عوامل تحول المناخ وتأثيراتها

تتعدد أسباب تغير المناخ، ويُعتبر العامل الرئيسي فيها هو الأنشطة البشرية، ولا سيما حرق الوقود الأحفوري، مما ساهم بشكل كبير في حدوث هذا التغير.

أسباب تغير المناخ

أسباب بشرية

إن الإنسان يُعتبر المسبب الرئيسي لتغير المناخ وزيادة درجات الحرارة على مر العقود الماضية. فقد أدى النمو الصناعي المتزايد إلى ارتفاع مستوى الغازات المسببة للاحتباس الحراري مثل ثاني أكسيد الكربون، وغاز الميثان، وأكسيد النيتروجين.

لذا من الضروري التعرف على الأنشطة الإنسانية الرئيسية التي ساهمت في تغير المناخ، والتي تشمل ما يلي:

إزالة الأشجار والغابات

  • تُعتبر إزالة الغابات من الأسباب الجوهرية لتغير المناخ. فعندما يقوم الإنسان بإزالة الأشجار لاستغلال الأراضي الزراعية أو لبناء العقارات، يحدث ذلك تأثير بالغ على المناخ.
  • تساعد الأشجار في امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون خلال عملية البناء الضوئي، كما تُخزن الفائض لنموها وتطورها.
  • وبالتالي، فإن إزالة الغابات تُفضي إلى زيادة مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.
  • كما أن إزالة الغابات تؤثر أيضًا على أنماط هطول الأمطار؛ فالأشجار تساعد على تنظيمها وتقلل من فرص حدوث الفيضانات والجفاف.
  • أخيرًا، فإن إزالة الغابات تُعرّي سطح الأرض من الأشعة الشمسية، مما يؤدي إلى زيادة امتصاص الحرارة.

الصناعة

  • تشكل الصناعة أحد العوامل الرئيسية التي تؤثر على البيئة وتساهم في تغير المناخ. فقد أدت الابتكارات التكنولوجية إلى استبدال اليد العاملة بالآلات، مما يزيد من الضغوط البيئية.
  • وترافق زيادة الإنتاج الصناعي مع ارتفاع استهلاك الوقود المستخدم، وبالتالي زيادة الانبعاثات المباشرة وغير المباشرة للغازات الدفيئة.
  • فضلاً عن ذلك، أدت موجات الهجرة من الأرياف إلى المدن بحثًا عن الفرص العمل إلى زيادة التلوث وزيادة بناء المنشآت، مما ساهم في إزالة الغابات.
  • هكذا، تساهم هذه العوامل في زيادة تراكم الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي، مما يؤدي بدوره إلى تغير المناخ والاحتباس الحراري.

الزراعة

  • تُعَدّ الزراعة أحد الأسباب المؤثرة في تغير المناخ، حيث قام الإنسان باستغلال الأراضي الزراعية بعد استئصال الغابات.
  • استخدم الإنسان أساليب زراعية حديثة، منها الأسمدة الاصطناعية والآلات لرفع مستوى الإنتاج.
  • هذه الممارسات أدت إلى زيادة انبعاث الغازات الدفيئة، مما ساهم في الاحتباس الحراري وتغير المناخ.
  • علاوة على ذلك، تنبعث كميات كبيرة من الغازات خلال مراحل إنتاج الغذاء المختلفة، بما في ذلك التحضير والتخزين والنقل.
  • وتنتج تربية الحيوانات غاز الميثان بسبب عمليات الهضم، بالإضافة إلى انبعاثات أخرى من زراعة الأرز.
  • إلى جانب ذلك، تسهم النفايات الكيميائية الناتجة عن الممارسات الزراعية في تفاقم أزمة تغير المناخ.

يمكنكم كذلك الاطلاع على:

الأسباب الطبيعية

قد يحدث تغير في المناخ نتيجة لأسباب طبيعية دون تدخل بشري، ومع ذلك يجب أن ندرك أن تأثير هذه العوامل على المناخ محدود جدًا. فإن التغيرات الحالية في المناخ والاحتباس الحراري لا تعود إلى الأسباب الطبيعية.

سنعرض فيما يلي بعض الأسباب الطبيعية التي قد تؤثر على تغير المناخ على المدى البعيد:

الإشعاع الشمسي

  • قد تؤثر أشعة الشمس على درجات حرارة سطح الكرة الأرضية تاريخيا، لكن هذا التأثير لا يكفي لزيادة درجة الحرارة بهذا الشكل الواضح.
  • إذ أن الشمس قد تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي وليس بالضرورة تسخين الطبقة السطحية من الأرض.

الانفجارات البركانية

  • تصدر البراكين غازات دفيئة مثل ثاني أكسيد الكربون، لكنها تنتج كميات أقل بحوالي 50 مرة مقارنة بالانبعاثات الناجمة عن الأنشطة البشرية.
  • لذا، يمكن اعتبار البراكين ليست سببا رئيسيًا في الاحتباس الحراري، بالرغم من تأثيرها الممكن على المناخ.
  • تطلق البراكين جزيئات صغيرة تُعرف بجزيئات الهباء الجوي، والتي تساهم في تبريد سطح الأرض.
  • من ثم، فإن تأثير البراكين يتمثل في القيام بتبريد الأرض بدلاً من الاحتباس الحراري.

دورات ميلانكوفيتش

  • تحدث هذه الدورات نتيجة ميل محور الأرض أثناء دورانها حول الشمس، مما يؤدي إلى تغيرات في كمية الضوء الساقط.
  • ومع ذلك، فهي لا تؤدي إلى تغيير درجات حرارة الأرض بشكل مباشر، كما أنها تحدث على مدى طويل يمتد لمئات أو آلاف السنين.
  • لذلك، لا يمكن اعتبارها السبب الرئيسي لتغير المناخ الحالي.

ظاهرة التذبذب الجنوبي

  • تحدث هذه الظاهرة نتيجة التغيرات الدورية في درجة حرارة مياه المحيط الهادئ، ومن أبرزها ظاهرة النينيو.
  • أما المرحلة التي تنخفض فيها درجة حرارة مياه البحر، فتُعرف بمرحلة النينا. هذه الظواهر تستمر لفترات قصيرة، أي عدة أشهر أو سنوات، لكنها لا تتعلق بالاحتباس الحراري المستمر الذي نشهده اليوم.