابية.
- العلاجات الدوائية: تتوافر عدة خيارات دوائية لعلاج الوسواس القهري، تشمل مضادات الاكتئاب (بالإنجليزية: Antidepressants)، وتختلف الأدوية بناءً على حالة المصاب. من بين الأدوية المستخدمة: فلوفوكسامين (بالإنجليزية: Fluvoxamine)، باروكسيتين (بالإنجليزية: Paroxetine)، فلوكسيتين (بالإنجليزية: Fluoxetine)، وكلوميبرامين (بالإنجليزية: Clomipramine). يُلاحظ أن تأثير هذه الأدوية يتطلب عدة أشهر للظهور، وقد تسبب آثار جانبية، مما يستدعي التواصل مع الطبيب في أي حالة تأثير سلبي على الحياة اليومية أو عند الرغبة في التوقف عنها.
- المعالجة بالتخليج الكهربائي: (بالإنجليزية: Electroconvulsive therapy) تتضمن وضع أقطاب كهربائية على رأس المصاب لتوليد صدمات كهربائية مماثلة لنوبات الصرع. يُلجأ إلى هذا الخيار فقط في حالات فشل العلاجات الأخرى، ويهدف إلى تحفيز الدماغ لإطلاق هرمون السيروتونين (بالإنجليزية: Serotonin) المرتبط بالاضطراب.
- نصائح عامة: يُنصح المصابون بالوسواس القهري بتبني نمط حياة صحي، يتضمن ممارسة التمارين الرياضية، تناول الغذاء المتوازن، الحصول على قسط كافٍ من النوم، والتواصل مع أصدقاء من يدعمهم في مواجهة المرض.