سرطان الغدة الدرقية
تعتبر الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Thyroid gland) واحدة من الغدد ضمن نظام الغدد الصماء، وتوجد في الجزء الأمامي من الرقبة، تحت الحنجرة مباشرة. تتكون هذه الغدة من فصين، يقع كل منهما على جانب من القصبة الهوائية. تتمثل وظيفة الغدة الدرقية في إنتاج الهرمونات التي تنظم عمليات الأيض داخل الجسم. تنقسم خلايا الغدة الدرقية إلى نوعين رئيسيين؛ الأول هو الخلايا الجريبية (بالإنجليزية: Follicular cells) المسؤولة عن إنتاج هرمونات الغدة الدرقية التي تتحكم في معدل حرق السعرات الحرارية، ومرور المواد الغذائية في الجهاز الهضمي، وتنظيم ضربات القلب، ودرجة حرارة الجسم، وانقباض العضلات، وتجديد الخلايا الميتة. أما النوع الثاني فهو خلايا C (بالإنجليزية: C cells) التي تنتج هرمون الكالسيتونين، الذي يلعب دورًا في تنظيم مستوى الكالسيوم في الدم. يُعتبر سرطان الغدة الدرقية من أنواع السرطانات غير الشائعة نسبيًا مقارنة بأنواع أخرى، ولكنه يعد من الأنواع القابلة للعلاج، حيث يمكن معالجة سرطان الغدة الدرقية عبر الجراحة، بالإضافة إلى العلاج باليود المشع (بالإنجليزية: Radioactive iodine therapy).
أعراض سرطان الغدة الدرقية
غالبًا ما لا تظهر أي علامات أو أعراض في المراحل المبكرة لسرطان الغدة الدرقية. ومع تقدم المرض، قد يعاني المصابون من بعض الأعراض التالية:
- ظهور تورم في منطقة الرقبة يمكن رؤيته من خلال الجلد.
- تغيير في الصوت، مثل زيادة بحة الصوت.
- صعوبة في swallowing.
- ألم في الرقبة أو الحلق.
- تضخم الغدد الليمفاوية في الرقبة.
أنواع سرطان الغدة الدرقية
يوجد تنوع في أنواع سرطان الغدة الدرقية، وفيما يلي شرح لكل منها:
- السرطانات المتمايزة: (بالإنجليزية: Differentiated thyroid cancers)، حيث تشمل معظم حالات سرطان الغدة الدرقية، وتتكون من خلايا تشبه كثيرًا خلايا أنسجة الغدة الطبيعية تحت المجهر، وتتطور من الخلايا الجريبية. تتضمن السرطانات المتمايزة الأنواع التالية:
- سرطان الغدة الدرقية الحليمي: (بالإنجليزية: Papillary thyroid cancer)، وهو يمثل حوالي 80% من حالات سرطان الغدة الدرقية، مع مزيد من النمو البطيء وعادة ما يتطور في فص واحد فقط، وقد يمتد هذا النوع إلى العقد الليمفاوية في الرقبة، لكنه لا يعتبر مهددًا للحياة حيث يمكن علاجه بفعالية.
- سرطان الغدة الدرقية الجريبي: (بالإنجليزية: Follicular thyroid cancer)، يمثل حوالي 10% من الحالات ويكثر في البلدان التي تعاني من نقص اليود في النظام الغذائي. على عكس النوع الأول، لا تنتشر هذه السرطانات إلى العقد الليمفاوية، لكنها قد تنتشر إلى مناطق أخرى مثل الرئتين والعظام.
- سرطانة خلايا هورْثِله: (بالإنجليزية: Hurthle cell carcinoma)، يمثل حوالي 3% من حالات سرطان الغدة الدرقية، ويتميز بصعوبة في التشخيص والعلاج.
- سرطان الغدة الدرقية النخاعي: (بالإنجليزية: Medullary thyroid carcinoma)، يشكل حوالي 4% من حالات سرطان الغدة الدرقية، ويطور من خلايا C، ويمكن أن ينتشر إلى العقد الليمفاوية والرئتين والكبد قبل اكتشاف الورم. الأنواع الفرعية تشمل:
- سرطان الغدة الدرقية النخاعي الفرادي: يؤثر على فص واحد فقط من الغدة ويمثل حوالي 80% من حالات السرطان النخاعي. هذا النوع ليس وراثيًا ويؤثر غالبًا على كبار السن.
- سرطان الغدة الدرقية النخاعي العائلي: يعد وراثيًا ويؤثر على 20-25% من أفراد كل جيل، وغالبًا ما يتطور في الطفولة أو البلوغ المبكر، ويرتبط بخطر الإصابة بأنواع أخرى من الأورام.
- سرطان الغدة الدرقية غير المتمايز: (بالإنجليزية: Anaplastic thyroid cancer)، يُمثل 2% فقط من الحالات، ويتطور أحيانًا من سرطانات سابقة. يصعب علاجه حيث ينتشر بسرعة.
- سرطانات أقل شيوعًا: تشمل سرطان الغدد الليمفاوية الدرقية وساركوما الغدة الدرقية، وتمثل أقل من 4% من جميع حالات سرطان الغدة الدرقية.
عوامل خطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية
لم يُعرف السبب الدقيق للإصابة بسرطان الغدة الدرقية حتى الآن، ولكن يُعتقد أن السرطان ينتج عن تغييرات جينية تُعرف بالطفرات، مما يؤدي إلى نمو وانقسام الخلايا بسرعة وعدم موتها كما هو متوقع في الظروف الطبيعية. هذه الخلايا السرطانية قد تنتشر إلى الأنسجة المحيطة وإلى أجزاء مختلفة من الجسم، مما يؤدي إلى تشكيل الأورام. هناك عوامل عديدة قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية، منها:
- الجنس: حيث تتأثر النساء بشكل أكبر مقارنة بالرجال.
- التعرض لمستويات مرتفعة من الإشعاع: مثل التعرض للإشعاع خلال علاج سرطانات الرأس والعنق، وحوادث المحطات النووية، والاختبارات النووية.
- متلازمات وراثية محددة: بعض المتلازمات مثل سرطان الغدة الدرقية النخاعي العائلي والورم الصماوي المتعدد قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية.
فيديو عن أورام الغدة الدرقية
للاطلاع على مزيد من المعلومات حول أورام الغدة الدرقية، يُرجى مشاهدة الفيديو.