الحب الحقيقي
الحب هو شعور عميق يربط شخصاً بآخر، ويُعرَف الحب الحقيقي بأنه تجسيد صادق لهذا الشعور من خلال الأفعال والوعود التي تُثبت الالتزام، حتى لو فرقت بينهم المسافات. في هذا المقال، سنستعرض مجموعة من الأبيات الشعرية الجميلة التي تتناول موضوع الحب الحقيقي.
قصائد نزار قباني عن الحب
تلومني الدنيا إذا أحببتُه،
كأنني أنا من أوجد الحب واخترعته.
كأنني رسمته على خدود الورد،
وكأنني من علمت الطيور في السماء.
زرعته في حقول القمح، وذوبته في مياه البحر،
كما لو كنت علقته مثل القمر الجميل في السماء.
تلومني الدنيا إذا ذكرت من أحب،
كأنني أنا الهوى وأُمه وأخته.
ما انتظرته كان مختلفًا عما عرفت،
عما قرأته وسن السمعتي له. لو كنت أعلم أنه إدمان، لَمَا أدمنتُه،
ولو كنت أدري أنه باب مليء بالرياح، لما فتحته.
هذا الهوى هو أعنف حب عشته،
فليتني حين جاءني فاتحًا ذراعيه، رددته.
وليتني قبل أن يقتلني، قتلته.
هذا الهوى الذي أراه في الليل، موجود في ثوبي، وفي عطري، وفي أساوري.
أراه مرسومًا على يدي،
وفي مشاعري منقوشًا. لو أخبروني أنه طفل يميل إلى اللهو والضوضاء، لما أدخلته.
وإذا نبّهوني أنه سيكسر الزجاج في قلبي، لما تركته.
لو حذروني أنه سيشعل النيران ويقلب الأمور بلحظات،
لكنت قد طردته بعيدًا.
يا عزيزي الذي أبهجتني برضا الله،
حين أحببته، عشت أجمل حب في حياتي.
ليتني حين جاءني مزينًا بورد، طوقته.
وليتني عندما جاءني باكيًا، فتحت له أبوابي.
وبُسته وفتحت له أبوابي.
وبُسته وأعدت بُستاه.
قصائد المتنبي عن الحب
لعينَيْكِ ما يلقى الفؤاد وما لقي،
وللحب ما لم يبقَ مني وما بقي.
وما كنت ممن يدخل العشق قلبه،
لكن من يبصر جفونك يعشق.
بين الرضا والسخط، والقرب والنوى،
مجال لدمع المقل المتراقص.
وأحلى الهوى ما شكّ في الوصل ربّه،
وفي الهجر فهو الدهر يرجو ويتقي.
وغضبى من الإدلال سكرى من الصبى،
شفعت إليّها من شبابي برقيق.
ووأشنب معسول الثنيات واضح.
سترْتُ فمي عنه فقبّل مفرقي.
وأجياد غزلان كجيدك زرنني.
فلن أتبين عاطلاً من مطوق.
وما كل من يهوا يَعف إذا خلا،
عفافي ويري رضا الحب والخيل تلتقي.
سقى الله أيام الصبى ما يسرّه،
ويفعل فعل البابلي المعَتَق.
إذا ما لبست الدهر مستمتعًا به،
تخرّقت والملبوس لم يتخرّق.
ولم أر كالألحاظ يوم رحيلهم،
بعثن بكل القتل من كل مشفق.
أدرن عيونًا حائراتٍ كأنها،
مُركبَة أحْداقُها فوق زئبق.
عشيّة يعدون عن النظر البكاء،
وعن لذّة التوديع خوف التفرق.
نودعهم والبَيْنُ فينَا كأنه،
قناة ابن أبي الهيجاء في قلب فيلق.
قواضٍ مَواضٍ نَسجُ داوود عندها،
إذا وقعت فيه كنَسْج الخدرنق.
هوادٍ لأملاك الجيوش كأنها،
تخيّر أرواح الكُمَاة وتنتقي.
تقدّ عليهم كل درعٍ وجوشنٍ،
وتفري إليهم كل سورٍ وخندق.
يغير بها بين اللقان وواسط،
ويركزها بين الفرات وجلّق.
ويرجعها حمراً كأن صحيحها،
يبكي دماً من رحمة المتدقق.
فلا تبلغاه ما أقول، فإنه شجاع،
متى يُذكَر له الطعنتشتيق.
ضروبٌ بأطراف السيوف بنانه،
لعبٌ بأطراف الكلام المشقّق.
كسايلِهِ من يسأل الغيثَ قَطرَة،
كعاذله من قالَ للفلك ارفق.
لقد جُدتَ حتى جُدتَ في كل ملّة،
وحتى أتاكَ الحمدُ من كل منطِق.
رأى ملك الروم ارتياحكَ للنّدى،
فقام مقام المجتدي المتملق.
وخلى الرماح السمهريّة صاغراً،
لأضرب منه بالطعان وأحذق.
وكاتبَ من أرض بعيدٍ مرامها،
قريبٍ على خيلٍ حوالَيكَ سبّق.
وقد سار في مسراكا منها رسولُه،
فما سار إلا فوق هامٍ مُفَلق.
فلما دنا أخفى عليه مكانه،
شعاع الحديد اللامع المتألّق.
وأقبل يمشي في البساط فما درى،
إلى البحر يسعى أم إلى البدري يرتقي.
ولم يثنِك الأعداء عن مهجاتهم،
بمثل خضوعٍ في كلامٍ مُنَمّق.
وكنت إذا كتبتَه قبّل هذه،
كتبت لك في قَذالِ الدمسْتِق.
فإن تُعْطِهِ منكَ الأمانَ فسايل،
وإن تُعْطِهِ حدَّ الحسام فأخْلق.
وهَلْ تَرَكَ البيض الصوّارم منهُمُ،
حبيساً لفادٍ أو رقيقاً لمُعْتِق.
لقد وردوا وردَ القَطَا شفَراتِها،
ومَرّوا عليها رَزْدقاً بعد رَزْدق.
بلغتُ بسيفِ الدولة النور رُتبتةً،
أنرتُ بها ما بين غربٍ ومشرق.
إذا شاءَ أن يلهو بلحيةٍ أحمقٍ،
أراه غُبَاري، ثم قال له الحقِ.
وما كمَدُ الحسّاد شيءٌ قصَدته،
ولكنه من يزحَمِ البحرَ يغرِق.
ويمتحنُ الناسَ الأمير برأيه،
ويُغضِي على علمٍ بكل مُمَخرِق.
وإطراقُ طرف العين ليس بنافعٍ،
إذا كان طرف القلب ليس بمطرِق.
فيا أيها المطلوب، جاوره تمتنع،
ويا أيّها المحروم، يممْه تُرزق.
ويا أجبن الفُرسانَ صاحبْهُ تجترئ،
ويا أشجع الشجعان فارِقْهُ تَفْرق.
إذا سعَتِ الأعداء في كيد مجده،
سعى جدّه في كيدهم سعي مُحْنَق.
وما ينصُرُ الفضْل المُبينُ على العدَى،
إذا لم يكن فضل السعيد الموفق.
قصائد عن الحب لأبي القاسم الشابي
عذبة أنت كالطفولة، كالأحلام،
كاللحن، كالصباح الجديد،
كالسماء الضحوك، كالليلة القمراء،
كالورد، كابتسام الوليد.
يا لها من وداعة وجمالٍ،
وشبابٍ منعّم أملود.
يا لها من طهارةٍ تبعثُ التقديس،
في مهجة الشقي العنيد.
يا لها من رقة تكاديرف الورد،
منها في الصخرة الجلمود.
أي شيءٍ تراك هل أنت فينيس،
تَهادت بين الورى من جديد.
لتعيد الشباب والفرح المُعسول،
للعالم التعيس العميد.