يسعى الجميع للحصول على الرزق، الذي يمكن أن يتجلى في العديد من النعم من حولنا، سواء في الغذاء أو الملابس أو المشروبات، وغيرها من هبات الله الكثيرة. ومع ذلك، يلجأ بعض الأفراد إلى سلوكيات غير مشروعة في محاولتهم للحصول على المزيد من الرزق بسرعة، مما يؤدي في النهاية إلى تقليل البركة في أرزاقهم وليس زيادتها.
الأسباب وراء قلة الرزق
نستعرض فيما يلي بعض الأسباب التي تؤدي إلى قلة الرزق:
ضعف التوكل على الله
- يعتبر الاعتماد على الله من الأسباب الجوهرية لجلب الرزق، بينما يؤدي الافتقار إلى الثقة به إلى عواقب عكسية.
- عندما يفرط الإنسان في التفكير ويظن أن الأمر بالكامل يقع على عاتقه، يتسبب ذلك في نقص الرزق واحتياجاته الأساسية.
- قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (لَو أنَّكُم كُنتُم تَوكَلُونَ على الله حقَّ تَوكُّلِهِ لرُزِقْتُم كما تُرزَقُ الطيرُ، تغدو خِماصًا وتروحُ بطانًا).
- يجب على من يصعب عليه الحصول على الرزق أن يعيد تعزيز ثقته وتوكله على الله في قلبه، وأن يضع الله أمام عينيه قبل القيام بأي عمل.
الذنوب والمعاصي
- تظهر العديد من النصوص الدينية أن المعاصي والذنوب تؤدي إلى قلة الرزق.
- كما تشير النصوص إلى أن التقوى والإيمان والتوبة والاستغفار تجلب الرزق والخير.
- قال الله تعالى: (وَلَو أَنَّ أَهلَ القُرى آمَنوا وَاتَّقَوا لَفَتَحنا عَلَيهِم بَرَكات مِن السَّماءِ وَالأَرضِ وَلـكِن كَذَّبوا فَأَخَذنَاهُم بِما كانوا يَكسِبونَ).
- تشير الآية إلى أهمية الابتعاد عن المعاصي وتجديد التوبة والإكثار من الاستغفار للحفاظ على الرزق.
تجارة المال الحرام
- قسم الله رزق العبد، وما يصل إليه بطرق غير شرعية كان بإمكانه الحصول عليه بطريقة حلال لو اتبع الطرق المشروعة.
- إذاً فإن القفز إلى مصادر الرزق المحرمة مثل السرقة وأكل أموال الناس يسبب هلاكًا لنفسه.
- إنما هو طريق إلى الفشل والهلاك في الدنيا والآخرة.
- لذا يجب على المسلم أن يتجنب كسب المال الحرام ويتجه نحو مصادر الرزق الحلال ليجد بركة في رزقه.
أخذ حقوق الآخرين
- نهى الله تعالى عن الظلم وأكل حقوق الناس.
- وعد الله من يأخذ أموال الغير بعذاب شديد في الدنيا والآخرة.
- قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا* وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّـهِ يَسِيرًا).
- تعني هذه الآية أن المؤمن لا ينبغي له أكل أموال الآخرين، وفي حال حدوث ذلك، فإن العقاب ينتظره في الدنيا والآخرة.
- قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (مَن أخذ أموال الناس يريد أداءها أدَّى الله عنه، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله) رواه البخاري.
قطع صلة الأرحام
- رابط الرحم يعتبر من عوامل البركة في الرزق والعمر.
- قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من سرّه أن يمد له في عمره ويُوسّع له في رزقه ويدفع عنه ميتة سوء، فليتقي الله وليصل رحمه) رواه البزار والحاكم.
- قطع صلة الرحم من أسباب قلة الرزق، لذا ينبغي على المسلم أن يحرص على صلة الرحم حتى مع من قطعوا صلة الرحم من جهته.
- قال الرسول (صلى الله عليه وسلم): (ليس الواصِل بالمكافئ، ولكن الواصِل الذي إذا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وصَلَها).
قلّة السعي نحو الرزق
- حثّ الدين الإسلامي على العمل والسعي لتحقيق الرزق.
- فمن لا يعمل سيعتمد على الآخرين بحثًا عن المساعدة.
- العمل الحلال ينبغي أن يكون مشفوعًا بالنية الصالحة.
- يعتبر العمل نوعًا من العبادة.
- قال الله تعالى في كتابه الكريم: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ).
كما ندعوك للتعرف على:
أسباب تمنع مجيء الرزق
- عدم الأخذ بالأسباب والتواكل.
- ارتكاب المعاصي والحرام.
- عدم شكر الله على النعم التي رزق الله بها العبد.
- التمسك بالشح والبخل.
- الشرك بالله في أي شكل من الأشكال.
- عدم إخراج الزكاة.
- السعي وراء المال الحرام بدلًا من العمل لكسب الحلال.
كما يمكنكم الاطلاع على:
اقرأ أيضاً:
طرق لتحقيق البركة في الرزق
تجدر الإشارة إلى أن الكمية ليست المعيار في الرزق، بل البركة هي الأهم. لتحقيق البركة في الرزق يتوجب عليك اتباع ما يلي:
- احصل على رزقك بالحلال وتجنب المحرمات.
- تُب إلى الله توبة نصوحة.
- قم بأداء الطاعات والعبادات بشكل متقن.
- اسع بجد وأخذ بالأسباب اللازمة.
- أكثر من الاستغفار.
دعاء مستجاب للرزق
- حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله إنّا إلى الله راغبون.
- اللَّهُمَّ قَنِّعْنِي بِمَا رَزَقْتَنِي، وَبَارِكْ لِي فِيهِ، وَاخْلُفْ عَلَى كُلِّ غَائِبَةٍ لِي بِخَيْرٍ.
- اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر.
دعاء للرزق مكتوب
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم دعاء للرزق: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد.
أذكار لجلب الرزق
- أكثر من شكر الله وحمده على نعمه، كما قال تعالى: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ).
- استغفر الله كثيرًا، فقد ورد أنها تُسبب ضيقًا في الرزق، قال الله عز وجل: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً* يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً* وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً).
ومن المستحب ترديد الأذكار التالية:
- (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ، وضَلَعِ الدَّيْنِ، وغَلَبَةِ الرِّجالِ).
- (اللَّهمَّ اكفني بِحلالِكَ عن حرامِكَ، وأغنِني بِفَضلِكَ عَمن سواكَ).
- (اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ وَرَبَّ الأرْضِ وَرَبَّ العَرْشِ العَظِيمِ، رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شيءٍ، فَالِقَ الحَبِّ وَالنَّوَى، وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْفُرْقَانِ، أَعُوذُ بكَ مِن شَرِّ كُلِّ شيءٍ أَنْتَ آخِذٌ بنَاصِيَتِهِ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الأوَّلُ فليسَ قَبْلَكَ شيءٌ، وَأَنْتَ الآخِرُ فليسَ بَعْدَكَ شيءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فليسَ فَوْقَكَ شيءٌ، وَأَنْتَ البَاطِنُ فليسَ دُونَكَ شيءٌ، اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ، وَأَغْنِنَا مِنَ الفَقْرِ).
- (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الكَسَلِ والهَرَمِ، والمَأْثَمِ والمَغْرَمِ، ومِنْ فِتْنَةِ القَبْرِ، وعَذابِ القَبْرِ، ومِنْ فِتْنَةِ النَّارِ وعَذابِ النَّارِ، ومِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الغِنَى، وأَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ الفَقْرِ).