علامات تدهور حالة مرضى الكبد

تعتبر أعراض تدهور حالة مرضى الكبد من الأمور التي يجب مراقبتها عن كثب، حيث يُعتبر الكبد أحد الأعضاء الحيوية في الجسم. يلعب الكبد دورًا رئيسيًا في تصفية الدم القادم من الجهاز الهضمي قبل توزيعه على أعضاء الجسم المختلفة.

إضافةً إلى ذلك، يقوم الكبد بإنتاج البروتينات الضرورية لعملية تجلط الدم. نظرًا لأهميته في الحفاظ على صحة الجسم ومواجهة المشكلات الصحية، فإن العناية به والحفاظ عليه من الأضرار يعد أمرًا بالغ الأهمية. سنتناول في هذا المقال أعراض تدهور حالة مرضى الكبد.

مفهوم تليف الكبد

تليف الكبد عبارة عن حالة تنتج عن مجموعة من الأمراض المختلفة. من الممكن أن تنتج عن الإفراط في استهلاك الكحول، حيث يبدأ المرض بإحداث تندب في الكبد، ومن ثم يتطور إلى تليف كبدي. لا يتوفر علاج محدد لهذا المرض، ولكن في حالة اكتشاف المرض في مراحله المبكرة، فمن الممكن علاج الحالة ومنع تدهور الحالة، مع ملاحظة أنه لا يمكن عودة الكبد إلى حالته الطبيعية.

الأعراض المبكرة لمرضى الكبد

يُعتبر التشخيص المبكر لمرض الكبد إحدى أفضل الطرق للسيطرة على الحالة في بداياتها، مما يسهم في الوقاية من المضاعفات. ومن بين هذه الأعراض:

تورم البطن

  • قد يُعتبر تورم البطن من العلامات الأولية للإصابة بمرض الكبد.
  • يمثل هذا التورم علامة على الاستسقاء، الذي يعني تراكم السوائل في جدار البطن.
  • هذا الأمر يؤدي إلى عدم كفاءة الكبد، وقد يقود بدوره إلى الفشل الكلوي.

الكدمات

  • يلعب الكبد دورًا في إنتاج البروتينات اللازمة لتجلط الدم، لذا فإن عدم قيامه بذلك بشكل صحيح يمكن أن يتسبب في تعرض المريض للكدمات والنزيف.
  • لذا يُنصح بمراجعة الطبيب في أقرب وقت لمعرفة السبب وراء ذلك.

الإرهاق المستمر

  • قد تشير العوامل مثل الضعف الشديد والإرهاق المستمر وعدم القدرة على العمل إلى مشاكل في الكبد، وعادة ما يكون ذلك نتيجة لانخفاض مستوى الأكسجين في الدم وتراكم السموم.

الغثيان وفقدان الشهية

  • يعتبر فقدان الشهية أحد الأعراض المبكرة التي تشير إلى مشاكل في الكبد، سواء بسبب الحموضة أو صعوبة الهضم أو القيء.

اصفرار الجلد والعيون

  • عندما تتم عملية أيض الخلايا القديمة، تتكون مادة صفراء تُعرف بالبيليروبين. يحتفظ الكبد عادة بهذه المادة في مستويات طبيعية.
  • ومع ذلك، في حال حدوث أي خلل بالكبد، قد يتسبب ذلك في تراكم هذه المادة، مما يؤدي إلى ظهور الاصفرار على الجلد والعيون، وهي حالة تُعرف باليرقان.

آلام البطن

  • قد تؤدي حالة تليف الكبد إلى ظهور آلام شديدة في منطقة البطن، وخاصة في الجانب الأيمن العلوي أو أسفل الأضلاع اليمنى. وغالبًا ما يصاحبها زيادة في ضربات القلب، مما يستدعي استشارة الطبيب سريعًا.

التغيرات النفسية

  • عندما يفشل الكبد في إزالة السموم، قد تُنتقل هذه السموم إلى الدماغ، مما يؤثر على الجوانب الإدراكية وسرعة استجابة الفرد، وغالبًا ما يؤدي ذلك إلى النسيان وقلة النوم.

تغيرات في البول والبراز

  • تشمل الأعراض المرتبطة بالكبد تغييرات في البول والبراز، حيث يؤدي اليرقان الناتج عن تليف الكبد إلى تحول لون البول إلى الداكن ولون البراز إلى الباهت أو الدموي.

حكة الجلد

  • قد تتسبب المشاكل المرتبطة بالكبد، مثل الفشل الكلوي، في حكة شديدة في الجلد نتيجة لتراكم السموم وبالتالي حدوث التهاب.

أعراض تدهور مرضى الكبد

في المرحلة الأولى، تكون الأعراض بسيطة وغير ملحوظة، ولكن مع تقدم الحالة، تظهر أعراض إضافية تشمل:

  • الشعور بالمرض.
  • الغثيان.
  • الضعف والانهاك.
  • تغير في الرغبة في تناول الطعام.
  • فقدان الوزن بشكل ملحوظ.
  • ضمور في العضلات.
  • انخفاض الرغبة الجنسية.

أسباب وعوامل خطر الفشل الكبدي

تتسبب كل العوامل التي تضر بالكبد في حدوث فشل كبدي، خاصة إذا كانت تلك الأضرار قوية. ومن بين الأسباب الشائعة:

  • الإفراط في شرب الكحول.
  • فيروسات التهاب الكبد الوبائي ب و ج.
  • تناول بعض الأدوية مثل الباراسيتامول، إذ يُعتبر أحد الأسباب المحتملة السريعة لفشل الكبد.

عوامل الخطر المرتبطة بالفشل الكبدي

  • التهاب الكبد المناعي الذاتي.
  • انسدادات في القنوات الصفراوية.
  • التهاب الأقنية الصفراوية المصلب.
  • انسدادات في أوردة الكبد، مثل متلازمة باد كياري.
  • الإصابة بالتهاب الكبد الدهني غير الكحولي.
  • بعض الأمراض الوراثية مثل مرض ويلسون أو مرض ترسب الأصبغة الدموية.

مضاعفات الفشل الكبدي

  • زيادة السوائل في الدماغ.
  • حدوث نوبات صرع.
  • سرطان الخلايا الكبدية.
  • فشل في وظائف الكبد.

تشخيص الفشل الكبدي

يتطلب تشخيص الفشل الكبدي أخذ عدة عوامل في الاعتبار، منها:

  • العلامات والأعراض البادية على المريض.
  • النتائج التي تظهر أثناء الفحص البدني.
  • نتائج بعض فحوص الدم التي تكشف عن نسب متدنية من البروتينات التي ينتجها الكبد.
  • فحوصات إضافية توضح سبب المرض، مثل اختبار فيروسي التهاب الكبد واختبارات لتحديد مستوى الباراسيتامول في الدم.
  • التصوير بالأشعة المقطعية والموجات فوق الصوتية لتوضيح حجم ونسيج الكبد.

علاج الفشل الكبدي

يختلف علاج مرضى الكبد المزمن عن علاج المرضى الذين يعانون من فشل كبدي حاد، حيث تتمثل طرق العلاج في:

أولًا: علاج الفشل الكبدي المزمن

ينبغي أن يكون العلاج عبارة عن تغييرات في نمط الحياة تشمل:

  • عدم تناول الكحول.
  • التقليل من استهلاك اللحوم والبيض والجبن.
  • السعي لفقدان الوزن الزائد.
  • إدارة ضغط الدم ومستوى السكر في الدم.
  • الامتناع عن الإفراط في تناول الأملاح.

ثانيًا: علاج الفشل الكبدي الحاد

ينبغي أن يتضمن العلاج:

  • إعطاء بعض الأدوية عبر الوريد لضبط ضغط الدم.
  • استخدام مدرات البول.
  • مراقبة مستمرة لمستويات السكر في الدم.

علاج المراحل المتقدمة من الفشل الكبدي

عندما يصل الفشل الكبدي إلى مراحله النهائية، يصبح الخيار الوحيد المتاح لتفادي الوفاة هو زراعة الكبد. في السنوات الأخيرة، تم تطوير أنظمة للمساعدة في دعم وظيفة الكبد، والتي تهدف إلى إزالة المواد السامة من الجسم.

تشمل بعض هذه الأنظمة عمليات التصنيع البيولوجي باستخدام خلايا كبدية من أنظمة مثل أصل خنزير أو إنسان. حتى الآن، لا يوجد نظام يمكنه تعويض وظائف الكبد بالكامل، ولكن مع التطورات العلمية، نأمل في العثور على أجهزة أو نظم يمكن أن تبقي المرضى على قيد الحياة حتى يتم شفاؤهم أو زراعة كبد جديد لهم.

الوقاية من الفشل الكبدي

  • تجنب تناول الكحول.
  • أخذ لقاح التهاب الكبد.
  • المحافظة على وزن صحي ولياقة بدنية.
  • إجراء الفحوصات الطبية الدورية.