أريد الحياة لفاروق جويدة
أرغب في الحياة كما الربيع وفجر جديد،
وحلم يلامس السماء.
ما الجدوى من قيود السنين،
التي تعيق الطموحات والآمال؟
هل ترغب بالفعل في سجن واسع،
يموت فيه الوفاء وسط الذكريات؟
أريد الحياة كطائر حر،
يستطيع رؤية الشمس كبيت له، ويشعر بالعمر كالماء.
أريدك أن تكوني صباحًا لكل شيء،
فلنكتفِ بليل الشقاء والخوف!!
فلسفة الحياة لإيليا أبو ماضي
أنتَ أيها الشاكي، وما بك من داء،
كيف ستصبح إذا كنت مريضًا؟
إن أشرّ الجناة هم تلك النفوس،
التي تتوقى الرحيل قبل أن تغادر.
ترى الشوك في الزهور، وتغفل
عن الندى الذي يتلألأ فوقها.
إن تحمل الحياة كعبء ثقيل،
فمن يظنّ أن الحياة عبء يتحمله،
والذي يعيش بدون جمال،
لا يرى في الوجود شيئًا بديعًا.
ليس هناك من هو أشقى ممن يعتبر العيش مرًا،
ويظن المتع فيه مجرد فضول.
الأشخاص الأكثر حكمة في الحياة،
هم من عالجوا تحدياتها وأحسنوا التعامل معها.
استمتع بصباحك ما دمت فيه،
لا تخف أن يفوتك حتى يغيب.
وإذا ما أظلت همومك رأسك،
اختصر بحثك حتى لا يطول.
قد فهمت معانيها طيور الجبال،
فمن العار أن تبقى جاهلاً.
ما تراها والحقل ملك غيرها،
جعلت منه مسرحًا وملاذًا.
تتغنّى، فيما الصقر يسيطر على الأجواء،
فيما صيادوها يراقبونها.
تتغنّى وقد رأت بعضها يُنقَضُ عليه،
ونه البعض يواجه مصيره.
تتغنّى، وعمرها دون السنة،
أفلا تبكي وقد تكون حياتها طويلة؟
فهي فوق الأغصان، في فجر جديد،
تتلو ألحان الحب والشوق.
وأحيانًا على الثرى تستقر،
تبحث عن حبات القمح أو تجرّ التيولا.
كلما كثرت السكون،
صفّقت للأغصان حتى تميل.
فإذا غابت الشمس عن الجبال،
توقفت تناجي الأصيل.
فأطلب السعادة مثلما تطلبها الطيور،
في حر الظهيرة، تحت ظل شجرة.
وتعلّم حب الحياة منها،
واترك حديث الناس وقصصهم.
فالذي يتجنب الانتقادات،
يرى في الجميع شيئًا من الدروس.
أنت للأرض في البداية والنهاية،
كنت ملكًا أو عبدًا ذليلًا.
لا يوجد خلود تحت السماء لأي كائن حي،
فلماذا تسعى لما هو بعيد المنال؟
كل نجم يتجه نحو الأفق، لكن
آفة النجم هي الخوف من الأفول.
على هذه الأرض لمحمود درويش
على هذه الأرض ما يستحق الحياة: تردّد إبريل، ورائحة الخبز الصباحي،
في الفجر، آراء امرأة في الرجال، نصوص أسخيلوس، أولى
الحب، عشب على حجر، أمهات يقفن على أنغام الناي، وخوف
الغزاة من الذكريات.
على هذه الأرض ما يستحق الحياة: نهاية أيلول، امرأة
تترك الأربعين بكامل أشعتها، ساعة الشمس في السجن، سحاب يُحاكي
سربًا من الكائنات، هتافات الشعب لمن يواجهون مصيرهم
بابتسامة، وخوف الطغاة من الأغاني.
على هذه الأرض ما يستحق الحياة: على هذه الأرض، سيدة
الأرض، أم البدايات وأم النهايات. كانت تُسمى فلسطين، ولا تزال
تُسمى فلسطين. سيدتي: أستحق الحياة، لأنك سيدتي، أستحق الحياة.