علامات الذبحة الصدرية وأسباب حدوثها

الذبحة الصدرية

تعتبر الذبحة الصدرية (بالإنجليزية: Angina) علامة تنبهية ولا تُصنّف كمرض مستقل، بل تُعتبر مؤشراً رئيسياً للإصابة بمرض القلب التاجي (بالإنجليزية: Coronary Heart Disease – CHD). يمكن وصف الذبحة الصدرية بأنها شعور بالألم أو عدم الراحة في منطقة الصدر، والذي يحدث نتيجة نقص الأكسجين المتوفر لعضلة القلب بسبب تضيق أو انسداد الشرايين التاجية. تتنوع أنواع الذبحة الصدرية، حيث تشمل: ذبحة برنزميتال (بالإنجليزية: Prinzmetal Angina) أو الذبحة المخالفة للمعتاد، والذبحة الصدرية المستقرة (بالإنجليزية: Stable Angina أو Angina Pectoris)، والذبحة الصدرية غير المستقرة (بالإنجليزية: Unstable Angina). تجدر الإشارة إلى أن الذبحة الصدرية يمكن أن تكون أحد الأعراض الناتجة عن مرض الشرايين التاجية الدقيقة (بالإنجليزية: Coronary Microvascular Disease – MVD)، المعروف أيضاً بمتلازمة القلب (X)، وهو حالة طبية تؤثر على الشرايين التاجية الأصغر، والتي تُصيب النساء بشكل أكبر مقارنةً بالرجال. بالإضافة إلى ذلك، قد ينتج ألم الصدر عن مجموعة متنوعة من الحالات الصحية الأخرى مثل: انسداد الشريان الرئوي (الانصمام الرئوي – Pulmonary Embolism)، وتسلخ الأبهر (Aortic Dissection)، وعدوى الرئة، وتضيق الصمام الأبهري (Aortic Stenosis)، وأيضًا اعتلال عضلة القلب الضخامي (Hypertrophic Cardiomyopathy)، والتهاب الغشاء المحيط بالقلب (Pericarditis)، بالإضافة إلى نوبات الهلع (Panic Attack).

أعراض الذبحة الصدرية

الأعراض المرتبطة بالذبحة الصدرية عادةً ما تشمل: شعور بالألم وعدم الراحة في منطقة الصدر، والتي تُوصف غالبًا بالشعور بالضغط أو العصر أو الحرقان. قد يمتد هذا الألم إلى الكتفين، والذراعين، والرقبة، والفك، والظهر، كما يمكن أن يصاحب ألم الصدر شعور بالغثيان، والتعب، وصعوبة في التنفس، وزيادة التعرق، والشعور بالدوخة. من المهم الإشارة إلى أن الأعراض لدى النساء قد تختلف عن تلك الموصوفة، مما يؤدي أحيانًا إلى تأخير في تلقي العلاج المناسب. على سبيل المثال، في حين أن ألم الصدر يعد عرضًا شائعًا، قد تتضمن الأعراض الأخرى التي تعاني منها النساء الغثيان، وصعوبة التنفس، وآلام البطن، وعدم الراحة في الرقبة، والفك، والظهر. يتميز الألم الذي قد تشعر به النساء أيضًا بأنه قد يُشبه الطعن.

تتميز أعراض الذبحة المستقرة، والتي تُعتبر النوع الأكثر شيوعًا، بأنها تحدث عادةً أثناء النشاط البدني، كالقيام بمجهود مثل صعود الدرج أو المشي في الطقس البارد، وعادةً ما تستمر لفترة قصيرة، لا تتجاوز خمس دقائق. يكون من الممكن التنبؤ بحدوثها، وتكون طبيعة الألم مشابهة في كل مرة. ويختفي الألم بسرعة عند استخدام الأدوية المخصصة أو عند التوقف عن أي مجهود. أما بالنسبة لذبحة الصدر غير المستقرة، فلا يمكن التنبؤ بها وقد تحدث سواء أثناء الراحة أو الجهد، مع اختلاف نمط الألم في كل مرة؛ وهي تستمر لفترة قد تصل إلى نصف ساعة أو أكثر، وتكون أكثر شدة. لا يختفي ألمها عند الراحة أو بعد تناول الأدوية، مما يجعلها إشعاراً خطيرًا بوجود خطر الإصابة بنوبة قلبية، وبالتالي تتطلب رعاية طبية فورية. وفيما يخص الذبحة الصدرية المخالفة للمعتاد، فإن أعراضها تظهر غالباً أثناء الراحة وهي شديدة، وقد تستجيب للأدوية المخصصة للذبحة الصدرية.

أسباب الذبحة الصدرية

تحدث الذبحة الصدرية عادةً نتيجة إصابة الشخص بمرض الشريان التاجي (بالإنجليزية: Coronary Artery Disease) الذي يؤدي إلى تضيق الشرايين المسؤولة عن تزويد القلب بالدم الغني بالأكسجين. يعود هذا التضيق عادةً إلى تراكم الكوليسترول على جدران الشرايين، كما يمكن أن يكون نتيجة لعوامل أخرى مثل التدخين وارتفاع مستوى السكر في الدم، مما يسبب تكوين لويحات صلبة (بالإنجليزية: Hard Plaques) تؤدي إلى تضييق الشرايين. وفي بعض الحالات، يمكن أن تنفصل هذه اللويحات، مكونة جلطات دموية صغيرة تعرقل تدفق الدم. إذا كان الانسداد كبيراً، فقد يؤدي ذلك إلى النوبة القلبية. بالنسبة لذبحة برنزميتال، فإنها تحدث عندما يحدث تشنج في أحد الشرايين مما يؤدي إلى تضيقها وانخفاض تدفق الدم. كما يمكن لبعض المحفزات أن تؤدي إلى تفاقم الأعراض مثل ممارسة النشاط البدني، الإجهاد العاطفي، تناول الطعام الثقيل، التعرض للبرد الشديد، التدخين، واستخدام بعض الأدوية أو تعاطي الكوكايين.

كما أسلفنا، فإن الذبحة الصدرية غالبًا ما ترتبط بالإصابة بمرض الشريان التاجي، لذا فإن عوامل الخطر المرتبطة به تزيد من احتمال الإصابة بالذبحة الصدرية أيضاً، وفيما يلي قائمة بأبرز تلك العوامل:

  • ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم.
  • زيادة الوزن أو السمنة.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • الإصابة بمرض السكري.
  • الإصابة بمتلازمة الأيض (بالإنجليزية: Metabolic Syndrome).
  • اتباع نمط حياة خامل.
  • التدخين.
  • العمر: يُعتبر الرجال فوق 45 عامًا والنساء فوق 55 عامًا أكثر عرضة للإصابة بأمراض الشرايين التاجية.
  • وجود تاريخ عائلي للإصابة بأمراض القلب في سن مبكرة.