الفتاق
الفتاق، المعروف باسم ” Hernia” باللغة الإنجليزية، يحدث عند اختراق أحد الأعضاء من خلال فتحة في العضلات أو الأنسجة التي تحافظ عليه في مكانه. على سبيل المثال، يمكن أن تنزلق الأمعاء عبر منطقة ضعيفة في جدار البطن. يُعتبر الفتق أكثر شيوعاً في منطقتي البطن، ولكن يمكن أن يظهر أيضاً في مناطق أخرى مثل السرة وأعلى الفخذ. من المهم معرفة أن الفتق لا يختفي بشكل تلقائي، وقد يحتاج الشخص المتأثر في بعض الحالات إلى إجراء عملية جراحية لتجنب المضاعفات الخطيرة المحتملة.
أعراض الفتاق
تظهر مجموعة متنوعة من الأعراض على الأفراد المصابين بالفتق، وفيما يلي تفصيل لذلك:
- الفتق الأُرْبيّ: يُعتبر الفتق الأربي من أكثر أنواع الفتق البطني انتشاراً، حيث يصيب الرجال أكثر من النساء. يحدث الفتق الأربي نتيجة الضغط على القناة الأربية، التي تسمح للحبل المنوي والخصيتين بالنزول من البطن إلى كيس الصفن. في الظروف الطبيعية، ينبغي أن تغلق هذه الفتحة بإحكام بعد نزول الخصية، لكن ضعف عضلات الحوض في هذه المنطقة قد يؤدي إلى انزلاق جزء من الأمعاء الدقيقة أو غشاء الأمعاء الشحمي (Omentum) مما يسبب الألم والانتفاخ. ومن أبرز أعراض الفتق الأربي:
- انتفاخ ملحوظ في المنطقة المحيطة بعظمة العانة، ويزداد وضوحاً عند الوقوف أو السعال.
- الشعور بحرقان أو ألم في موضع الانتفاخ.
- ألم في أصل الفخذ، خصوصاً عند الانحناء أو السعال أو رفع الأجسام الثقيلة.
- الشعور بالثقل أو الجر في منطقة الفخذ.
- ضعف أو ضغط في منطقة أصل الفخذ.
- الألم والانتفاخ حول الخصيتين نتيجة نزول الأمعاء البارزة إلى كيس الصفن.
- الفَتْق الفخذي: يظهر الفتق الفخذي عند انضغاط الأنسجة الداخلية للبطن عبر جدار القناة الفخذية من خلال منطقة ضعيفة في العضلات. يظهر هذا الفتق ككتلة قرب الفخذ، وتعتبر النساء أكثر عرضة للإصابة به من الرجال، على الرغم من أنه ليس شائعاً بشكل عام، حيث أن أغلب الفتوق التي تؤثر في الفخذ هي الفتوق الأربية. تشكل الفتوق الفخذية أقل من 3٪ من جميع الأنواع، وقد لا يلاحظ الفرد أنه مصاب بفتق فخذي في بعض الأحيان، حيث لا تسبب الفتوق الصغيرة والمتوسطة أي أعراض. ومع ذلك، فإن الفتوق الكبيرة تكون أكثر وضوحاً، وقد تسبب ازعاجاً، بحيث تظهر كتلة في منطقة أصل الفخذ بالقرب من الجزء العلوي. يمكن أن يزداد الانتفاخ سوءاً ويؤدي إلى الألم عند الوقوف أو رفع أشياء ثقيلة، وقد يسبب أيضاً ألماً في الورك بسبب قربه من عظم الورك. في الحالات المتقدمة، قد يؤدي الفتق الفخذي إلى انسداد الأمعاء، وهي حالة طبية خطيرة. تشمل الأعراض الشديدة آلام المعدة المكثفة، وألم مفاجئ في أصل الفخذ، والغثيان، والقيء.
- الفتق الشُرْسوفِي: يعرف الفتق الشرسوفي بأنه بروز كتلة في الجزء العلوي من البطن، في منطقة الشرسوف، التي تقع فوق السرة وتحت عظمة الصدر. هذا النوع قد لا يسبب أعراضاً في بعض الحالات، إلا أن العديد من الأطفال يُظهرون علامات في مراحل مبكرة. تشمل الأعراض لدى البالغين والأطفال الألم عند لمس المنطقة المصابة، وانتفاخ يمكن رؤيته والشعور به، وقد تتأثر هذه الأعراض بالأحداث مثل الإجهاد أو البكاء أو حركة الأمعاء.
- الفتق السُرِيّ: يحدث عندما لا تتجمع طبقات جدار البطن بشكل كامل، مما يؤدي إلى بروز الأمعاء أو الأنسجة الأخرى من تجويف البطن مع وجود نقطة ضعف حول السرة. يولد حوالي 20% من الأطفال بفتق سري، والذي يغلق 90% منه تلقائياً في الغالب. عادة ما يكون الفتق السري مرئيًا عند بكاء الطفل، أو ضحكه، أو استخدام الحمام. وعادةً ما تكون معظم حالات الفتق السري غير مؤلمة للأطفال، في حين تظهر الأعراض لدى البالغين على شكل انتفاخ مؤلم بالقرب من منطقة السرة.
- الفتق الجراحي: يحدث هذا النوع من الفتق في جدار البطن من خلال الندبة الناتجة عن إجراء جراحة سابقة، مثل استئصال الزائدة الدودية أو الولادة القيصرية. بعد الجراحة، يتم إغلاق جدار البطن بالغرز، وأحياناً قد لا يلتئم الجرح بشكل صحيح أو قد يتفكك مع الزمن، مما يتسبب في انفصال الطبقات. يعتبر هذا النوع شائعاً بشكل ملحوظ، حيث تشير التقديرات إلى أن 12-15٪ من عمليات البطن تؤدي إلى الفتق الجراحي.
- فتق الحجاب الحاجز: يحدث الفتق الحجابي عندما تنزلق المعدة عبر فتحة في الحجاب الحاجز، وهو الجدار العضلي الذي يفصل التجويف الصدري عن البطن. غالباً ما لا يسبب الفتق الحجابي أي أعراض، ولكن قد يعاني بعض الأشخاص من حرقة في المعدة المرتبطة بمرض الارتجاع المعدي المريئي. يمكن تصنيف الفتق الحجابي إلى نوعين: الفتق الانزلاقي، حيث تنزلق المعدة والجزء المرتبط بها من المريء عبر الحجاب الحاجز إلى الصدر، وهو الأكثر شيوعًا. أما النوع الآخر، الذي يسمى الفتق المجاور للمريء، فيحدث عندما تنزلق جزء من المعدة فقط دون المريء إلى الصدر، مما يجعله مجاوراً للمريء. هذا النوع أقل شيوعاً ولكنه أكثر خطورة، حيث يمكن أن يؤدي إلى توقف تدفق الدم إلى المعدة.
أسباب وعوامل خطر الإصابة بالفتق
تشمل الأسباب وعوامل الخطورة المرتبطة بالفتق ما يلي:
- زيادة الضغط داخل البطن، الذي يمكن أن يحدث بسبب عدة ظروف مثل السعال المزمن، وزيادة السوائل داخل تجويف البطن المعروف بالاستسقاء، والديلزة البريتونية المستخدمة لعلاج الفشل الكلوي، وكذلك الأورام في البطن.
- رفع أشياء ثقيلة.
- الخضوع لعمليات جراحية في منطقة البطن.
- الحمل.
- الإمساك المزمن.
- القيء المتكرر.
- السمنة.