عنوان المقال: الشاعر العربي أبو فراس الحمداني ومكانته الأدبية

أبو فراس الحمداني

أبو فراس الحمداني، المعروف للحارث بن سعيد بن حمدان الربعي، هو ابن عم سيف الدولة، وُلِد عام 320هـ/932م وتوفي في عام 357هـ/967م. يُعتبر الحمداني أحد أعلام جنوب الجزيرة العربية، حيث كان له إلمام في مجالات الجغرافيا والفلك إلى جانب كونه شاعراً ومؤرخاً ونحوياً. عُرف بعلمه الواسع وسفرياته الكثيرة، وقد قضى معظم حياته في شبه الجزيرة العربية حيث اكتسب خبرات ومعارف متعددة.

حياة أبي فراس الحمداني وإنجازاته

امتاز أبو فراس الحمداني بطوله وقوامه الفارس، إذ شارك في العديد من المعارك بجانب ابن عمه سيف الدولة وهو في سن التاسعة عشر. لقد عُرف بشجاعته وسماحته وكرمه، وكان يُطلق سراح الأسرى إذا توسلت إليه أي امرأة. بالإضافة إلى ذلك، كان يُحب مجالسة الشعراء والتنافس الأدبي معهم، وعاصر الشاعر الشهير المتنبي. عاشت حياته في توازن بين مشاغل الحرب وأوقات الجد واللهو، حتى بلغ منتصف الثلاثينات من عمره، حيث تروي بعض الروايات أنه قُتل بعد فترة قصيرة.

ديوان أبي فراس الحمداني وشعره

تميز شعر أبو فراس الحمداني بتنوعه بين الغزل والرثاء والوصف والحكمة. كان يتسم غزله بالعاطفية والصدق، حيث تنعكس فيه مشاعر الفراق. أما قصائد الروميات التي نظمها أثناء أسره لدى الروم، فقد أظهرت حزنًا عميقًا على نفسه وحريته التي فقدها، متضمنة عتابه لابن عمه سيف الدولة لتأخيره في تحريره.

لم يتمكن أبو فراس من جمع ديوانه أو تنقيحه، حيث كان يتلوه على أستاذه ابن خالويه، ولم يروِ عنه أحد سواه، مما جعل العلماء ينقلون روايات ديوانه عن لسان ابن خالويه. وكان المستشرقون أول من سعى لجمع ديوان أبو فراس ونشره اعتماداً على النسخ التي عثروا عليها في المكتبات العامة الكبرى، ولكن جهودهم بقت مخطوطة، ولا تزال محفوظة في بعض المكتبات العامة حتى اليوم.