قصائد جبران خليل جبران عن الحب والمشاعر العاطفية

قصيدة الحب روح أنتِ معناه

  • يقول الشاعر:

إن الحب هو الروح التي تمثلي معناها

والجمال هو اللفظ الذي يبني عليكِ

إرحمي قلباً أصبح في حبك مبتلى

وهو الآن تحت ثقل حزنه محصورة

قد تحققت الآمال برؤيتك الجميلة

فقد عشنا حلماً استمتعنا برؤياه

يا شذا عيوني عندما أراها

يا من يسعد قلبي عندما تتحدثين إليه

قصيدة لعينيك من جارة جائرة

  • يقول الشاعر:

لعينيك، يا من تسكنين قلبي، من جارتك الجائرة

صار شقائي هو ثروتي الزائفة

أأتجنبك وتبتعدين عني

لتلبية أهواء من يكرهنا

قد برأنا إلى الحب وما ذل ذنب لي

ولا لجفائي الذي يعاني فيه قلبي

لكنهم غرسوا فيك الجفاء

وضعوا لكِ خطة كئيبة

واستمعوا إلى ما قيل فيها

ولك الحق، إنهم معك في العداء

هل ذلك الجبين يضيء بفكرتها المخيفة؟

أهي العيون المنيرة التي تشتت القلوب؟

هل تلك الشفاه التي لم ألثمها

سوى أن آلامي تزداد فيها

أذلك القوام الجذاب الذي

تميل له الأغصان وهي خاملة؟

أهي الطفولة التي تحيط بنا

بحديقة تريد روحها تحلق؟

لتلك العفافة صفات تشهد

بجمال عينك الراقبتين

هي محاسن وإثام متناقضان

وزينة عديمة الفائدة، فاجرة

إنهم يتهموك بحق بأنك مُسيئة

بما في قلوبهم من إحباط

لو عابوا منك قلة الحياء

كما لو كانوا ينادون الشمس “يا سافرة”

أحبك بمقدار كل ما في عيوني

ومقدار صدري المحترق

ومقدار الزمان والمكان

ودنياني هذه والآخرة

فإن ملكني الهوى إليكِ

وعين العفاف تحرسنا

أليس الهوى هو روح هذا الكون

كما شاءت الحكمة العظيمة؟

فجمعت بين الجوهر والروح

بتآلف قوي وروابط خفية

ولتمثل الذرات معاً

في صورنا المرئية

وتحتضن الأرض حب الزرع

فيرجعنا إلى جنة مذهلة

وهل هذه النجوم ليست كالكواكب

تدور على بحار غزيرة؟

عقود تتناثر بشكل منتظم

على نفسها دائماً متصلة

ويقيدها الحب في ترابط

يعود لشرفه في النهاية

فيا هند، أنت منى قلبي

ومعنى روحي ومصيري

إليكِ أميل، وأفتش عنكِ

بشغف له من الحب سيده

وليس ثمة عيب في ذلك

فمعاذ الله أن نعيب حبنا الصافي

قصيدة يا حبيباً ما لي سوله حبيب

يَا حَبِيباً مَا لِي سِوَى سَوْكَ حَبِيبُ

وَبِهِ كَانَ مِن صِبَايَ هِيَامِي

أنتَ، لو لم تكُن أَلِيفَ شَبَابِي

لم تُطِبْ لي نضارةُ الأيّامِ

لَستُ أُخْفِي عَلَيْكَ سِرّاً مُؤلِمَاً

هو شكوى دفينة في عظامي

كُلّ شيءٍ تَهواهُ أَهواهُ إلّا

أن أرى لي شريكة في غرامي

وبودّي لو كنت لي وحدي

أنّي أقصرتُ عنك ملامِي

ما الذي جادَ، يَا حَبِيبَةَ قَلبي

وذمامي كما عهدت ذمامي

هَذِهِ الرّايَةُ الّتي مَلَكَتْ قَلْبَكِ

همّي في يقظتي و منامي

فهي كلّ لحظةٍ شغلك الشاغل

رائد الضحى وتحت الظلامِ

إحذري، يا حبيبة القلب، همََا

ليسا إلا وهماً من الأوهامِ

يَا حَبِيبِي، أَنَرْتَ ذِهْنِي وَأَشْبَعْتَ

فؤادي زهواً بهذا الكلامِ

ليس فيما يُصَان أجدر من رايتكِ

في صون وإكرامِ

أنا أَفْدِيكَ يَا حَبِيبِي وَتَفْدِيهَا

ويَفْدِيكُمَا جَمِيعُ الأُنَامِ

بل تَعَالَيْ نَنْشُدُ كِلَانَا وَكُونِي

خيرَ عَوْنٍ لِصَبِّكَ المُسْتَهامِ

رَايَةَ اليُسْرِ فِي صَفَاءِ اللّيَالِي

رَايَةَ النَّصْرِ فِي اعْتِكَارِ الصِّدَامِ

طاوِلي كُلَّ رَايَةٍ وَأَعِزِّي

قَوْمَنَا سَرْمَداً عَلَى الأَقْوَامِ

أشعار متنوعة لجبران خليل جبران في الحب

  • يقول الشاعر:

إذا ضعُف الحب، فإن الهجر يقتله

لكن إن تمكن، فالهجر يعطيه الحياة

شرارة النار تذبل عند عصف الريح

ومعظم النار تعود بفضل العواصف

  • ويقول أيضاً:

ضعي على عينيك بلورة

لتنجلي من وهج الهاجرة

ويعفى العالم من فتنة

تسببها ألحاظك الساحرة

  • ويقول أيضاً:

وحيك، يا سيدتي، أمينة

جاء من الهدى بما تتمنينه

في مثل حي تتمنين أن تخلدي

يثير شجو النفس الرزينة

ويستدر الدمع السخين

آنتِ أبوكِ أسرة مأساوية

مجيدة، مرهقة، حزينة

أخلاقها قويمة ومتينه

لكنها لم تعرف الطمأنينة

ولا الرضا كانت لها قسيمة

نبوغها كما تصفينه

شذ بها فحطمت السفينة

وصفتها صادقة، أمينة

في قصة محكمة رصينة

لغتها فصيحة، مبينة

حكمتها واعظة متينة

وتلك، يا سيدتي، أمينة

مأثرة جديدة ثمينة

مما على الأيام تبذلينه

لمصر من جهد، فما تألينه

وفخر مصر أنها مدينة

بما تقولين وتفعلينه

وتبدعينه وتنقلينه

لمرتقى الجيل، تجددينه

بينت للقرية والمدينة

ما بهما من قدرة أمينة

إن جليت آنوزها الدفينة

ليست النساء صوراً للزينة

هن القوى المسعفة المعينة

ما أنجح الشأن الذي يلينه

ما أصلح النشء الذي يبنينه

أحسنتِ، يا سيدتي، أمينة

  • ويقول أيضاً:

رَأَيْتُهُ وَرَآنِي

فَأُوْلِعَ القَلْبَانِ

كَأَنَّ سِحْرٌ عَرَاهُ

كَأَنَّ سِحْراً عَرَانِي

أَجَابَ لَحْظِي لَمَّا

بِاللَّحْظِ مِنْهُ دعَانِي

وَكَادَ يَكْبُو فُؤَادِي

مِنْ شِدَّةِ الخَفَقَانِ

وَذُقْتُ مَا لَمْ أَذُقْهُ

مِنْ لَذَّةِ النِّيرَانِ

شعر جميل للشاعر في حب مدينة القدس

  • يقول الشاعر:

سلامٌ على القدس الشريف، ومن فيه

على جامع الأضداد في إرث حبه

على البلد الطاهر الذي تحت تربه

قلوب ابتدأت حباتها تُعدّ شيئًا من تربه

حججت إليه والهوى يشغلك الذي

يحج إليه عن مشاق دربه

على ناهب للأرض يهدي روائع

إلى كل عين من غنائم نهبه

السبحان الذي وهبه حسن كذي

به أوتي التنزيه عن كل مشبه

تلوح لمن يرنو أعالي جباله

أشد اتصالاً بالخلود ورُبه

وأي جمال بين سمرة طوده

وخصوبة واديه، وحمرة شعبه

وأين يَرى مرج كمرج ابن عامر

بطِيبٍ من عيونه وزيّنات خصبه

هو البيت يؤتي سؤله من يقدمه

فاعظم به بيتًا وأكرم بشعبه

به نبض متجدد للحب في كل موطئ

لأقدام فادي الناس من فرط حبه

وليس غريبًا فيه إلا بشخصه

فتى زاره قبلاً مرارًا بقلبه

تفضل أهلُه وما زال ضيفهم

نزيلاً على سهل المكان ورحبته

بإكرام إنسان قليل بنفسه

لكنه فيهم كثير بصحبته

سأذكر ما أحيى نعيمي بأنسهم

ووردي من حلو اللقاء وعذبه