علامات الذهان البسيط وكيفية التعرف عليها

مرض الذهان يعد من الاضطرابات النفسية التي قد تصيب الأفراد نتيجة التعرض لتجارب حياتية قاسية مثل فقدان الأحباء، كالوالدين. ولا يظهر هذا المرض بشكل مفاجئ، بل يتطور تدريجيًا من خلال ظهور مجموعة من الأعراض الأولية. في هذا المقال، سنستعرض جوانب مختلفة من مرض الذهان، بما في ذلك أسبابه وأعراضه الأساسية.

مفهوم مرض الذهان

يشير مصطلح الذهان إلى حالة يشعر فيها الشخص بوجود تصورات أو أفكار غير حقيقية، مما يؤدي إلى عدم التوافق مع الواقع. عند تعرض الشخص للذهان، قد يعاني من هلوسات وأوهام متزامنة، حيث يمكن أن يتخيل سماع أصوات أو رؤية أشياء غير موجودة، مما قد يجعله يشعر بالخوف والهلع.

في بعض الحالات، قد تؤدي الأعراض الشديدة للذهان إلى تصرفات تعرض الشخص نفسه أو الآخرين للخطر. كما يرتبط مرض الذهان ببعض الاضطرابات النفسية الأخرى مثل الفصام، حيث يعتبر الذهان أحد المؤشرات الرئيسية لتشخيص هذا الأخير.

أعراض الذهان

تتباين أعراض مرض الذهان، والتي يمكن للناظر ملاحظتها. من الأعراض البارزة نجد صعوبات في التفكير، تقلبات مزاجية، اضطرابات في النوم سواء من خلال زيادة فترات النوم أو قلة وضوحه، إلى جانب شعور مستمر بالقلق وعدم الارتياح.

يفضل المصاب بالذهان العزلة عن الآخرين، ويواجه أحيانًا صعوبة في تنظيم حديثه، حيث يمكن أن يجد نفسه يتنقل بين مواضيع غير مترابطة. كما يعاني الكثيرون من الاكتئاب، مما قد يعزز الميل نحو الأفكار الانتحارية، ويظهر وجود هلاوس وأوهام لدى البعض منهم. فيما يلي توضيح مفصل لبعض الأعراض:

أعراض مرحلة ما قبل الإصابة بالذهان

هناك مجموعة من الأعراض الأولية التي قد تشير إلى اقتراب الإصابة بالذهان، وتتمثل هذه التغيرات في طريقة التفكير لدى الشخص المصاب وفي فهمه للأشياء من حوله. يمكن للمصاب أو أفراد أسرته ملاحظة الأعراض التالية:

  • تظهر على الشخص المعني صعوبة في استيعاب المعلومات التعليمية أو أداء مهامه اليومية في العمل.
  • تدهور القدرة على التفكير والتركيز مقارنة بما كان عليه سابقًا.
  • شعور دائم بالقلق والتوتر عند التواصل مع الآخرين.
  • الفشل في الاعتناء بالنظافة الشخصية أو ملابسه.
  • تفضيل العزلة ورفض التفاعل الاجتماعي.
  • زيادة ردود الأفعال العاطفية تجاه المواقف غير المتناسبة.
  • فقدان المشاعر بشكل كامل.

أعراض الذهان المبكرة

تظهر بعض الأعراض المبكرة عندما يبدأ الشخص في الإصابة بالذهان، وقد تؤثر الحواس مثل السمع أو الرؤية أو التذوق في هذه الحالة، حيث يمكن أن يسمع أو يرى أو يشعر بشيء غير موجود. يشعر المصاب أيضًا بالانفصال عن الواقع ويفقد القدرة على العناية بنفسه.

من المهم أيضًا ملاحظة تعذر التركيز مع عدم القدرة على التواصل بشكل فعال. من الأعراض البارزة للذهان:

الهلاوس

الهلاوس هي تجارب حسية يعتقد المصاب بصحتها رغم عدم وجودها في الواقع، حيث قد يرى أشياء غير موجودة أو يسمع أصواتًا غير حقيقية. تشكل الهلاوس شعورًا جسديًا أيضًا، مثل الإحساس بشيء يتحرك على جسمه أو استنشاق رائحة غير موجودة.

تعتبر الهلاوس عرضًا مشتركًا في العديد من الاضطرابات النفسية والعصبية، وقد تظهر نتيجة تناول بعض الأدوية أو المخدرات، أو كعرض انسحابي بعد التوقف عن استخدامها. كما قد تصيب الأفراد الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل الفشل الكلوي أو الكبدي.

الأوهام

الأوهام هي معتقدات أو تصورات غير صحيحة يعتنقها المصاب، ويتشبث بها بالرغم من عدم دقتها. تتعدد أنواع الأوهام، بما في ذلك الوهم الزوراني الذي يتضمن اعتقاد الفرد بأنه موصول بمراقبة من أشخاص آخرين، أو وجود رسائل خاصة تُرسل له.

أما الذين يعانون من وهم العظمة، فهم يشعرون بأهمية متضخمة لأنفسهم، في حين أن مصابي الوهم الجسدي يعتقدون أنهم مصابون بأمراض خطيرة رغم عدم صحتها.

أسباب الإصابة بالذهان

تتعدد الأسباب وراء الإصابة بمرض الذهان، فكل حالة لها أسبابها الخاصة، وعلى الرغم من أن السبب الرئيسي لا يزال غير واضح، هناك عدة أمراض وسلوكيات تتسبب في ظهور الأعراض. تشمل السلوكيات التي قد تساعد في تفشي المرض تعاطي المخدرات أو الكحول، وقلة النوم والضغوط البيئية.

إليك بعض الأمراض التي قد تؤدي إلى الإصابة بالذهان:

  • الأمراض المتعلقة بالدماغ مثل مرض باركنسون ومرض هنتنغتون.
  • الأورام والنقائل الدماغية.
  • فقدان الذاكرة (المعروف بالزهايمر) ومرض فيروس نقص المناعة البشرية.
  • الإصابة بالصرع والسكتات الدماغية.

عوامل خطر الإصابة بالذهان

من الصعب تحديد الأفراد الذين قد يكونون عرضة للإصابة بمرض الذهان بدقة، لكن الدراسات تشير إلى أن هناك عوامل وراثية قد تلعب دورًا في ذلك. إذا كان هناك أحد أفراد الأسرة يعاني من الذهان، يزيد احتمال إصابة الآخرين من نفس الأسرة. لذا ينبغي مراقبة الأعراض مثل العزلة الاجتماعية وصعوبات التركيز والعلاج المبكر لتفادي تفشي المرض.