حساسية الربيع
تحدث الحساسية نتيجة زيادة نشاط الجهاز المناعي عند تعرضه لمواد معينة تكون في الأجواء، وفي غالب الأحيان تكون هذه المواد غير ضارة. يقوم الجهاز المناعي بالتعرف على هذه المواد على أنها تهديد، مما يؤدي إلى إفراز الجسم للهيستامين ومواد كيميائية أخرى تُسبب ظهور أعراض الحساسية. يظهر هذا النوع من الحساسية، المعروف بالحساسية الموسمية، في فصول معينة من السنة، وأبرزها فصل الربيع الذي يبدأ في مارس ويشهد انتشار حبوب اللقاح وأبواغ العفن بفعل النسائم الدافئة، مما يساهم في الإصابة بحساسية الربيع.
أعراض حساسية الربيع
تتفاوت الأعراض التي يمكن أن يعاني منها الأفراد الذين يواجهون حساسية الربيع، ومن بين تلك الأعراض:
- سيلان الأنف ورمشة العين.
- نوبات العطس.
- سعال مستمر.
- حكة في العينين والأنف.
- ظهور هالات داكنة حول العينين.
العوامل المحفزة لحساسية الربيع
يمكن تلخيص العوامل التي تؤدي إلى الإصابة بحساسية الربيع على النحو التالي:
- حبوب لقاح الأشجار: يتم حمل هذه الحبوب الخفيفة والجافة في الهواء خلال فصل الربيع، وتعتبر من أبرز المحفزات للتعرض لحساسية الربيع. وفقًا لأبحاث الأكاديمية الأمريكية للحساسية والربو والمناعة، هناك أنواع معينة من الأشجار تمثل محفزات شائعة مثل الأشجار البلوط، والعفص، والقيقب، والتامُول، والجوز، والحوّر.
- أبواغ العفن: ينتمي هذا النوع إلى العفن الفطري والخمائر حيث تطلق هذه الكائنات أبواغ تكون قابلة للتشتت في الهواء مع الرياح أثناء فصل الربيع، مما يزيد من حدة أعراض الحساسية. تشمل أنواع العفن الشائعة في الخارج النوباء والطوقيات البوغية، بينما تتواجد أنواع مثل الرشاشية والبنيسيليوم داخل المنازل.
طرق الوقاية من حساسية الربيع
يمكن اتباع عدة خطوات بسيطة للحد من خطر الإصابة بحساسية الربيع، ومن هذه الطرق:
- تنظيف المنزل بشكل عميق والتأكد من تكنيسه بانتظام للتخلص من مسببات الحساسية مثل العفن المتراكم في الحمامات والأقبية، نتيجة لارتفاع مستوى الرطوبة خلال الربيع، بالإضافة إلى ضرورة إزالة بيوت العناكب التي تكونت خلال الشتاء.
- تنقية الجو داخل المنزل باستخدام مرشحات الهواء. يجب التنويه أن المرشحات الأيونية قد لا تكون فعالة للحد من المواد العالقة، بينما يُعتبر استخدام مرشحات الهواء الجسيمية عالية الكفاءة (HEPA) الخيار المثالي لتحقيق نتائج فعالة.
- الإبقاء على النوافذ مغلقة خلال فصل الربيع لتفادي دخول الهواء المحمل بحبوب اللقاح، والذي يترسب على الأثاث والسجاد، مما يؤجج أعراض الحساسية. يفضل الاعتماد على مكيفات الهواء المجهزة بمرشحات للتنقية.
- تجنب الخروج في الأيام التي تهب فيها الرياح وخاصة بين ساعات الصباح الباكر والمساء عندما تكون نسبة حبوب اللقاح مرتفعة. وإذا اقتضت الضرورة الخروج، ينصح باستخدام قناع أو وشاح لتغطية الوجه.
- الاستحمام وتنظيف الشعر وتغيير الملابس فور العودة إلى المنزل.
- البقاء بعيدًا عن الأسمدة والمبيدات الحشرية المستخدمة في المناطق المجاورة للمنزل. إذا كانت لديك حديقة، يُفضل الاستعانة بأحد لمساعدتك في إزالة الأوراق والأغصان.
- توخي الحذر عند استخدام مواد التنظيف المنزلي والتأكد من أن المكان جيد التهوية.
علاج حساسية الربيع
العلاج الدوائي
تتوفر العديد من الأدوية التي يمكن الحصول عليها بدون وصفة طبية والتي تساعد في تخفيف أعراض الحساسية، ومنها:
- مضادات الهيستامين (Antihistamines): تساهم هذه الأدوية في تقليل مستويات الهيستامين في الجسم، مما يساعد في تخفيف العطس والحكّة.
- مضادات الاحتقان (Decongestants): تخفف هذه الأدوية من الاحتقان والانتفاخ؛ إذ تعمل على انكماش الأوعية الدموية في الممرات التنفسية. هناك بعض التركيبات التي تجمع بين مضادات الاحتقان ومضادات الهيستامين.
- بخاخات مضادات الاحتقان الأنفية (Nasal spray decongestants): تسرع هذه البخاخات من تخفيف الاحتقان وفتح الممرات الأنفية بشكل أسرع مقارنةً بمضادات الاحتقان عن طريق الفم.
- بخاخات الأنف الستيرويدية: مثل بيوديسونيد (Budesonide) وفلوتيكازون (Fluticasone) وتريامسينولون (Triamcinolone) التي تقلل من الالتهابات.
- قطرات العين: تستخدم هذه القطرات لتخفيف الحكة والتدميع، مثل قطرات كيتوتيفين (Ketotifen).
العلاج المناعي
يمكن اللجوء إلى العلاج المناعي (Immunotherapy) كوسيلة لعلاج حساسية الربيع، حيث يتم إعطاء المريض جرعات من مسببات الحساسية مع زيادة الجرعة تدريجيًا، مما يساعد الجسم على التكيف معها. يُعتبر العلاج المناعي من الخيارات الفعالة على المدى الطويل للتعامل مع حساسية الربيع، لكنه قد لا يناسب جميع الأشخاص.