قصائد تعبر عن مشاعر الأيتام وتجاربهم

اليتيم

تُعتبر كلمة اليتيم ذات وقع ثقيل، وتُشير إلى من فقد والده في سن مبكرة، ويبقى هذا اللقب ملازمًا له حتى بلوغه. أما اللطيم فهو من فقد والديه معًا. وقد أوصى الإسلام برعاية الأيتام وتقديم الدعم لهم، حيث أن كفالة اليتيم تُعتبر من الأعمال الصالحة التي نحصل على الأجر من خلالها. في مقالنا هذا، نستعرض بعض الأشعار التي تبرز معاناة اليتيم وأهميته في المجتمع.

شعر عن اليتيم للشاعر إيليا أبو ماضي

قالوا: اليتيم، فقلت: أَيْتَمُ من أرى،

مَن كان له الخلقُ النبيل خَصيما.

قالوا: اليتيم، فقلت: أَيْتَمُ من أرى،

مَن عاشَ بين الأكرمينَ لَئيما.

كم رافلٍ في نعمةِ الأبوين، لم يسلك طريق الهدى معلومًا.

يا كافلَ الأيتام، كفُّكَ واحةٌ،

لا تُنبت الأشواكَ والزقوما.

ما أَنْبَتَتْ إلّا الزُّهورَ نديَّة،

والشِّيحَ والرَّيحانَ والقيصُوما.

أَبْشِرْ فإنَّ الأَرْضَ تُصبح واحةً للمحسنين، وتُعلن التكريما.

أبشر بصحبةِ خيرِ مَنْ وَطىءَ الثرى،

في جَنَّةٍ كمُلَتْ رضًا ونَعيما.

قالوا: اليتيم، وأرسلوا زَفَراتهم،

وبكوا كما يبكي الصحيحُ سَقيما.

قلت: امنحوه مع الحنانِ كرامةً،

فلرُبَّ عَطْفٍ يُوْرِثُ التَّحطيما.

ولَرُبَّ نَظْرةِ مُشفقٍ بعثتْ أسى،

في قلبه، جَعَلَ الشفيقَ مَلُوما.

قالوا: اليتيمُ، فمَاجَ عطرُ قصيدتي،

وتلفّتتْ كلماتُها تعظيما.

وسمعْتُ منها حكمةً أزليةً،

أهدتْ إليَّ كتابَها المرقوما:

حَسْبُ اليتيم سعادةً أنَّ الذي،

نشرَ الهُدَى في الناسِ عاشَ يَتيماً.

خبّروني ماذا رأيتم؟ أطفالاً،

يتامى أم موكباً علويّاً،

كزهور الربيعِ عرفا زكيّا،

ونجوم الربيه نوراً سنيا.

والفراشات وثبة وسكونا،

والعصافير بل ألذّ نجيّانّني كلّما تأمّلت طفلاً،

خلت أنّي أرى ملاكاً سوياً.

قل لمن يبصر الضّباب كثيفاً،

إن تحت الضّباب فجراً نقيّاً.

اليتيم الذي يلوح زريّا،

ليس شيئاً لو تعلمون زريّا.

إنّه غرسة ستطلع يوماً ثمراً طيّباً وزهراً جنيّاً.

ربّما كان أودع الله فيه،

فيلسوفاً أو شاعراً،

أو نبيّاً ألم يكن كلّ عبقري يتيماً إنّما كان اليتيم صبيّا.

ليس يدري، لكنّه سوف يدري،

أنّ ربّ الأيتام ما زال حيّا.

عندما يصبح الصغير فتيّا،

عندما يلبس الشباب حليّا.

كلّ نجم يكون من قبل أن،

يبدو سديما عن العيون خفيّاً.

إن يك الموت قد مضى بأبيه،

ما مضى بالشّعور فيم وفيّا.

وشقاء يولّد الرفق فينا،

لهو الخير بالشّقاء تريّا.

لا تقولوا من أمّه؟ من أبوه،

فأبوه وأمّه سوريّا.

فأعينوه كي يعيش وينمو،

ناعم البال في الحياة رضيّا.

ربّ ذهن مثل النهار منير،

صار بالبؤس كالظّلام دجيّا.

كم أثيم في السجن لو أدركته،

رحمة الله كان حرّا سريّا.

حاربوا البؤس صغيراً،

قبل أن يستبدّ فيهم قويّاً.

كلّهم الجريح الملّقى،

فلنكن كلّنا الفتى السّامريّا.

قصيدة عن اليتيم لمحمد حسن علوان

أنا يا أبي مذ أن فقدتك لم أزل،

أحيا على مرّ الزمان بمأتمِ.

تجتاحني تلك الرياح.. تطيح بي،

في مهمة قفرٍ.. ودربٍ أقتَمِ.

وتمرُّ بي كل العواصف والردى،

يدنو مع الأمواج واسمك في فمي.

أنا لم أزل أشكو إليك.. ولم تزل،

ذكراك قنديل الطريق المعتمِ.

وكأنك الصدق الوحيد بعالمي،

والكل يا أبتاه محض توهُّمِ.

وكأنني ما زلتُ أحيا يا أبي،

في حضنك الحاني ألوذ وأرتمي.

وكأنّ كفك لا تزال تمدها،

نحوي وتمسك في حنانٍ معصمي.

لا لم تمت عندي.. ولكن ما ارتوى،

ظمأي إليك.. وما شفاني بلسمي.

لا لم تمت عندي.. ولكنّ الأسى،

والحزن يا أبتاه.. أبلى أعظمي.

وأنا متى جاء يأتي المساء أكاد من،

شوقي إليك أضم بعض الأنجمِ.

أظل ألثم كل شيء لامست،

كفّاك في بيتٍ كئيبٍ مظلمِ.

وتظلّ من فيض الشقاء وسادتي،

حمراء تسبح في بحورٍ من دمِ.

من ذا يخفف ما ألمَّ بخافقي؟

من ذا يحدُّ من الشعور المؤلم؟

من كان علمني العزاء فقدته،

من ذا يعزّيني بفقدِ معلمي؟

قصيدة عن اليتيم

بلغت بحزني أعالي القمم،

واخجلت بالصبر كل الهمم.

يحاصرني الخوف من كل صوب،

ويعزفني الفقر أشجى نغم.

يتيم فهل أدركوا من أكون؟

وكيف تجرعت كأس المنون؟

إذا ضحك الناس أبكي دماً،

ألملم جرحي وهم يضحكون.

جريح وذنبي لعمري أليم،

فذنبي أني غريب يتيم.

فيا أمي أينك هل تسمعين،

نحيب جراحي بصوت السنين؟

وأعلم أنك لا تسمعين،

فقد أخرس الصوت فيك الحنين.

رحلتي وطفلك بين العذاب،

كحمل تمزّق بين الذئاب.

يصيح ويشحذ عطف الوحوش،

ولكنّ إحساسهم في غياب.

جريح وذنبي لعمري أليم،

فذنبي أني غريب يتيم.

فيا أمي أحسبهم ينصفون،

يتيماً ولكنهم غافلون.

فيا أمي لم يندمنهم جبين،

فواعجباً أنهم مسلمون.

إذا أقبل الليل زاد العناء،

وإن زارني الصبح ذقت الشقاء.

تمنيت ألعب مثل الصغار،

وألبس ثوب المنى والهناء.

جريح وذنبي لعمري أليم،

فذنبي أني غريب يتيم.

أبي كان صدرك كل الأمان،

فغبت وخلفت غدر الزمان.

تركت صغيرك للعابثين،

يقاسي مع الجوع مُرّ الهوان.

أرى صبية يجهلون الضياع،

ولم يدخلوا في سجون الصراع.

فأضحك حزناً على حالتي،

ألست صغيراً يهاب النزاع؟

جريح وذنبي لعمري أليم،

فذنبي أني غريب يتيم.

أبي رحم الله عهد الجدود،

مآثرهم ما لها من حدود.

يفيضون بذلاً بوجه اليتيم،

فما من هروب وما من صدود.

صرخت لقومي فخروا نيام،

فلم يستجيبوا لطفل الخيام.

صغير نما الموت في ناظريه،

فأسكنه الفقر كهف الظلام.

جريح وذنبي لعمري أليم،

فذنبي أني غريب يتيم.

فيا ويحهم إن رفعت الدعاء،

إلى خالق الكون ربّ السماء.

فيا رب جئت وقلبي كسير،

أكاد من الرعب ألّا أسير.

لقد ظلموني فأنت المغيث،

وأنتَ المعين وأنتَ النصير.

جريح وذنبي لعمري أليم،

فذنبي أني غريب يتيم.