فئات مختلفة من نواقل الكوليسترول

أنواع نواقل الكوليسترول

تتكون نواقل الكوليسترول، والمعروفة أيضا بالدهون البروتينية (بالإنجليزية: Lipoproteins)، من قطرات دهنية محاطة بغلاف من الدهون المتصلة بمجموعات كيميائية تحتوي على الفوسفور، وتعرف بالدهون الفوسفورية (بالإنجليزية: Phospholipid). تتميز هذه الدهون بخصائص مزدوجة الزمر (بالإنجليزية: Amphipathic)، مما يعني أنها تحتوي على نهايات قطبية (بالإنجليزية: Polar) وغير قطبية (بالإنجليزية: Non-polar). يتم تصنيف البروتينات الدهنية بناءً على كثافتها والتنقل الكهربي (بالإنجليزية: Electrophoretic mobility) وطبيعة محتوى البروتين الصميم (بالإنجليزية: Apoprotein). في السطور التالية، نقدم تصنيفا حسب الكثافة:

  • كيلومكرونات (بالإنجليزية: Chylomicrons).
  • البروتينات الدهنية ذات الكثافة المنخفضة جداً (بالإنجليزية: Very low-density lipoproteins)، واختصارها (VLDL).
  • البروتينات الدهنية متوسطة الكثافة (بالإنجليزية: Intermediate density lipoproteins)، واختصارها (IDL).
  • البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة (بالإنجليزية: Low-density lipoproteins)، واختصارها (LDL).
  • البروتينات الدهنية مرتفعة الكثافة (بالإنجليزية: High-density lipoproteins)، واختصارها (HDL).

كيلومكرونات

تُعتبر الكيلومكرونات بروتينات دهنية كبيرة غنية بالدهون الثلاثية (بالإنجليزية: Triglyceride)، تنتج من الدهون المكتسبة من الطعام، مثل الأحماض الدهنية (بالإنجليزية: Fatty acids) والكوليسترول في الخلايا المعوية (بالإنجليزية: Enterocytes). تُعد هذه البروتينات الدهنية الأكبر حجماً والأقل كثافةً مقارنة بباقي الأنواع، حيث تبلغ كثافتها أقل من 0.95 غم/مل ويترواح قطرها من 100-1000 نانومتر. تحتوي الكيلومكرونات على أعلى نسبة من الدهون الثلاثية، تتشكل من نواة دهنية تتألف بشكل رئيسي من الدهون الثلاثية، بالإضافة إلى الكوليسترول والدهون الفوسفورية. يتمحور دورها في نقل الدهون والكوليسترول من الأمعاء إلى العضلات والخلايا الدهنية والكبد:

  • يُنتج الكيلومكرون بروتينات في الكبد.
  • تلتف بروتينات الكيلومكرون حول الكوليسترول والدهون الغذائية وتنقلها عبر الأوعية الليمفاوية المعوية إلى الأوردة الكبيرة.
  • تلتصق الكيلومكرونات بجدران الأوعية الدموية الدقيقة (الشعيرات الدموية) داخل العضلات وخلايا تخزين الدهون في أنحاء مختلفة من الجسم.
  • تُهضم الدهون في هذه المواقع، مما يؤدي إلى بقاء الكوليسترول، والذي يشكل ما يُعرف بقايا الكيلومكرونات.
  • تنتقل بقايا الكيلومكرونات إلى الكبد، حيث يتم استقلاب الكوليسترول.

البروتين الدهني ذو الكثافة المنخفضة جداً (VLDL)

يتم إنتاج البروتين الدهني ذو الكثافة المنخفضة جداً في الكبد ويطلق في مجرى الدم لتزويد الأنسجة بالدهون الثلاثية. يتكون تقريباً نصف تكوينه من الدهون الثلاثية، بالإضافة إلى الكوليسترول والبروتينات، ولكن بنسب متفاوتة. عندما يُنتقل VLDL إلى البلازما، فإنه يتحول أولاً إلى بروتين دهني متوسط الكثافة، ثم إلى بروتين دهني منخفض الكثافة. يرتبط ارتفاع مستويات كوليسترول VLDL بظهور ترسُّبات اللويحات على جدران الشرايين، مما قد يؤدي إلى تضييق مجرى الدم. تتراوح كثافة VLDL بين 0.950-1.006 غم/مل ويكون قطره بين 30-80 نانومتر.

البروتينات الدهنية متوسطة الكثافة (IDL)

تتراوح كثافة البروتينات الدهنية متوسطة الكثافة بين 1.006-1.019 غم/مل، ويترواح قطرها من 25-50 نانومتر. تُعتبر هذه البروتينات أقل كثافة من LDL وأكثر كثافة من VLDL. عند تكسير الدهون الثلاثية في جزيء VLDL، يؤدي ذلك إلى حدوث تغيير في نسبة البروتين إلى الدهون، مما يجعل الجزيء أكثر كثافة. تتطور IDL تدريجياً إلى LDL مع انتقال الكوليسترول والدهون الثلاثية إلى مزيد من الخلايا.

البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة

غالباً ما يُشار إلى كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة كـ “الكوليسترول الضار” بسبب تجمعه في جدران الأوعية الدموية، مما يزيد من فرص ظهور مشاكل صحية مثل النوبات القلبية أو السكتات الدماغية. يمارس البروتين الدهني منخفض الكثافة دوراً مهماً في نقل جزيئات الدهون مثل الدهون الفوسفاتية والكوليسترول والدهون الثلاثية في جميع أنحاء الجسم. تتراوح كثافته بين 1.019-1.063 غم/مل، وقطره بين 18-28 نانومتر.

البروتينات الدهنية مرتفعة الكثافة (HDL)

يُعرف كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة بـ “الكوليسترول الجيد”؛ لأنه يُساعد على إزالة أشكال الكوليسترول الضارة من الدم. تتراوح كثافتها بين 1.063-1.121 غم/مل وحجمها بين 5-12 نانومتر. يوصى بأن يزيد مستوى HDL عن 40 مجم/ديسيلتر، ويفضل أن يكون أعلى من 60 مجم/ديسيلتر. تميل المستويات المرتفعة من HDL إلى تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب، بينما تساهم المستويات المنخفضة من HDL في زيادة هذا الخطر. يعتقد الخبراء أن HDL يساهم في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب بطرق عدة، نذكر منها:

  • إزالة الكوليسترول الضار.
  • نقل الكوليسترول الضار إلى الكبد لتكسيره وإعادة تدويره.
  • المساعدة في تنظيف الجدران الداخلية للأوعية الدموية والحفاظ على صحتها، حيث يُعتبر تلف هذه الجدران الخطوة الأولى نحو تصلب الشرايين، مما يؤدي إلى النوبات القلبية والسكتات الدماغية.

تشمل العوامل التي تساهم في زيادة مستوى HDL:

  • اختيار الدهون الصحية والأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة مثل زيت الزيتون وزيت جوز الهند والأسماك الدهنية، والابتعاد عن الأطعمة الغنية بالدهون المتحولة الضارة.
  • ممارسة الرياضة بانتظام.
  • الإقلاع عن التدخين.

فحص مستوى الكوليسترول في الدم والعوامل المؤثرة فيه

يمكن قياس مستوى الكوليسترول، بما في ذلك مستوى LDL، من خلال اختبار الدم. يعتمد عدد مرات إجراء هذا الفحص على العمر، وعوامل الخطر، والتاريخ العائلي لارتفاع الكوليسترول. نستعرض فيما يلي بعض العوامل التي قد تؤثر على مستوى LDL في الدم:

  • النظام الغذائي: تؤدي الدهون المشبعة والكوليسترول في الأغذية إلى ارتفاع في مستوى الكوليسترول بالدم.
  • التدخين: قد يؤدي التدخين إلى زيادة مستوى LDL، عن طريق تقليل مستوى HDL، والذي يعزز من تقليل مستويات LDL في الدم.
  • الوزن: زيادة الوزن قد تساهم في رفع LDL وتقليل HDL، مما يزيد من نسبة الكوليسترول الكلي في الدم.
  • النشاط البدني: قلة النشاط قد تؤدي إلى زيادة الوزن، مما قد يرفع مستوى البروتين الدهني منخفض الكثافة.
  • العمر والجنس: تزيد مستويات الكوليسترول مع التقدم في العمر، ومعروف أن مستويات كوليسترول الدم لدى النساء قبل انقطاع الطمث تكون أدنى منها لدى الرجال، ولكنها تميل إلى الارتفاع بعد انقطاع الطمث.
  • الأمراض: بعض الأمراض قد تؤدي إلى ارتفاع مستوى LDL، مثل فيروس نقص المناعة البشرية والأمراض المزمنة.
  • الأدوية: بعض الأدوية، مثل الستيرويدات وبعض أدوية ضغط الدم، قد تؤدي إلى ارتفاع مستوى LDL.
  • العوامل الوراثية: يمكن أن تحدد الجينات الخاصة بالفرد مستويات الكوليسترول، حيث يمكن أن يتوارث ارتفاع نسبة كوليسترول الدم في العائلات.
  • العرق: بعض الأجناس مثل الأمريكيين من أصل أفريقي قد يظهرون مستويات كوليسترول أعلى مقارنة بغيرهم.

أهمية الدهون البروتينية

تلعب الدهون البروتينية دوراً حيوياً في الجسم، ومن وظائفها:

  • امتصاص ونقل الدهون الغذائية عبر الأمعاء الدقيقة ومن الكبد إلى الأنسجة المحيطية.
  • نقل الدهون مثل الكوليسترول والدهون الثلاثية عبر الدورة الدموية.
  • تجنب السمية عن طريق نقل الأحماض الدهنية الكبيرة من الوجبات على شكل دهون ثلاثية.
  • تحمل المركبات الضارة من مناطق العدوى، كوظيفة ثانوية للدهون البروتينية.

فيديو عن أنواع نواقل الكوليسترول

يتناول الفيديو أنواع نواقل الكوليسترول.