أسباب زيادة المناعة في الجسم
لا يزال السبب المباشر وراء زيادة المناعة في الجسم غير معروف، حيث لم يتم التعرف على العوامل التي تجعل الجهاز المناعي (The immune system) يخطئ في التعرف على خلايا الجسم وأنسجته ليهاجمها. بشكل عام، يؤدي النشاط المفرط للجهاز المناعي إلى ظهور العديد من اضطرابات المناعة الذاتية (Autoimmune diseases)، والتي قد تؤدي في النهاية إلى الالتهاب، ومن ثم التندب (Scarring) وتدمير الأعضاء المعنية.
لا يزال العلماء والباحثون يقفون على أعتاب فهم التأثيرات البيئية والجينية التي قد تجعل بعض الأفراد أكثر عرضة للإصابة بأمراض المناعة الذاتية. يُذكر أن في حالات الإصابة بهذه الأمراض، يقوم الجهاز المناعي بتعريف بعض أنسجة الجسم كمواد غريبة، مما يؤدي إلى بناء أجسام مضادة (Antibodies) وخلايا أخرى تقوم بمهاجمة هذه الأنسجة وتدميرها.
عوامل خطر زيادة المناعة في الجسم
توجد مجموعة من عوامل الخطر التي قد ترفع احتمالية إصابة الأفراد بأمراض المناعة الذاتية (زيادة المناعة في الجسم)، ومن بين هذه العوامل:
- التدخين:
يلعب التدخين دورًا في زيادة الالتهابات المزمنة في الجسم، مما قد يؤدي إلى تفاقم بعض اضطرابات المناعة الذاتية وأعراضها.
- الجنس:
رغم عدم وجود دليل قاطع، إلا أن النساء قد يكن أكثر عرضة للإصابة بأمراض المناعة الذاتية، ويرجع ذلك إلى الاختلافات الهرمونية بين الجنسين، وخاصة في مستويات هرموني الإستروجين (Estrogen) والتستوستيرون (Testosterone). وغالباً ما تبدأ الأمراض الذاتية بالظهور لدى النساء في فترة الإنجاب، أي بين 15 و44 سنة.
- العِرق:
يمكن أن تكون بعض أمراض المناعة الذاتية شائعة أكثر في بعض الأعراق. فعلى سبيل المثال، يُلاحظ أن مرض الذئبة (Lupus) يزداد حدة لدى الأفراد من أصول إسبانية وأفريقية، في حين أن مرض السكري من النوع الأول (Type 1 diabetes) يظهر بشكل أكبر لدى القوقازيين.
- التاريخ العائلي:
إن وجود تاريخ عائلي لأمراض المناعة الذاتية يزيد من خطر ظهورها، حيث لوحظ أن بعض العائلات لديها أفراد مصابون بمختلف اضطرابات المناعة الذاتية، بينما قد لا يظهر مثل هذا الأمر في عائلات أخرى.
- السمنة:
تعتبر السمنة عاملاً بيئياً مهماً قد يسهم في ظهور والتطور لأمراض المناعة الذاتية.
- العمر:
تبدأ بعض أمراض المناعة الذاتية في مرحلة الطفولة، مثل التهاب المفاصل اليفعي غير المعروف السبب (Juvenile idiopathic arthritis) والتهاب الجلد العضلي الشبابي. بشكل عام، تصيب معظم هذه الأمراض فئات الشباب ومتوسطي العمر.
- البيئة:
يمكن أن تلعب الظروف البيئية دوراً في ظهور أو تفاقم أمراض المناعة الذاتية، مثل التعرض للمواد الكيميائية أو الشمس، أو حتى إصابات عدوى فيروسية وبكتيرية.
- وسائل تنظيم النسل:
تحتوي بعض وسائل منع الحمل على نسبة عالية من هرمون الإستروجين؛ مما قد يرتبط بخطر متزايد للإصابة بأمراض المناعة الذاتية مثل مرض الذئبة وكرونز (Crohn’s disease)، وهذا يتطلب مزيدًا من الدراسات لتأكيد هذه الروابط.
- نقص فيتامين (د):
يظهر نقص فيتامين (د) في مستويات متدنية لدى المصابين بأمراض المناعة الذاتية. وقد أشير إلى أن انخفاض هذا الفيتامين قد يعود لأسباب مرتبطة بالاضطرابات ذاتها، ومع ذلك لم يتم إثبات فعالية مكملات فيتامين (د) في الوقاية من هذه الأمراض، بل قد يزيد تناولها من تفاقم الحالات لدى المصابين.
- النشاط البدني:
تبين أن الأفراد الذين يعانون من أمراض المناعة الذاتية ينشطون بدنيًا بشكل أقل مقارنةً بغيرهم.
- الإجهاد أو التوتر:
يعاني العديد من الذين لديهم أمراض مناعة ذاتية من مستويات مرتفعة من الإجهاد أو التوتر، والتي لم تكن موجودة سابقًا.
- عوامل أخرى: مثل:
- تعاطي المخدرات.
- استخدام بعض الأدوية.
الوقاية من زيادة المناعة في الجسم
على الرغم من أن معظم حالات أمراض المناعة الذاتية لا يمكن تجنبها، إلا أن اتباع نمط حياة صحية مثل الحفاظ على وزن مثالي وتجنب التدخين قد يساعد في تقليل خطر الإصابة.
من المهم أيضًا التشخيص المبكر والعلاج الفوري للأمراض المناعية، حيث يساعد ذلك على تقليل أو تأخير ظهور المضاعفات الخطيرة وتحسين جودة حياة الأفراد المتأثرين. جدير بالذكر أن هناك مجموعة من الفحوصات التي قد تُظهر خطر الإصابة باضطرابات معينة، مما قد يكون دافعًا لاتخاذ تدابير وقائية؛ خاصةً عند وجود تاريخ عائلي للإصابات. من هذه الفحوصات ما يلي:
- اختبار الأجسام المضادة للنواة (Antinuclear antibodies)، واختصاره ANA.
- اختبارات الغلوبولين المناعي IgA و IgG و IgM.
هل زيادة المناعة في الجسم تشير إلى الإصابة بالحساسية؟
يعتبر حدوث رد فعل تحسسي من الحالات الشائعة لفرط نشاط الجهاز المناعي. تحدث ردود الفعل هذه بسبب جينات معينة يولدها الأفراد، مما يؤدي إلى تفاعل جهازهم المناعي مع مواد عادةً ما تكون غير ضارة وتدعى مسببات الحساسية، مثل الغبار والعفن وحبوب اللقاح وبعض الأطعمة. يمكن أن يستجيب الجهاز المناعي بشكل مفرط، مُنتجًا أجسامًا مضادة تهاجم تلك المواد، مما يؤدي إلى ظهور الأعراض التالية لدى المصاب:
- حكة في العينين أو زيادة إنتاج الدموع.
- سيلان الأنف.
- حكة في الجسم.
- صوت صفير أثناء التنفس.
نظرة عن جهاز المناعة
يُعرف جهاز المناعة بأنه خط الدفاع للجسم ضد المواد الغريبة الضارة، مثل البكتيريا والفيروسات. عادةً، يقوم الجهاز المناعي بتكوين خلايا مخصصة لمهاجمة وتدمير أي مادة غريبة تدخل الجسم، مثل أدوية أو أجزاء من الفيروسات أو البكتيريا. تشمل هذه الخلايا الخاصة الخلايا الليمفاوية، المعروفة أيضًا بخلايا الدم البيضاء، بالإضافة إلى الأجسام المضادة التي تبقى أعداد كبيرة منها في الجسم حتى بعد انتهاء الأثر المسبب.