علامات يوم القيامة الصغرى

علامات يوم القيامة الصغرى

علامات يوم القيامة الصغرى أخبر عنها الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه رضوان الله عليهم، وحذر الناس من الانتباه إليها، التي تعد بمثابة إشارة لقدوم الساعة وبدايتها حيث ترفع الأقلام ولا تُقبل التوبة، لذا يوضح موقع سوبر بابا تفاصيل علامات يوم القيامة.

علامات يوم القيامة الصغرى

علامات الساعة الصغرى حث عليها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة، وأظهر دلائل قيام الساعة وقرب موعد حدوثها، وتلك العلامات هي بعض الإمارات والإشارات التي تشير إلى قرب موعد النهاية.

لكن يوجد منها ما ظهر وانقضى منذ نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنها ما لم يظهر بعد.

أولًا: العلامات الصغرى التي ظهرت وانقضت

العلامات التي وقعت وحدثت بالفعل وانتهت، ومر على وقوعها وقت من الزمن، ويوجد خمسة علامات من علامات يوم القيامة الصغرى التي قد حدثت بالفعل.

1- بعثة النبي محمد وموته

قال العديد من علماء الدين إنها من علامات قيام الساعة الصغرى وقد دل على ذلك أحاديث نبوية شريفة تبرهن صحة الأمر، فعن سهل بن سعد الساعدي عن الرسول -صلى الله عليه وسلم –قال: بُعِثْتُ أنا والسَّاعَةَ كَهذِه مِن هذِه، أوْ: كَهاتَيْنِ وقَرَنَ بيْنَ السَّبَّابَةِ والوُسْطَى”.

لكن روى عوف بن مالك الأشجعي أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: أُعدُدْ ستًّا بين يدي الساعةِ: مَوتي

2– نار عظيمة تخرج من أرض الحجاز

حدثت تلك العلامة في عام 654 من الهجرة، إذا ظهرت نار ساطعة وعظيمة من أرض الحجاز، وقد تكلم الكثير من علماء الدين عنها في ذلك الوقت، وذكروا أن تلك النار العظيمة، تختلف عن النار التي سيلقى الناس مصيرهم فيها يوم القيامة.

3- ولادة الأمَة ربّتها

من العلامات التي قد وقعت وانقضت، ولكن اختلف علماء الدين حول المعنى الحرفي لتفسيرها، فالبعض يرى أن تفسير علامة أن تلد الأمة ربتها، أن قديمًا عندما انتشرت وتوسعت الدولة الإسلامية وتفتح البلدان كانت تُسبى سيدات تلك البلدان، ويزداد عدد الجواري التي تقوم بحمل ولدًا لمالكها، ويكون هذا الولد بمثابة سيد ورب إلى أمه.

يوجد رأي آخر وهو عند ولادة الجارية حرة بعيدة عن سيدها، ثم تباع بعد ذلك ويمر الوقت ويقوم ولدها بشرائها، والرأي الأخير هو مشاهدة عقوق الأبناء لأمهاتهم، وقيام الأبن بسب وضرب وإهانة الأم ومعاملتها كجارية ويكون ربها وسيدها المعذب لها هو ابنها التي ولدته.

جاء حديث نبوي يبرهن على واقع هذا الأمر فعن أبو هريرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “إنَّ من أشْراطِ السَّاعةِ أنْ يُرى رِعاءُ الشَّاءِ رُؤوسَ النَّاسِ، وأنْ يُرى الحُفاةُ العُراةُ الجُوَّعُ يَتبارَونَ في البُنْيانِ، وأنْ تَلِدَ الأمَةُ ربَّها

4- معجزة انشقاق القمر

من علامات يوم القيامة الصغرى التي وقعت وانقضت، فقد حدث بالفعل انشقاق عظيم لم يشهد له مثيل من قبل في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد برهن على ذلك الأمر في آيات من القرآن الكريم لقول -الله تعالى-  في سورة القمراقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ (1) وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ” (2).

في الحديث النبوي الشريف عن عبد الله بن مسعود عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال:” بيْنَما نَحْنُ مع رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ بمِنًى إذَا انْفَلَقَ القَمَرُ فِلْقَتَيْنِ، فَكَانَتْ فِلْقَةٌ وَرَاءَ الجَبَلِ، وَفِلْقَةٌ دُونَهُ، فَقالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: اشْهَدُوا”.

5- فتح بيت المقدس

تم وقع تلك العلامة وانقضائها منذ وقت طويل، ففي عهد خليفة المسلمين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، تم فتح بيت المقدس وقام عمر بن الخطاب بنفسه بالتوجه إلى بيت المقدس، وبناء مسجدًا به، والقيام بمعاهدة صلح مع أهل المدينة، وقد برهن على ذلك الأمر في أحاديث نبوية شريفة.

فعن عوف بن مالك الأشجعي عن النبي- صلى الله عليه وسلم- أُعدُدْ ستًّا بين يدي الساعةِ: مَوتي؛ ثم فتحُ بيتِ المقدسِ

اقرأ أيضًا: يوم القيامة في الإسلام

ثانيًا: العلامات الصغرى التي ظهرت ولم تنقضِ

يوجد بعض علامات الساعة الصغرى التي ظهرت ومازالت مستمرة في الظهور بشكل متكرر، فهي تتمثل في التفاصيل اليومية التي يقوم بها العباد بصفة مستمرة، وعلى المسلمين الأخذ بالأسباب.

1- التطاول في البنيان

من العلامات التي ظهرت منذ وقت توسع الدولة الإسلامية، وأخذ المسلمين في بناء المدن، والمباني الشاهقة في عصور الغزو، والازدهار الإسلامي، واستمرار الناس بالمزايدة والتباهي في البناء إلى وقتنا وعصرنا هذا، والتطلع إلى بناء ما يسمى بناطحات السحاب، والتطاول في البنيان أكثر وأكثر.

2- كثرة تزيين المساجد والتباهي بها

المساجد أماكن لتأدية العبادة وتلبية شعائر الله -سبحانه وتعالى-، وليست أماكن يتم المبالغة في تزيينها وزخرفتها، والتباهي بها، فعند حدوث ذلك يعي المُرء قرب موعد قيام الساعة.

3- كثرة القتل

القتل جريمة تُرتكب عبر الأزمان، وقد ظهر القتل المتعمد منذ مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه، واستمرار جرائم القتل إلى وقتنا هذا، ولكن مع تزايده، وكثرة انتشاره بين الناس، حيث فسدت النفوس والعقول إلى حد رؤية الابن يقتل أمه، والأب يذبح ابنته، وقتل الأخوة لبعضهم البعض، وكثرة الجرائم الشنيعة التي نراها ونسمع عنها كل يوم حولنا.

جاء حديث نبوي شريف يحدثنا عن تلك العلامة وارتباطها بقيام الساعة فعن أبو هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى يَكْثُرَ الهَرْجُ قالوا: وما الهَرْجُ يا رَسولَ اللهِ؟ قالَ: القَتْلُ القَتْلُ”.

4- ظهور الكاسيات العاريات

من علامات يوم القيامة الصغرى ظهور نساء تلبس ملابس لا تستر عورتهن ويشف عليهن وكأنهن عاريات ويظهر جميع مفاتنهن، وهذا ما نراه في عصرنا الحالي، ومنتشر كثيرًا بين نساء المسلمين في وقتنا الحاضر.

ورد حديث نبوي شريف يبرهن ذلك الأمر يعظ به الناس لتجنب تلك الأمر فعن ابن تيمية عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “صنفان من أمتي لم أرهما بعد، نساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ مائلاتٌ مميلاتٌ، على رؤوسِهن مثلُ أسنمةِ البختِ، لا يدخلن الجنةَ ولا يجدن ريحَها، ورجالٌ معهم سياطٌ مثلُ أذنابِ البقرِ يضربون بها عبادَ اللهِ”

5- انتشار الزنا

انتشار الزنا وفعل الفواحش والجهر بها من العلامات التي تحذرنا من قرب موعد قيام الساعة، وعدم مبالاة المرء من فعل مثل هذه الفواحش وعدم شعوره بالخوف، وقد برهن على ذلك في أحاديث نبوية شريفة.

فعن أنس بن مالك عن النبي -صلى الله عليه وسلم: لَا تَقُومُ السَّاعَةُ وإمَّا قالَ: مِن أَشْرَاطِ السَّاعَةِ، وَيَظْهَرَ الزِّنَا”

6- كثرة شرب الخمرة واستحلالها

نرى في عصرنا الحالي الكثير مدمني الخمر، والتباهي بشربها، واستحلالها وعدم الخوف من جزاء الله -سبحانه وتعالى-، وتحذيره من شرب الخمر، عند رؤية ذلك الأمر يعلم المُرء بقرب موعد قيام الساعة.

7- السلام للمعرفة فقط

في السنين الماضية كانت جميع الناس ملتزمة بإلقاء التحية والسلام امتثال بتعاليم الدين الإسلامي، وإن المسلمين جميعًا إخوة، ولكن في وقتنا الحاضر لا نري أحد يقوم بإلقاء السلام إلا على من يعرفه، ويعد هذا من علامات قيام الساعة التي ذكرها وتحدث عنها الرسول صلى الله عليه وسلم.

8- كثرة المال والاستغناء عن الصدقة

من علامات قيام الساعة سعي الناس نحو جني الأموال، والطمع في الثراء الفاحش، والبعد عن التصدق من هذا المال الذي أمرنا الله -عز وجل- بذلك، وحثنا على عدم البخل بالصدقات ومساعدة الغني للفقير، وقد برهن على ذلك حديث شريف.

عن أبي هريرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:” لا تقومُ السَّاعةُ حتَّى يَكْثُرَ فيكمُ المالُ فيَفيضَ حتَّى يُهِمَّ ربَّ المالِ مَن يقبلُ صدقتَهُ وحتَّى يعرِضَهُ فيقولَ الَّذي يُعرَضُ علَيهِ: لا أَرَبَ لي”.

9- رفض السنة

ظهر في عصرنا مجموعة من الناس التي تدعي بإتباع القرآن الكريم فقط، وترك وإهمال السنة، ولكن تعد السنة هي المصدر الثاني للمسلم بعد القرآن الكريم ليتلقى تعاليم وأسس الدين الإسلامي، ويعد ظهور مثل تلك الفتن من أشد علامات قرب قيام الساعة، وفناء الدنيا.

فعن المقدام بن معدي كرب عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال يوشِكُ أنْ يقعُدَ الرجلُ مُتَّكِئًا على أَرِيكَتِهِ، يُحَدَّثُ بحديثٍ مِنْ حديثي، فيقولُ: بينَنَا وبينَكُمْ كتابُ اللهِ، فما وجدْنا فيه مِنْ حلالٍ اسْتَحْلَلْناهُ، وما وجدَنا فيه مِنْ حرامٍ حرَّمْناهُ، ألَا وإِنَّ ما حرَّمَ رسولُ اللهِ مثلَ ما حرَّمَ اللهُ”.

10-انتشار الربا

نرى في وقتنا الحاضر انتشار ظاهرة الربا واستبحتها، حيث أصبح بعض الناس لا يبالون عن صحة المال مصدره حرام أم حلال، واستحلال ذلك الأمر دون الخوف من عذاب الله -عز وجل-، وقد دل على ذلك حديث شريف، فعن أبي هريرة عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: “يَأْتي علَى النَّاسِ زَمانٌ لا يُبالِي المَرْءُ ما أخَذَ منه؛ أمِنَ الحَلالِ أمْ مِنَ الحَرامِ”.

11- قطع الأرحام

ساد قطع الأرحام بين الناس وهجرهم للسؤال عن أهلهم وأقاربهم، واللهو في الدنيا ونسيان صلة الرحم، وقسوة وتحجر القلب الذي نهانا الله -عز وجل- عنه وأمرنا بصلة الرحم واغتنام ثوابها، ويعد انتشار مثل هذا الأمر إمارة عن قرب قيام الساعة.

اقرأ أيضًا: من هو الملك الموكل بالنفخ في الصور

ثالثًا: العلامات الصغرى التي لم تظهر بعد

يوجد بعض العلامات الصغرى لقيام الساعة التي أخبرنا عنها رسول الله –صلى الله عليه وسلم – والتي لم تظهر إلى وقتنا هذا، ولم يقع حدوثها.

1- هدم الكعبة

في آخر الزمان حين قرب قيام الساعة تسيطر الحبشة على الكعبة، ويقوم الحبشيين بهدم الكعبة، واستخراج الكنز الذي بداخلها، عند رؤية تلك العلامة يعلم المُرء بقرب موعد قيام الساعة وخراب حال الدنيا وفنائها إلى الأبد.

2- انحسار الفرات عن جبلٍ من ذهب

يُقال إنه في آخر الزمان يتم انحسار نهر الفرات لإحدى الأسباب سواء تحول مجراه أو جفاف مائه ليظهر منه جبل من الذهب يتقاتل الناس عليه، حيث يُقتل من كل مئة شخص تسعة وتسعون.

3- كثرة الزلازل

مع قرب قيام الساعة تكثر الزلازل، عندها يعلم الناس أن عليهم الرجوع إلى ربهم والقيام بطاعته، والندم عن الأفعال السيئة، والعظة والاقتداء من العلامات التي يرسلها الله -سبحانه وتعالى- لتحذير عباده، وجاء حديث نبوي شريف يبرهن على ذلك فعن أبو هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى يُقْبَضَ العِلْمُ، وتَكْثُرَ الزَّلَازِلُ، ويَتَقَارَبَ الزَّمَانُ“.

على المرء الاستعداد جيدًا لملاقاه ربه، لعل أجله يكون أقرب من قيام الساعة، حيث لا تنفعه توبة ولا استغفار حينها، فعليه اغتنام كل ثانية تمر عليه في التوبة والرجوع إلى طريق الله.