إدارة العيون الساحرة
أُديرُ العيونَ الساحرةَ أمامي
وأشكو إليها مكر إنسانها لي
قتلنَ ومن أين القتيل بألسُن
التي تصل السحر بالمصيرِ آمالاً
صرحٌ مشرقٌ على الوادي المباركِ
يظهر أعلامه وأضواءه
السحرُ من سُود العيونِ أسقطني
والبابليةُ بلحظهن أضعفني
وكلمــن بالأَلحاظِ مجموعةً جميلةً
فكانت علاماتٍ تترسخ في القلوب
مضيئة، كالعتيق المُفضل
ساحات فضل في رحاب السخاء
وكأن رفرفه رواقٌ من زهور الصباح
وكأن حائطه عمودُ ضوء الفجر
أحببتك ذات الخالِ، والحبُّ حالة
إذا أرّقَت القلب، لم يدري ما بها
الحقُّ خلف جناحٍ يتنفسه
ومرشدي الملك خلف جناح
وأنتِ دنيا القلب مهما أكرَمتِ به
جئتِ لكِ مملوءاً من الوِجد وفَاءً
تسري ملمحة الحجول على التلال
وتسيل غُرّتها في كل فناء
قالت: هل ترى نجمَ البيان؟ بل
وتعرض لرجالٍ في مواكب مستمرة
اجتمعتِ الأحزابُ بعد تصدّع
لبّى أذانَ الصلح أول مرفرفٍ
تأكيدًا ولا يفوت جديد الطلب
ومشى الودادُ تحت الضغن الثائر
وجرت أحاديث العتاب كأنها
جلسة على الأوتار والكؤوس
إن هذا الفتحَ لم يسبق له مثيل
على ضفاف النيل من عهد الفتاح
جميلٌ عليهم زينةُ الثياب
فقد تلقّت الحياة فلم تُحِد
ترمي بطرفك في الجامع فلا ترى
سوى التعانق واشتباك الأيدي
جئتنا بالمشاعر والأحاسيس
جئتنا بالمشاعر والأحاسيس
وتوزعت الحظوظُ بين العشاق
وهزّزْنَ القنا قُدوداً، فأَبلى
كل قلبٍ مستضعف وخافق
حبذا القسم في المحبين قسمي
لو يلاقون في الهوى ما يقي
حيلتي في العشق وما أتمناه
حيلة الأذكياء في الأرزاق
لو كوفئ المحبُّ عن شوقه
لجُزيتُ الكثيرَ عن شوقي
وطالبة لم تزدها الغربة إلا
غرائب الأخلاقِ في الحسن
ذقت منها حلواً ومراً، وكانت
لذةُ الحب في اختلاف النكهة
ضربت موعداً، ولكن عند اللقاء
فرّقتني قائلة: فيما التلاقي؟
قلت: ما هكذا يكتب المواثيق، قالت:
ليس للغانيات من ميثاق
عطفها نحافتي، وشجاها
شفيعٌ مُبدعٌ من الآماق
فأرَتني الهوى، فقالت: خشينا
والهوى جزءٌ من الإشفاق
يا فتاةَ العراق، أكنُّ من أنتِ
وأُكنّي عن حبكم بالعراق
لي قوافٍ تعفُ عن الحب إلا
عنْكِ، سارت جوائبي في الآفاق
لا تتمني الزمان منا المزيد
إن تمنيت أن تفكي وثاقي
حملي في الحب ما شئتِ إلاَّ
حادث الفراق أو عائق الفراق
واسمحي بالعناق إن رضى الخيال
وسامحت فانياً في العناق
لقد لامني يا هندُ في الحب لائم
لقد لامني يا هند في الحب لائمٌ
مُحبٌّ إذا عُدَّ الأصحابُ حبيبُ
فما هو بالواشي على مذهب الهوى
ولا هو في شعائر الود مُريب
وصفت له من أنتِ، ثم حدثنا
حديثٌ يهمّ العاشقين عجيب
وقلت له: صبراً؛ فكل أخٍ هَوَى
على يد من يهْوى غداً سيتوب
تأتي الدلال سجية وتصنعاً
تأتي الدلالَ سجيةً وتصنعاً
وأراك في حالَيْ دلالك مُبدعاً
تهْ كيف شئت؛ فما الجمالُ بحاكم
حتى يُطاع على الدلال ويُسْمَعا
لكَ أن يروعك الوشاة من الهوى
وعليّ أن أهوى الغزالَ مُروَّعاً
قالوا: لقد سمع الغزالُ لمن وشَى
وأقول: ما سمع الغزالُ، ولا وعي
أنا من يحبك في نفارك مُؤنساً
ويحبُّ تِيهكَ في نجومك مطمعاً
قدّمتُ بين يديّ أَيّامَ الهوى
وجعلتُها أملاً عليكِ مُضيّعاً
وصدقتُ في حبي، فلست مُبالياً
أن أمنحَ الدنيا بهِ أو أمنعها
يا من جرى في حبكِ إلى الهوى
خالصاً، ودار بوجنتيك مُشَعشَعاً
الله في كبدٍ سقيتَ بأربع
لو صبَحُوا رضوى بها لتصدّعت
يا ناعماً رقدت جفونه
يا ناعماً رقدت جفونه
مُضناكَ لا تهدأ شجونه
حملَ الهوى لك كلَّه
إن لم تعنه فمن يعينه؟
عد مُنعماً، أو لا تَعُدْ
أودعتَ سركَ من يصونُه
بيني وبيك في الهوى
سببٌ سيجمعنا متيناً
رشأ يعاب الساحرُ
ون سحرهم، إلا جفونه
الروحُ ملك يمينه
يَفديه ما ملكتْ يمينه
ما البانُ إلا قدّه
لو تيمتْ قلباً غصونه
ويزين كلَّ يتيمة
فمُه، وتحسبُها تزينه
ما العمرُ إلا ليلةٌ
كان الصباح لها جبينه
بات الغرامُ يَديننا
فيها كما بتنا ندينه
بين الرقيب وبيننا
وادٍ تباعده حزونُه
تغتابه ونقول: لا
بقي الرقيبُ ولا عيونه
الله في الخلق من صب ومن عانى
الله في الخلق من صبٍ ومن عانى
تفنى القلوبُ ويبقى قلبكِ الجاني
صوني جمالكِ عنا إننا بشرٌ
من التراب، وهذا الحسن روحاني
أو فابحثي عن فلك يأوينه ملكاً
لم يتخذ شركًا في العالم الفاني
ينساب في النور مشغوفاً بصورته
منعماً في بديعات الحلى هاني
إذا تبسم، أبدى الكون زينته
وإن تنفّس أهدى طيبَ رَحِيل
وأشرقي من سماء العز مشرقاً
بمنظرٍ ضاحكٍ دافئٍ فتان
عسى أن تكفّ دموعٌ فيكِ هامِيةٌ
لا تطلع الشمس والأنداء في آن
يا من هجرت إلى الأوطان رؤيتها
فرحتُ شوقاً لمشتاقٍ لأوطان
أَتذكرين حنيني في الزمان لها
وسكبي الدمعَ من تذكارها قاني؟
وغبطي الطير ألقاه أصيح به:
ليت الكريم الذي أعطاك أعطاني!
ردت الروح على المضنى معك
رُدَّت الروحُ على المُمزق معك
أحسن الأيام يوم أرجعك
مرّ من بُعدِك ما روعني
أَتُرى يا حلوة بُعدي روعك؟
كم شكوت البيْن بالليل إلى
مطلع الفجر عسى أن يطلعك
وبعثتُ الشوقَ في ريح الصبا
فشكا الحرقة مما استودعك
يا نعيمي وعذابي في الهوى
بعذولي في الهوى ما جمعك؟
أَنت روحي ظلم الواشي الذي
زعم القلبَ سلا، أو ضيَّعك
موقعي عندك لا أعلمه
آهِ لو تعلمُ عندي موقعك!!
أَرْجَفوا أنك شاكٍ مُوجعٌ
ليت لي فوق الضنا ما أوجعك
نامت العيون، إلا مقلة
تسكب الدمع، وترعى مضجعك