قصائد تتناول موضوع الفراق والهجر

الهجر وآثاره

يعكس الهجر تأثيراً عميقاً ومؤلماً على النفس البشرية، لاسيما عندما يكون الغائب من أحبائنا. يرافقنا الألم والحزن، ويظل الحنين يلاحقنا في كل مكان. لقد تمكن الشعراء من التعبير عن مشاعر الفراق وذكريات الأحبة من خلال قصائد حزينة، وفي هذا المقال نستعرض بعض من أجمل الأبيات الشعرية التي تتحدث عن الهجر.

قصائد عن الهجر للبحتري

هجر الحبيب، فمت من شغف

لما حرمت عزيمة الصبر

فإذا قضيت فناد يا حزني

هذ قتيل الصد والهجر

والبدر في حل وفي سعة

من سفكه دم عبده الحر

قصائد عن الهجر

فرقتني ذكريات الهجر، وحددت الأجل

لا أريد الهجر، قل لي إنك راحل

فالهجر لا تعتبره مسألة بسيطة

إنه جرح مؤلم لقلب العاشق الهايم

شفاهك مصدر دمعي وعيني تستمد الحياة

لكن تعود أن تتوقف في زمن الجفاء

لا تجهل الحب، حتى إذا غلبه الجهل

افتح جناح الهجر، يا طيري الحائر

اذهب وفي قلبك ذكرياتي والوقت يعلمها

وقد تعلمت من دروس الزمن القاسي

أنهار الزمن تطمس دموعي وأنا قائم

بهذا المصير أحكم على شوقي الأبدي

قد يبتعد الإنسان عن أهله، لكن قلبه يعود لهم دائماً

قصائد عن الهجر للمتنبي

الحُبُ لا يمنع الألسُن عن الكلام

وألذ شكاوى العاشق لم تعلن بعد

ليت الحبيب الهاجر هجر كالماء

بدون جرمٍ، وإيصال النهاية المعذبة

نمنا، ولو كنت تعرفنا لم تكن غريباً عنّا

وجميلة أنفاسنا حتى كدت تشفق علينا

أفدي تلك الودّاعة، التي تتابعت نظراتي إليها

بين زفرات الأيام

أنكرت أن أواجه الحوادث مرةً

ثم اعترفت بها وصارت جزءاً من حياتي

وخطى في الدنيا مستوحش وأنا في أوج الربيع

فوقفت في موضع العطاء

بلغت من حلمي ما تمنيت دون انتباه

لأبي الحسين، الذي يكفيه تذكره فحسب

والشجاعة أغنته عن ذِكرها

نحن نعتمد على قلوبنا، فرغم أسلحتها الكبيرة

تظل الأمور حادة مثل الطعنة في الخلف

فالتيقن يقضي على شكل الأمور اللاحقة

يتفزع الجبار من هجماته المفاجئة

ويبقى في وحدته كأنه مُكفّن

يُفيد بالإرادة، فهذا هو مصيره

وعليه أن يقترب من المآسي

يجد الحديد خفيفاً أكثر من غلاف الجلد

وأمرّ من فراق الأحبة في عينه

لا يستكن الرعب، ولا الخير يغلب عليه

أستنبط كل المعارف مما سيأتي

كأن ما يحدث قد كُتب لنا قبل الأوان

الأفهام تتقاصر عن إدراك ما هو ملوك الفلك والدنيا

من ليس من قتلاه هو من أحرز طليقته

عندما عدتينا من السواحل نحوك

عانت حتى وحشة من قربنا

طريقك مزدهر، ولم أجد مكاناً

إلا وأحاط به الشذا

لو أن الأشجار التي قابلتها تعلم

مدت إليك الأغصان لتعانقك

سلكت تماثيل القباب الجن من شوق

فأدرنا عيوننا إليك

تسجد القوارب، ظننا أنه

لو لا الحياء لراقصتنا

أقبلت مستبشراً والخيل عابسة

تجري في الحلبة المفتوحة

ربطت سنابكها لتواجهنا

وأنت وحدك، والقلوب تطلق أشواقًا

في محنة بين الموت والرغبة

فأعجبتني حتى رأيت ما لم أره من النور

إنني أراك بين المكارم جيشًا

في عسكرٍ ومن المعادن أعظمنا

وتحلت الأفئدة بما جاء منك

ولم تخف مما يُخاف من العواقب

فالفراق أصبح لي عذابًا

ليس ما عانيتُ هينًا حتى أستطيع تحمله

فاغفر لي وما دمت تُحبني من بعدها

تخصني بعطيةٍ، فإني أستحقها

وكأني المُشير إليك في لعبة

فالأحرار مختبرون بأولاد الزنى

وإذا ألقى الفتى الكلام فمعرضاً

في مجلسٍ يسحب الكلام

ومكائد السفهاء تقع عليهم

وعداوات الشعراء ذنوب

لعنة المقارنة بين اللئيم

فهو ضيف يخسر من الندامة

غضب الحاسد إذا قابلتك وهو راضٍ

أقل وطأً على نفسي من أن يُوزن

أصبح ما كان برفقة ربك مُنكر

لا أحد مثلنا بفعل فضلك مؤمن

خلت البلاد من الغزالات في لياليها

فأعاضك الله كي لا تحزن

قصائد عن الهجر لابن سهل الأندلسي

يا جامع الشمل بعدما افترقا

قدر لعيني بلقاء من أحب

ويا منقذ المحب من ألم الفراق

عجل بالإيصال واذهب بالفرقة

عاف من السقم المبتلى بالحب

فما نفع فيه عوذة ورفيع

أجر بوصل الحبيب قلباً من الهجر

وافتح الطرقات بأمان

ولا تصب الفراق على ضعفي

فما لي في الفراق من بقاء

ولا تؤاخذني، فلست الأول من وثقنا

أنا الذي رَامَ الهجران وأحب

لكن لم أحصل على ذلك الاتصال

هل من الممكن الصبر لغير الحب؟

أحبتي، ما الذي أضرَّ بكُمْم

وقربي بعد الفراق لو اتفقنا

اجعلوا العواطف تأتينا!

نضو سقام، نحن على فراش اللقاء

حسبتُ يوم وداعم أن قلبي معي

ولم أعلم أنه سيُسلب مني

إن فؤادي فرط شوقكم

صادف نار الغرام فاحترق

وإنني أراقب عيوني من العطش

إنسان عيوني يغرق في دموعها

قد أظلمت حياتي، ولا أرى سواكم

إلّا بكُم مشرقاً لها الأفق

فأسأل الله أن يُعيدكم

ويجمع الشمل بعد الفراق