يعتبر غضب الله على الإنسان من أشد الأمور التي قد يواجهها الفرد، حيث يمكن أن تظهر على الشخص بعض المؤشرات التي تدل على هذا الغضب. ومع ذلك، لا يمكن لأحد أن يضمن أنها دلالة مؤكدة على غضب الله، فالله وحده يعلم ذلك. نسأله سبحانه أن يهدينا جميعًا ويجنبنا أن نكون من المغضوب عليهم.
أسباب غضب الله
الكفر بالله
- إن الكفر بالله يعتبر من الأسباب الجوهرية التي تؤدي إلى غضب الله، وقد توعد الله الكافرين بعقاب شديد، حيث ذكر في كتابه الكريم: (ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم).
اليمين الكاذبة
- عندما يشهد أحد بيمين كاذبة، فإن ذلك يغضب الله. وقد أشارت العديد من الأحاديث إلى تحذيرات من فعل هذا الأمر لما له من تداعيات سلبية وأوزار كبيرة تترتب على معصية الله ورسوله.
- كما أن ارتكاب المعاصي وتخطي أوامره يمثل تعديًا على حدوده. لذا، ينبغي على الفرد الابتعاد عن المعاصي ليرضي الله عنا.
- هناك العديد من الآيات في القرآن تُبين أهمية الالتزام بحدود الله ورسوله، ومن يتبع هذه الأوامر سيُدخل الله جنات تجري من تحتها الأنهار، ليكون خالدًا فيها. بينما من يتخطى هذه الحدود سيلاقى عذاب النار الخالد.
ترك أوامر النبي
- الغضب الإلهي يمكن أن ينشأ أيضًا من عدم اتباع ما جاء به النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث دعا إلى تجنب ما يغضب الله.
تعدي حدود الله
من بين أسباب غضب الله هو تخطي حدود الله تعالى، وهذا يتجلى فيما ذكره في قوله: “تِلْكَ حُدُودُ اللَّـهِ وَمَن يُطِعِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ” * “وَمَن يَعْصِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ”.
علامات غضب الله على الإنسان
قسوة القلب ونزع الرحمة منه
- قد يشعر الإنسان الذي يغضب الله عليه بقسوة في قلبه، حيث ينزع الله منه الرحمة. وكما قال مالك بن دينار: “قسوة القلب عقوبة للعاصين فنزع الرحمة منه دليل على غضب الله تعالى عليه”.
سخط الإنسان وعدم رضاه
- لقد حرم الله الكذب والفساد، ومن المعروف أن شكر الإنسان لله على نعمه يجلب رضاه، لكن حين يسخط الإنسان وينكر تلك النعم فإن الله يغضب عليه.
إمهال الظالم وإمداده بالنعم
- إذا منح الله الإنسان النعم وهو يعصيه دون شكرٍ، فإن ذلك قد يؤدي إلى غضب الله، فكما قال تعالى: “والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم”.
عدم التوفيق للتوبة وفعل الخير
- ذكر الله في كتابه: “ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون”، مما يدل على أن إهمال ذكر الله وطاعته يقود إلى غضب الله.
كيفية تجنب غضب الله تعالى
- تقوى الله: يجب على الإنسان الالتزام بما أمر الله به والابتعاد عما نهى عنه، إضافة إلى قراءة كتابه الكريم والمواظبة على العبادات واتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
- شكر الله: فكما قال الله تعالى: “ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم”، مما يعني أن الشكر على النعم يكون سواء بالقول أو الفعل، وذلك باستخدام النعم في طاعة الله.
- الصدقة: حيث أفاد الرسول صلى الله عليه وسلم أن “الصدقة تطفئ غضب الرب وتدفع ميتة السوء”، لذا يجب على المسلمين المواظبة عليها.
- السعي لكسب محبة الله: يتوجب على الفرد القيام بالأعمال التي توصله للجنة وتؤديه للحصول على الأجر والثواب، وعليه أن يتحلى بالصبر أثناء الابتلاءات.
لماذا الخوف من غضب الله؟
تؤدي عواقب غضب الله على الإنسان إلى نتائج وخيمة، كما يقول الله تعالى: “ويحذركم الله نفسه”، حيث إن الاستمرار في المعاصي يمكن أن يجلب العذاب المفاجئ الذي يعيق الإنسان عن الاستغفار أو التوبة.
في القرآن، يُستخدم مصطلح الغضب للإشارة إلى حالة من الغيظ من الله تجاه أفعال البشر المخالفة لشريعته. يتكرر ذكر الغضب كتحذير من نتائج الخطايا ولتشجيع الناس على التوبة.
إليك بعض الآيات التي تتناول موضوع الغضب في القرآن:
- في سورة الفاتحة (الآية 7): “صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ”.
- في سورة البقرة (الآية 90): “فَبِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُوا بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَن يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ”.
- في سورة آل عمران (الآية 11): “لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا”.
- في سورة النساء (الآية 93): “وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا”.