أعراض مرض بهجت
من المهم أن نلاحظ أن الأعراض الناتجة عن مرض بهجت (بالإنجليزية: Behçet disease) أو داء بهجت، قد تظهر بشكل غير مترابط في بداية الإصابة، وتختلف بشكل ملحوظ بين الأفراد. ففي بعض الحالات، قد تكون الأعراض بسيطة جدًا، بينما في حالات أخرى يمكن أن تكون شديدة، ومن المهم توضيح أن أعراض مرض بهجت تتسم بالنوبات، مما يعني أن الشخص المصاب يمكن أن يمر بفترات من الهدوء وأخرى من شدة الأعراض. وقد تمتد الفترات الفاصلة بين النوبات لعدة سنوات، وغالبًا ما تظهر الأعراض الشديدة بعد فترة طويلة من بداية الأعراض الأولية. وتظهر الأعراض والعلامات على المرضى عادةً اعتمادًا على الأجزاء المتأثرة، وسنستعرضها بالتفصيل فيما يلي:
القروح الفموية والتناسلية
عادةً ما تكون القروح الفموية من الأعراض الأولى لمرض بهجت، حيث تسبق ظهور الأعراض الأخرى. عادة ما تظهر هذه القروح في منطقة الحنك، واللهاة، والشفتين، واللثة، واللوزتين، وفي الغشاء المخاطي للفم. يتراوح حجم القروح عادة ما بين 1-20 مم، وقد تكون فردية أو مجموعة من القروح، وقد تكون عميقة أو سطحية، لكنها مؤلمة. وغالبًا ما يأتي شكلها دائريًا أو بيضويًا، بينما قد يكون لونها أبيض مع قاعدة صفراء ودائرة حمراء حولها. ومن المعروف أن أغلب هذه القروح تلتئم خلال فترة تتراوح من عشرة إلى عشرين يومًا دون ترك ندوب. أما القروح التناسلية الناتجة عن مرض بهجت، فهي أقل شيوعًا، لكنها تكون أكثر عمقًا وحجمًا، وغالبًا ما تلتئم أيضًا ولكن قد تترك ندوبًا. بالنسبة للإناث، تظهر القروح عادة في منطقة الفرج، وخاصة المهبل، وقد تصيب عنق الرحم أيضًا. بينما عند الذكور، تظهر القروح في العادة على كيس الصفن، وفي بعض الحالات قد تظهر أيضًا على الجزء العلوي من العضو الذكري.
الأعراض الجلدية
تُعد الأعراض الجلدية شائعة في حالة مرض بهجت، وعادةً ما تتمثل هذه الأعراض في ظهور حبوب الشباب، بالإضافة إلى حالة تُعرف علميًا باسم الحمامى العقدية (بالإنجليزية: Erythema nodosum)، وهي عبارة عن عقيدات مؤلمة تشبه العملات المعدنية. يمكن للطبيب المختص تشخيص الإصابة بمرض بهجت من خلال مراقبة الأعراض الجلدية، مثل إجراء اختبار يُعرف باختبار باثرجي (بالإنجليزية: Pathergy test) حيث يتم خدش الجلد، وإذا ظهرت قرحة أو ندبة، تكون النتيجة إيجابية.
التهاب العينين
يمكن أن يؤدي مرض بهجت إلى التهاب العينين، مما يسبب ألمًا وحساسية تجاه الضوء، وسُيلان للدموع، واحتقان واحمرار. للأسف، قد يؤدي مرض بهجت إلى فقدان البصر في بعض الحالات الشديدة، ويلاحظ أن حالة فقدان النظر تكون أكثر انتشارًا في بلدان الشرق الأوسط واليابان مقارنةً بالولايات المتحدة الأمريكية.
التهاب المفاصل
يؤثر مرض بهجت على المفاصل، مما يؤدي إلى أعراض مشابهة لأعراض التهاب المفاصل (بالإنجليزية: Arthritis) مثل تورم المفاصل، ووجود ألم، وحدوث تيبس، بالإضافة إلى الإحساس بالحرارة في المفاصل. غالبًا ما تكون المفاصل الأكثر تأثرًا هي مفاصل الرسغين، والركبتين، والكاحلين، فضلاً عن المفاصل الصغيرة في اليدين. من الجيد تذكير الأفراد أن الأعراض الناتجة عن الإصابة بمرض بهجت المتعلقة بالمفاصل يمكن التحكم فيها بشكل ناجح، وعادة ما تكون مؤقتة وليست دائمة كما هو الحال في بعض الأمراض الأخرى.
الأعراض المرتبطة بالجهاز الهضمي
قد يُسبب مرض بهجت التهابًا في الأمعاء والمعدة، مما ينعكس على ظهور أعراض مثل عسر الهضم، وفقدان الشهية، وألم في البطن، إضافة إلى الغثيان والإسهال الدموي. في حال وجود دم في البراز، فإن ذلك قد يشير إلى تلف في البطانة الداخلية للأمعاء.
الأعراض المرتبطة بالرئتين
يمكن أن يتأثر مرض بهجت بالأوعية الدموية الخاصة بالرئتين، مما يؤدي إلى حالة تعرف بتمدد الأوعية الدموية أو أم الدم (بالإنجليزية: Aneurysms)، نتيجة للالتهاب في الأوعية، مما قد يؤدي إلى نزيف رئوي حاد.
الأعراض المرتبطة بالدماغ
قد يؤثر مرض بهجت كذلك على الجهاز العصبي المركزي (بالإنجليزية: Central Nervous System) حيث يمكن أن يصيب المادة البيضاء من الدماغ وجذع الدماغ (بالإنجليزية: Brainstem). قد يؤدي ذلك إلى ظهور عدة أعراض مثل الصداع، والارتباك، وتغيرات في الشخصية، وفي حالات نادرة يمكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث جلطة دماغية أو حتى الخرف. من المهم الإشارة إلى أن مرض بهجت قد يُصيب السحايا، مما يؤدي إلى التهاب يُعرف بالتهاب السحايا العقيم (بالإنجليزية: Aseptic meningitis)، وهو التهاب لا يرتبط عادةً بأي ميكروب.
التهاب الأوعية الدموية وحدوث الجلطات الدموية
يسبب مرض بهجت التهابًا في الأوعية الدموية بما في ذلك الشرايين والأوردة، مما يؤدي إلى احمرار وألم في الأطراف، وقد يحدث انتفاخ أيضًا. والجدير بالذكر أن التهاب الأوعية الدموية قد يسبب حدوث جلطات دموية، لا سيما ما يُعرف بالخثار الوريدي العميق (بالإنجليزية: Deep vein thrombosis) أو DVT، وهو تكون خثرة دموية في أحد الأوردة العميقة، وغالبًا ما تكون في الساقين. من الأعراض المصاحبة لهذه الحالة: الألم، والانتفاخ في منطقة الساق، ودفء المنطقة المتأثرة، والشعور بثقل فيها. على الرغم من أن دوالي الساقين لا تعتبر حالة تهدد الحياة عادة، لكن الخثرة الدموية قد تنتقل إلى رئتي المريض مسببة حالة خطيرة تُعرف بالانصمام الرئوي (بالإنجليزية: Pulmonary embolism)، حيث تشمل أعراضه: ألم الصدر المتزايد مع التنفس وصعوبة في السعال مع وجود دم.
وفي سياق الحديث عن الجلطات الدموية الناجمة عن مرض بهجت، يوجد احتمال حدوث الخثار الوريدي المخّي (بالإنجليزية: Cerebral venous thrombosis) لكن يُعتبر هذا الأمر نادرًا، ويشير إلى تكون خثرة دموية في الأوعية الدموية التي تمر عبر الجيوب الوريدية الجافية، مما قد يسبب زيادة الضغط داخل الدماغ. من أعراض هذه الحالة: الصداع الحاد المعروف بصداع الرعد، والتشنجات العصبية، وفقدان السمع، والحديث غير الواضح، والرؤية المزدوجة، بالإضافة إلى أعراض مشابهة للسكتة الدماغية.
تمدد الأوعية الدموية
قد يُسبب التهاب الأوعية الدموية المرتبط بمرض بهجت حدوث انتفاخ أو تمدد في الأوعية الدموية ويُعرف بأم الدم. يحدث هذا عندما يُسبب الالتهاب ضعفًا في جدار الوعاء، مما يؤدي إلى ضغط زائد عند مرور الدم. في حال تفجر الوعاء، قد تحدث نزيف داخلي وفشل في الأعضاء. الأعراض في هذه الحالة تتنوع بحسب موقع الانتفاخ، وقد تشمل: صداع، ارتباك ذهني، ضيق في التنفس، وفقدان الوعي.
أعراض أخرى
غالبًا ما يعاني الأشخاص المصابون بمرض بهجت من أعراض عامة أخرى مثل الشعور بالتعب والإرهاق الغير معتاد، والذي قد يؤثر سلبًا على قدرتهم على ممارسة الأنشطة اليومية.
أعراض تستدعي مراجعة الطبيب
ينبغي استشارة طبيب مختص عند ظهور أي عرض غير طبيعي، خاصة للأشخاص الذين لم يتم تشخيصهم بعد بمرض بهجت. أما بالنسبة للأشخاص المصابين بالمرض فعليهم متابعة حالتهم مع الطبيب، خاصةً عند ظهور أعراض جديدة.