أسباب التنمر بين البالغين
يعتبر التنمر سلوكًا عدوانيًا يتميز بالتعمد والتكرار، حيث يهدف الفاعل إلى إيذاء الشخص الآخر أو جعله يشعر بعدم الأمان. يتجلى التنمر في عدة أشكال، مثل الاعتداء الجسدي أو اللفظي. يمكن أن يكون المتنمر من الشركاء أو الرؤساء في العمل أو أي شخص آخر من مجتمعه. هناك عدة أسباب تؤدي إلى التنمر بين الكبار، منها ما يلي:
البيئة الاجتماعية النمطية
تلعب التنشئة الاجتماعية دورًا حاسمًا في تشكيل شخصية الفرد. إذا تربى الشخص في بيئة يتسم فيها الوالدان بالسلوكيات المتنمرة، فإنه سيتبنى هذه السلوكيات باعتبارها أمرًا طبيعيًا. فالأطفال يميلون إلى تقليد تصرفات والديهم، مما يؤثر عليهم حتى في مرحلة البلوغ، حيث يستمر السلوك المتنمر عندهم كعادة غير واعية.
التحيزات الاجتماعية
يمكن أن يقوم بعض البالغين بتنمرهم على الآخرين بسبب انتمائهم لجنس أو عمر أو عرق أو دين معين. كما قد يتعرض البعض للتنمر نتيجة معاناتهم من إعاقة أو مرض ما، حيث يستهدف المتنمرون عادة الأشخاص الذين يختلفون عنهم.
الرغبة في السيطرة
يعتبر الشعور بالسيطرة من الأسباب الرئيسية التي تدفع الأفراد إلى التنمر. قد يشعر مديرٌ ما بعدم السيطرة في حياته الشخصية، فيعوض عن ذلك من خلال ممارسة سلوكيات متنمرة في بيئة العمل، مما يتسبب في إيذاء الموظفين.
الشعور بالوحدة
يعاني الكثير من البالغين من الوحدة، وقد يكون الشخص المتنمر هو من يفتقر إلى صداقات حقيقية أو يعيش في زواج غير سعيد. وبالتالي، قد ينقل شعور الوحدة هذا إلى شخص آخر عن طريق مضايقته. لذا يُعتبر من المهم تعليم الأطفال أهمية العلاقات الاجتماعية والمعنى الحقيقي للصداقة.
الشعور بالغيرة
تنتشر مشاعر الغيرة والحسد بين البالغين، حيث ينظر المتنمر إلى ضحاياه بنظرات كراهية واستياء نتيجة لامتلاكهم شيئًا يتمناه. قد يحدث هذا النوع من التنمر في بيئات العمل، مثلما يحدث عند حصول أحد الموظفين على ترقية أو مكافأة.
الرغبة في الظهور الاجتماعي
يسعى بعض المتنمرين لتحقيق مكانة اجتماعية أفضل، وقد يخافون من أن يكونوا في أسفل السلم الاجتماعي. ولتحقيق ذلك، يلجؤون إلى التنمر على الآخرين لضمان تخفيض مرتبتهم الاجتماعية، بينما يسعون لإظهار أنفسهم في المجتمع.
المشكلات النفسية
يعاني عدد كبير من المتنمرين من مشاكل نفسية أو عاطفية، سواء تم تشخيصها أو لا. قد يشعر المتنمر بالقلق والتوتر، وقد يفتقر إلى التعاطف مع الآخرين. تمتاز بعض الشخصيات المتنمرة بالنرجسية، مما يجعلها incapable من إدراك معاناة الآخرين، مما يؤدي بها إلى سلوكيات تنمرية بسبب قصور في فهم التداعيات السلبية لهذه الأفعال.
الكسل
يعمد بعض الأشخاص إلى استخدام الكسل كذريعة لتنمرهم، وغالبًا ما يحدث ذلك في بيئة العمل، حيث يقوم المتنمر باستغلال شخصية ضعيفة لتحميلها أعباء العمل الخاصة به.