فوائد صلة الرحم في الدنيا والآخرة

فوائد صلة الرحم في الدنيا والآخرة

فوائد صلة الرحم في الدنيا والآخرة لا تُعد ولا تُحصى، فالله سبحانه وتعالى لم يأمرنا بشيءٍ بشكل واضح إلا لما به من فائدة لا تُوصف، فقد خُلق البشر ليعيشوا في جماعات، لا لكي يتفرقوا ويعيش كل فردٍ منهم بوادٍ، ولأن الاهتمام بوصل الأرحام بلغ هذه الأهمية.. سيعرضها لكم موقع سوبر بابا لتتبينوا عِظَم الأمر.

فوائد صلة الرحم في الدنيا

صلة الرحم في الدنيا لها قيمة اجتماعية كبيرة، فالبشر يألفون بهذا الوصل أحيانًا، وبأكثر من وقت يكون لهم عونًا بشدتهم، ويتجلى هذا بكثيرٍ من المواقف.

أولًا: زيارة المريض

لا شك أن الإنسان الطبيعي حين يمرض لا يكون كل همّه أن يجد من حوله الأقرباء والأحبة مواسين، إنما شعوره بأنهم معه هو ما يُسعد قلبه ويجعله يتماثل للشفاء سريعًا لأجلهم، الإنسان يفرح حين يُدرك أنه يُشكل فارقًا مع المحيطين.

الدوبامين.. هرمون السعادة يُساعد الجروح على الاستشفاء، ويُسكن الألم، والمريض الوحيد يقتات الحزن على وجعه الجسديّ، لا يجد من يسقيه شربه ماء، أو يطعمه، وهذا ليس من ديننا الحنيف الذي حثنا على صلة الرحم.

فعن عليٍّ، قالَ: “ما مِن رجلٍ يعودُ مريضًا مُمسيًا، إلَّا خرجَ معَهُ سَبعونَ ألفَ ملَكٍ يستَغفرونَ لَهُ حتَّى يُصْبِحَ، وَكانَ لَهُ خريفٌ في الجنَّةِ، ومن أتاهُ مُصبحًا، خرجَ معَهُ سبعونَ ألفَ ملَكٍ يستغفرونَ لَهُ حتَّى يُمْسيَ، وَكانَ لَهُ خَريفٌ في الجنَّةِ” صحيح أبي داوود.

اقرأ أيضًا: حوار بين الأم وابنتها عن صلة الرحم

ثانيًا: مجاملات الأعراس

يتفاخر الناس بمثل هذه المناسبات السعيدة بوجود الأهل والأحباب جوارهم، فيشعرون أنهم ليسوا وحيدين، وأن لديهم من يبيض وجوههم دائمًا.

الحقيقة أنه كما أن الحزن والألم يكون بشعًا إذا مرّ به الإنسان وحيدًا، كذلك الفَرْح لا يكون إلا حين يُشارك مع الأهل والأحباب، لذا تتجلى فوائد صلة الرحم في الدنيا بألا نفوت أبدًا هذه المناسبات، لما تتركه من أثرٍ طيب في نفوس من نودهم.

ليس هذا من باب الزيادة إذا أحب العبد ذلك، إنما هي من أوامر الله تعالى، قال سبحانه في سورة البقرة: “وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنكُمْ وَأَنتُم مُّعْرِضُونَ (83)”

ثالثًا: واجب العزاء

تظهر فوائد صلة الرحم في الحياة في هذا الموقف بالذات، حيث لا مكان لمجاملة، ولا حتى عداء، كل ما الإنسان بحاجة إليه هو أن يجد كتفًا يبكي عليها فقيده إلى أن تهدأ روحه ويبدأ بتقبل الحدث رويدًا.

أساسًا حين يُفقد العزيز سيشعر الفاقد وكأنما الدنيا ما بات بها أصحاب ولا أحباب، فما بالك لو وجد نفسه فعليًا وحيد! وليس فقط محض شعور غزله الحزن في رأسه.. لهذا أكّد سبحانه على ضرورة صلة الأرحام.

يأتي تأكيدًا على هذه القيمة ما ورد عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “حَقُّ المُسْلِمِ علَى المُسْلِمِ خَمْسٌ. وفي رواية: خَمْسٌ تَجِبُ لِلْمُسْلِمِ علَى أخِيهِ: رَدُّ السَّلامِ، وتَشْمِيتُ العاطِسِ، وإجابَةُ الدَّعْوَةِ، وعِيادَةُ المَرِيضِ، واتِّباعُ الجَنائِزِ” صحيح مسلم.

رابعًا: مساعدة المحتاج

حين أمر الله تعالى بأن يكون للمسكين حقٌ في مال الغني، أضاف أن يكون هذا العطاء دائمًا للقريب قبل الغريب، لمن هم صلة أرحامنا، ولله في شؤون عباده حكم.. فيأمرنا بالفعل ويُراد به زيادة الألفة ومساعدة المحتاج بوقت واحد.

قال تعالى في سورة النساء: “وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا (36)”.

اقرأ أيضًا: كلمة عن صلة الرحم للإذاعة المدرسية

خامسًا: مُشاركة الطلعات

تلك الأوقات المرحة، التي لا يكون الواحد منّا يحمل في الدنيا همًا وقتها، يكون اللعب هو المسيطر على الموقف، والضحك هو الثمرة الفُضلى وقتها، فمن فوائد صلة الرحم بحياتنا أنها هي ما تُعطينا هذه الأوقات التي لا تعوض.

فلا يمكنك أن تجد مثل هذا المرح سوى في التجمعات الكبيرة، فالمرح والضحك يتناسب طرديًا مع عدد الأصحاب والأحباب، وهُنا تمامًا تتجلى أمامنا فائدة صلة الرحم بحياتنا.

سادسًا: القدوة الحسنة

الفرد منّا، خاصةً إذا كان صغير السن، يظل دائمًا في حاجة إلى قدوة يمتثل إليها، تكون هي ما يود أن يكونه يومًا ما، قد يتواجد هذا بمساحة الأسرة الصغيرة، إلا أنه بالعائلة يمكنك إيجاد الأفضل دومًا، حيث تفاوت الأعمار الضخم، والتخصصات والمهن.

ذلك يُساعد على تطور الفرد مع الوقت، إلى أن يصبح لدينا  أفراد فعالين بشكل واضح، وقتها يصبح المجتمع أفضل، والبيئات أكثر تقدمًا ورُقيًا.

سابعًا: قيمة السند

يُذكر هُنا دائمًا حين يقع أحدهم بمأزق مع الشرطة مثلًا، ويصبح الأمر حله مستحيلًا، إلى أن يأتي قريبك المحامي أو الضابط، ويتم إنقاذ الموقف سريعًا.

لا ريب أن الإنسان أيضًا حين يمر بضائقة مادية، سيشعر فعليًا أهمية العائلة والسند وصلة الرحم حين تنتهي مشكلته قبل حتى أن يبكي عليها.. خُلق البشر ليكونوا عونًا بمثل هذه الأمور، وصلة الرحم هي أكثر ما يُفيد بإعلاء هذه القيمة.

ثامنًا: بسط الرزق

قال -صلى الله عليه وسلم-: “مَن سَرَّهُ أنْ يُبْسَطَ له في رِزْقِهِ، أوْ يُنْسَأَ له في أثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ” صحيح البخاري.

هذا يعني أنها تقع بذات الفائدة الدنيوية مع الصدقات، حيث يزيد الله من رزقك طالما وصلت رحمك.

أهمية صلة الرحم في الآخرة

تظهر جليًا لنا فوائد صلة الرحم في الآخرة حين نرى أنها أمر الله تعالى ونبيه صلى الله عليه وسلم، لذا فتاركها يأثم ويحيد عن طاعة الله، فقد ورد عن أبي هريرة:

“إنَّ اللهَ تعالى خَلق الخلقَ، حتَّى إذا فرغَ مِن خلْقِه قامتِ الرَّحِمُ، فقال: مَهْ ؟ قالَت: هذا مَقامُ العائذِ بكَ من القَطيعةِ، قال: نَعم، أمَا ترضَيْنَ أن أصلَ من وصلَكِ، وأقطعَ مَن قطعَكِ؟ قالَت؟ بلَى يا ربِّ! قال فذلكَ لكِ” صحيح.

الحديث يشير كذلك إلى أن صلة الرحم تعمل على زيادة الصلة مع الله، فهي معلقة بالعرش، والعبد الذي يصل رحمه هو بالتأكيد يدخل في رحمة الله والعكس.

حتى أن بها تُغفر الذنوب جميعًا، فقد ورد عن عبد الله بن عمر: “أنَّ رجلًا أتَى النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ فقالَ يا رسولَ اللَّهِ إنِّي أصَبتُ ذنبًا عظيمًا فَهَل لي مِن تَوبةٍ قالَ هل لَكَ مِن أمٍّ ؟ قالَ : لا ، قالَ : هل لَكَ من خالةٍ ؟ قالَ : نعَم ، قالَ : فبِرَّها” صحيح الترمذي.

أمّا الذي لا يتوقعه الكثيرين أنها عملٌ يدخل صاحبه الجنة، حيث ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم-:

“أنَّ رَجُلًا قالَ للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أخْبِرْنِي بعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الجَنَّةَ، قالَ: ما له ما له. وقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أرَبٌ ما له، تَعْبُدُ اللَّهَ ولَا تُشْرِكُ به شيئًا، وتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وتُؤْتي الزَّكَاةَ، وتَصِلُ الرَّحِمَ” صحيح البخاري.

اقرأ أيضًا: حوار بين مصلي وغير مصلي

كيفية صلة الرحم

بات واضحًا الأهمية القصوى لصلة الرحم، سواء بالدنيا أو الآخرة، لذا من الطبيعي أن يحاول الإنسان وصلها ما دام يستطيع ذلك، ويمكنه اتباع بعض الوسائل.

  • الاتصال هاتفيًا بود والسؤال عن الأحوال والصحة.
  • زيارات عائلية، مع بعضٍ من الحلويات التي يفضلها أهل المنزل.
  • الالتزام بآداب الزيارة كي لا يضيقوا بك.
  • إرسال الهدايا في المناسبات السعيدة، أو الذهاب بنفسك لتسليمها.
  • التأكد من صحتهم من وقت لآخر وزيارتهم وقتما يمرضون.

أهمية صلة الرحم ليست بالقليلة، لذا بات من المفروض علينا أن نصلها لنأخذ كبير الحظ بالدنيا، والحظ الأكبر بالآخرة.