عوامل تحقيق الخشوع خلال الصلاة

الاستعداد للصلاة والتحضير لها

يُعتبر الاستعداد الجيد من أبرز السبل لتحقيق الخشوع في الصلاة، حيث يتوجب على المسلم أن يُعد نفسه للوقوف أمام الله -عز وجل- بترقب تام، وكأنّه ينتظر موعدًا هامًا مع شخصية مرموقة، مثل حاكم أو وزير، حيث يبذل جهدًا كبيرًا في التحضير لهذا اللقاء. فما بالكم بلقاء ملك الملوك؟

يتحقق الاستعداد للصلاة من خلال الوضوء، والذهاب المبكر إلى المسجد للرجال، والحرص على أدائها في وقتها الأول، بالإضافة إلى ذكر الله -تعالى- وقراءة ما تيسر من القرآن الكريم؛ مما يساعد المسلم على الدخول في جو إيماني يمكنه من الصلاة بقلب مستعد.

تجنب الالتفات والحركة المفرطة

يُعتبر الالتفات والحركة الزائدة أثناء الصلاة دون سبب مشروع غير جائز، لأنها تُشوش على المصلّي وتعرقل تركيزه في الصلاة. وقد ورد عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- أنها سألت النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك، فقال: (هو اختلاسٌ يختلسه الشيطان من صلاة أحدكم). أما بالنسبة للالتفات الذهني الذي يعني تشتت القلب، فإنّ حله يكمن في مجاهدة النفس، والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، والتفل عن اليسار.

تدبر الآيات أثناء الصلاة

من الأمور التي تعزز خشوع الشخص في الصلاة هو تدبره لآيات القرآن الكريم وفهم ما يُقرأ. وقد ذكر الله -سبحانه وتعالى- المؤمنين في قوله: (والذين إذا ذُكِّروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صمًّا وعميانًا). فالمؤمن يستشعر المعاني ويتفاعل مع الآيات، فلمّا يقرأ آية فيها تسبيح، يُسبّح، وعند قراءة آية استعاذة، يستعيذ، وإذا واجه سجدة تلاوة، يسجد.

تذكر الموت واستحضار الآخرة

يستحضر المصلّي عند بدء صلاته فكرة أن هذه الصلاة قد تكون الأخيرة له، وأنه قد يواجه الموت بعدها، مما يدفعه إلى أن يؤدي صلاته بأفضل وجه ممكن، بحضور القلب وخشوع الجوارح. وقد أوصَى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أصحابه بهذا المعنى، قائلاً: (إذا قمت في صلاتك فصلّ صلاة مودع).

الاستعانة بالله والدعاء

إنّ من العوامل المساعدة على الخشوع في الصلاة هو أن يطلب المصلّي ذلك من الله -تعالى-، مع الإلحاح في الدعاء أن يعينه الله على تحقيق الخشوع، لأن الطاعات تحتاج إلى توفيق من الله وعونه. وقطعًا، فإنّ الله -عز وجل- يستجيب للدعاء من هذا النوع، لأنه يُظهر الرغبة في التقرب إلى الله وطمعًا في الأجر العظيم.