قصائد تعبر عن جمال الصباح

شعر هذا الصباح، صباح الشيب قد وضحا

يعبّر الشاعر ابن زمرك عن جمال الصباح في قوله:

هذا الصباح، صباح الشيب قد وضحا،

سرعان ما كان ليلاً فاستنار ضحى

للدهر لونان؛ نور وغسق،

هذا يعاقب ذاك كلما برحا.

وتلك صبغته تأتي أعدى بنيه بها،

إذا تراخى مجال العمر وانفسحا.

ما لا ينكر المرء من نور جلا غسقا،

ما لم يكن لأماني النفس مطرحا.

إذا رأيت بروق الشيب قد بسمت،

بمفرق، فمحيا العيش قد كلحا.

يلقى المشيب بإجلال وتكرمة،

من أعد من الأعمال ما صلحا.

أما ومثلي لم يبرح يعلله،

من النسيم عليل كلما نفحا.

والبرق ما لاح في الظلماء مبتسما،

من جانب السفح إلا دمعه سفحا.

فما له برقيب الشيب من قبل،

من بعد ما لام في شأن الهوى ولحا.

يأبى وفائي أن أصغي للأئمة،

وأن أطيع عذولي غش أو نصحا.

يا أهل نجد، سقى الوسمي ربعكم،

غيثاً ينيل غليل الترب ما اقترحا.

ما للفؤاد إذا هبت يمانية،

تهديه أنفاسها الأشجان والبرحا.

يا حبذا نسمة من أرضكم نفحت،

وحبذا ربرب من جوكم سنحا.

يا جيرة تعرف الأحياء جودهم،

ما ضر من ضن بالإحسان لو سمحا.

ما شمت بارقة من جو كاظمة،

إلا وبت لزند الشوق مقتدحا.

في ذمة الله قلبي ما أعلله،

بالقرب إلا وعاد القرب منتزحا.

كم ليلة والدجى راعت جوانبها،

قلب الجبان فما ينفك مطرحا.

سريتها ونجوم الأفق فيه طفت،

جواهرا وعباب الليل قد طفحا.

بسابح أهتدي ليلاً بغرته،

والبدر في لجة الظلماء قد سبحا.

والسحب تنثر در الدمع من فرق،

والجو يخلع من برق الدجى وشحا.

ما طالبت همتي دهري بمعلومة،

إلا بلغت من الأيام مقترحا.

ولا أدرت كؤوس العزم مغتبقا،

إلا أدرت كؤوس العز مصطبحا.

شعر: فتحت شباكي لشمس الصباح

يقول الشاعر صلاح جاهين:

فتحت شباكي لشمس الصباح،

ما دخلش منه غير عويل الرياح.

وفتحت قلبي عشان أبوح بالألم،

ما خرجش منه غير محبة وسماح.

شعر الصباح الجديد

يقول أبو القاسم الشابي:

أُسْكُني يا جراح،

وأسكُتي يا شجون.

ماتَ عهد النواح،

وزمان الجنون.

وأطلَّ الصباح،

من وراء القرون.

في فجاج الردى،

قد دفنت الألم.

ونثرت الدموع،

لرياح العدم.

واتخذت الحياة،

مِعزفاً للنغم.

أتغنَّى عليه،

في رحاب الزمان.

وأذبت الأسى،

في جمال الوجود.

ودحوت الفؤاد،

واحة للنشيد.

والضياء والظلال،

والشذى والورود.

والهوى والشباب،

والمنى والحنان.

اسكُني يا جراح،

وأسكتي يا شجون.

مات عهد النواح،

وزمان الجنون.

وأطلَّ الصباح،

من وراء القرون.

في فؤادي الرحيب،

معبد للجمال.

شيّدتْه الحياة،

بالرؤى والخيال.

فَتَلَوتُ الصلاة،

في خشوع الظلال.

وَحَرقْتُ البخور،

وأضأتُ الشموع.

إن سِحْر الحياة،

خالد لا يزول.

فَعَلامَ الشكَاة،

من ظلام يحول؟

ثم يأتي الصباح،

وتمر الفصول؟

سوف يأتي ربيع،

إن تقضَّى ربيع.

كسكني يا جراح،

وأسكتي يا شجون.

مات عهد النواح،

وزمان الجنون.

وأطلَّ الصباح،

من وراء القرون.

من وراء الظلام،

وهدير المياه،

قد دعاني الصباح،

وربيع الحياة.

يا له من دعاء،

هز قلبي صداه.

لم يعد لي بقاء،

فوق هذه البقاع.

الوداع! الوداع!

يا جبال الهموم،

يا هضاب الأسى!

يا فجاج الجحيم،

قد جرى زورقي،

في الخضم العظيم.

ونشرت الشراع،

فلوادع! الوداع.

شعر: نهضَ الصباحُ على فمك

يقول أيمن اللبدي:

نهضَ الصباحُ على فمك،

واشتقَّ جملته الوحيدة،

وانتشى.

لا ليلَ يفترسُ الجوار،

لا شوكَ ينتزعُ الجدار،

لا وحشَ يخترعُ الحصار،

لا شكَّ يفترشُ السوار.

فسبا الخيول،

ونما بهياً في يدك.

نهضَ الصباحُ على فمك،

نهضَ الصباحُ على فمك.

فدعيهِ منتحراً هناك، إذا ترجل في الختام،

ودعي التماهي في الإطار.

وخذي من العمرِ الفنار،

مسرونة بوهجه منذ القيام.

شفة الذبيح على السؤال،

وحارة العشق معك.

نهضَ الصباحُ على فمك.

هل يُتعب الشوق اللقاء، إذا ترنَّحَ في الفلك؟

وإذا استقرَّ من الغيابِ على الحجاب؟

وإذا تمادى في التوحُّد، مثل جرح مشتبك؟!

من رحلة بين النوارس، كان رمشاً في المكاحل،

واحتمالاً في المراحل،

إنما كان الحكاية.

وافتتاحاً في دمك.

نهضَ الصباحُ على فمك،

نهضَ الصباحُ على فمك.

لا تصمتي حذرَ السفوح،

ولا تشقي في المرايا ما استراحت من ظنون.

ليس الولوج سوى لجرح محترق.

فإذا كفرت بما تنفَّس في الحجاب،

تذكّري أن الجواب، إذا تمادى،

كان جزءاً من سؤال مرتبك.

نهضَ الصباحُ على فمك،

نهضَ الصباحُ على فمك.

يا ساحة البحر الوحيدة،

منذ أن كانت له الشطآن غاية.

منكِ الوصول إليك آية.

أي شيء نازعك؟!

ليس في النور الغواية.

فاستريحي ما انتهك.

نهضَ الصباحُ على فمك،

نهضَ الصباحُ على فمك.

أبقيه حيث أراد مشتعل الجنون.

ومستفزاً للضحك،

أشقى من الحب الكسول.

حجارة في الذاكرة،

فاتركيها حاضرة.

هي ومضة الحب الفريد،

وجوقة السحر العنيد.

وباحة الخطو الوئيد،

بما تيسّرَ من وفاء منهمك.

نهضَ الصباحُ على فمك،

نهضَ الصباحُ على فمك.

وما تلوّن خافقاه سوى بطيب من يدك،

يا واحة الروح النبيلة.

كم أحبك من جديد كلما،

شاخ الكلام.

تجدَّدَ الوهج العجيب،

وسارَ يحبو من جديد في سماك،

إذا استفز مضرَّجاً عند الوثوب.

محملاً نسكَ الوجوب،

ومزهراً لا يشتهي ناراً سوى في معبدك.

الآن أعلن ما تيقَّن.

ما تمترس،

ما استقرَّ على الوريد.

إني أحبك من جديد.