قصائد جرير عن الحب والرومانسية

أشعار جرير عن الحب

تقدم لكم مجموعة مميزة من قصائد الشاعر جرير التي تتناول موضوع الحب:

قصيدة “بان الخليط ولو طوعت ما بانا”

بانت الخليط ولو طوعت ما بانا

وقطعوا من حبال الوصل أقرانا

حيّ المنازل إذ لا نبتغي بدلاً

بالدار داراً ولا الجيران جيرانا

قد كنت في أثر الأظعان ذا طربٍ

مرعوباً من حذار البين محزانا

يا رب مكتئبٍ لو قد نُعيتُ له

باكٍ وآخر مسرورٍ بمنعانا

لو تعلمين الذي نلقى أويتِ لنا

أو تسمعين إلى ذي العرش شكوانا

كصاحب الموج إذ مالت سفينته

يدعو إلى الله إسراراً وإعلاناً

يا أيها الراكب المزجي مطيته

بلّغ تحيتنا لُقيت حُملانا

بلّغ رسائل عنّا خفّ محملها

على قلائص لم يحملن حيرانا

كيما نقول إذا بلّغت حاجتنا

أنت الأمين إذا مستأمنٌ خانا

تهدي السلام لأهل الغور من ملحٍ

هيهات من ملح بالغور مهدانا

أحب إليّ بذلك الجزع منزلةً

بالطلح طلحاً وبالأعطان أعطانا

يا ليت ذا القلب لاقى من يعّله

أو ساقياً فسقاه اليوم سلاناً

أو ليتهم لم تعلقنا علاقتهم

ولم يكن داخل الحب الذي كانا

هلّا تحرجتِ مما تفعلين بنا

يا أطيب الناس يوم الدجن أردانا

قالت ألِمّ بنا إن كنت منطلقاً

ولا إخالُك بعد اليوم تلقانا

يا طيب هل من متاعٍ تمتعين به

ضيباً لكم باكراً يا طيب عجلانا

ما كنت أول مشتاقةً أخوا طربٍ

هاجت له غَدَوات البين أحزانا

يا أمَّ عمروٍ جزاك الله مغفرةً

ردّي عليّ فؤادي كالذي كانا

ألسيتِ أحسن من يمشي على قدمٍ

يا أملح الناس كل الناس إنسانا

يلقى غريمُكم من غير عُسرتكم

بالبذل بخلاً وبالإحسان حرمانا

لا تأمَنَنّ فإنّي غير آمِنٍ

غدر الخليل إذا ما كان ألوانا

قد خنتِ من لم يكن يخشى خيانتكم

ما كنت أول موثوقٍ به خاناً

لقد كتمت الهوى حتى تهيمَني

لا أستطيع لهذا الحب كتماناً

كاد الهوى يوم سلماني يقتلني

وكاد يقتلني يوماً ببيدانا

وكاد يوم لوى حواء يقتلني

لو كنت من زفرات البين قُرحانا

لا بارك الله فيما كان يحسبكم

إلا على العهد حتى كان ما كانا

من حبكم فاعلمي للحب منزلةً

نهوى أميركم لو كان يهوانا

لا بارك الله في الدنيا إذا انقطعت

أسباب دنياك من أسباب دنيانا

يا أم عثمان إن الحب عن عرضٍ

يُصبي الحليم ويبكي العين أحياناً

ضنّت بمورد كان لنا شرفاً

تشفي صدى مستهام القلب صديانا

كيف التلاقي ولا بالقيظ محضركم

منّا قريب ولا مبداءك مبدانا

نهوى ثرى الرق فيلم نلقَ بعدكمُ

كالعِرق عرقاً ولا السُلان سُلوانا

ما أحدث الدهر مما تعلمون لكم

للحبل صُرماً ولا للعهد نسياناً

أبدّل الليل لا تسري كواكبه

أم طال حتى حسبت النجم حيراناً

يا رب عائذة بالغور لو شهدت

عزّت عليّ بدير اللج شكوانا

إن العيون التي في طرفها حورٌ

قتلننا ثم لم يُحيين قتلانا

يصرعن ذا اللب حتى لا حراكَ به

وهن أضعف خلق الله أركانا

يا رب غابطنا لو كان يطلبكم

لاقى مباعدةً منكم وحرمانا

أرَيناه الموت حتى لا حياةَ به

قد كُنَّ دِنَّكَ قبل اليوم أديانا

طار الفؤاد مع الخود التي طرقَت

في النوم طيّبة الأعطاف مبدانا

مثلوجة الريق بعد النوم واضعةً

عن ذي مثانٍ تمجّ المسك والبانا

بتنا نراني كأنّا مالكون لنا

يا ليتَها صدّقت بالحق رؤيانا

قالت تعزّف فإن القوم قد جعلوا

دون الزيارة أبواباً وخزّانا

لما تبينت أن قد حيل دونهمُ

ظلت عساكر مثل الموت تغشانا

ماذا لقيتُ من الأظعان يوم قنىً

يتبعن مغترباً بالبَيْن ظعّانا

أتبعتُهُم مقلّةً إنسانها غرقٌ

هل يا ترى تاركٌ للعَيْن إنساناً

كأن أحداجه تُحدى مقفّيةً

نخلٌ بملهَمٍ أو نخلٌ بقُرّانا

يا أم عثمان ما تلقى رواحلنا

لو قِستِ مصبحَنا من حيثُ مُمسانا

تخدي بنا نجُب دمى منازمها

نقل الحزابي حزّاناً فحزّانا

ترمي بأعيُنها نجداً وقد قطعت

بين السلوطَح والرّوحان صُوّانا

يا حبذ جبل الريّان من جبلٍ

وحبذ ساكن الريّان من كانا

وحبذ نَفَحاتٌ من يمانيةٍ

تأتيكَ من قبل الريّان أحياناً

هبّت شمالاً فذكري ما ذكرتُكمُ

عند الصفاة التي شرقَي حورانا

هل يرجعَنَّ وليس الدهر مرتجعاً

عيشٌ بها طالما احلورى وما لنا

أزمان يدعونني الشيطان من غزلي

وكُنَّ يهوينني إذ كنت شيطانا

من ذا الذي ظلّ يغلي أن أزوركمُ

أمسى عليه مليكُ الناس غضبانا

ما يدري شعراء الناس وويلَهمُ

من صولة المخدر العادي بخفّانا

جهلاً تمنى حُدائي من ضلالتهم

فقد حدوتهم مثنى ووحدانا

غادرتُهم من حسير مات في قرنٍ

وآخرين نَسوا التهدار خصيانا

ما زال حبلي في أعناقهم مَرِسا

حتى اشتفيتُ وحتى دان من دانا

من يدعوني مِهمُ يبغي مُحاربتي

فاستيقِنَنَّ أُجِبه غيّر وَسنانا

ما عضّ نابِيَ قومًا أو أقولَ لهم

إيّاكم ثمّ إيّاكم وإيّانا

إني امرؤٌ لم أرِد فيمن أُناوِئُهُ

للناس ظُلماً ولا للحَرْب إدهانا

أحمي حِمايَ بأعلى المجد منزِلتي

من خندف والذرى من قيس عيلانا

قال الخليفة والخنزير منهزمٌ

ما كنت أول عبدٍ مُحلَبٍ خاناً

لقى الأُخَيطِلُ بالجولان فاقِرَةً

مثل اجتداع القوافي وَبر هزّانا

يا خُزرَ تغلب ماذا بالنساءتكم

لا يستفقن إلى الديرين تحنانا

لن تدركوا المجد أو تشروا عباكمُ

بالخزّ أو تجعلوا التنمومَ ضمرانا

قصيدة “طاف الخيال وأين منك لماماً”

طاف الخيال وأين منك لماماً

فارجع لزيارتك بالسلام سلاما

فلقد أَنى لك أن توَدّع خلةً

فنيت وكان حبالها أرماما

فلئن صدرت لتصدرن بحاجةٍ

ولئن سُقيت لطال ذا تحوماً

يا عبد بايبة ما عذيركَ محلباً

لتُصيب عُرَّة مُجرِبٍ وتلاما

نُبئّتُ أن مُجاشعاً قد أنكروا

شعراً ترادف حاجبيهِ توأماً

يا ثلصة حامضةٍ تروح أهلُها

عن ماسيطٍ وتندد القُلّاما

أُنبئتُ أنك يا ابن وردة آلفٌ

لبني حُدية مُقعَداً ومُقاماً

وإذا انتحيتم جميعاً كنتمُ

لا مُسلمين ولا عليَّ كراماً

ولقد لقيت مَؤونَةً من حربنا

نزلت عليك وألقت الأجراما

ولقد أصاب بني حُدية ناطحٌ

ولقد بُعِثتُ على البَعيث غراما

قصيدة “لمن طلل هاج الفؤاد المتيم”

لمن طلل هاج الفؤاد المتيم

وهمَّ بسلمنين أن يتكلما

أمنزلتي هندٍ بناظرةٍ اسلما

وما راجع العرفان إلا توهماً

وقد أذنت هندٌ حبيباً لتصرما

على طول ما بلّى بهندٍ وهيما

وقد كان من شأن الغوي ظعائنٌ

رفعن الكسا والعبقري المُرَقما

كأن رسوماً الدار ريشُ حمامةٍ

محاها البلى فاستعجمت أن تتكلما

طوى البين أسباب الوصال

وحاولت بكَنْهِهِلَ أسباب الهوى أن تجذما

كأن جمال الحي سربلن يانعاً

من الوارد البطحاء مِن نخل ملهما

سقيتِ دمَ الحيَّاتِ ما بالُ زائرٍ

يُلِمُّ فَيُعطى نائلاً أن يُكَلَّما

وعهدي بهندٍ والشباب كأنه

عسيبٌ نما في رَيَّةٍ فتقوّما

بهندٍ وهندٌ همّهُ غير أنّها

ترى البخل والعِلّاتِ في الوعدِ مغنَما

لقد علِقت بالنفس منها علائقٌ

أبت طول ذا الدهر أن تتصرّما

دعَتكَ لها أسباب طولِ بَلِيـّةٍ

ووجْدٌ بها هاج الحديث المُكتمّا

على حين أن ولّى الشباب لشأنه

وأصبح بالشيب المحيل تعمّمَا

ألا ليتَ هذا الجهلَ عنا تَصَرَّما

وأحدَثَ حِلماً قلبه فتحلّما

أُنيخَت ركابي بالأحزّة بعدما

خبطن بحوران السريح المُخدّماً

وأدني وسادي من ذراع شميلةٍ

وأترك عاجاً قد علمتِ ومِعصَماً

وعاوٍ عوى من غير شيءٍ رميتهُ

بقارعةٍ أنفاذُها تَقطُرُ الدما

وإني لقوالٌ لكل غريبةٍ

ورودٍ إذا الساري بليلٍ تَرَنَّما

خروجٍ بأفواهِ الرواة كأنَّها

قرا هندووانيٍ إذا هُزَّ صمَّما

فإني لهاجيهم بكل غريبةٍ

شرودٍ إذا الساري بليلٍ تَرَنَّما

غرائبَ أُلّافاً إذا حان وِردُها

أخذن طريقاً للقَصائد معلَما

لعَمرِي لقد جارى دعي مجاشعٍ

عذوماً على طول المُجاراة مِرجما

قصيدة “ألا أيها القلب”

ألا أيها القلبُ الطروبُ المُكلَّفُ

أفِق ربّما يَئنى هَواكَ ويسعفُ

ظلِلتَ وقد خبرتَ أن لستَ جازعاً

لربعٍ بسلمانين عيناكَ تَذرِفُ

وتزعُمُ أن البين لا يشعَفُ الفتى

بلى مثل بيني يوم لُبنانَ يشعَفُ

وطال حذاري غُربة البين والنوى

وأحدوثةٌ من كاشحٍ يتقفّفُ

ولو علمتِ علمي أُمامةُ كذَّبت

مقالةَ من ينعى عليَّ ويعنُفُ

بأهليَ أهلُ الدار إذا يسكنونها

وجادكَ من دارٍ ربيعٌ وصيفُ

سمعتُ الحمامَ الوُرقَ في رونق الضحى

بذي السدر مِن وادي المراضين تهتفُ

نظرتُ ورائي نظرةً قادَها الهوى

وألحى المَهارى يوم عُسفان ترجُفُ

ترى العرمس الوَجناءَ يدمى أظُلُّها

وتُحذى نِعالاً والمناسِم رُعُّفُ

مددنا لذات البغي حتى تقطعت

أزابِيُّها والشَدقَمِيُّ المُعَلَّفُ

ضَرحن حصى المعزاءِ حتى عيونُها

مُهَجِّجَةٌ أَبصارُهُنَّ وذُرَّفُ

كأنَّ دِياراً بين أَسنِمَةِ النَقا

وبين هَذاليلِ النَحيزَةِ مُصحَفُ

فَلَستُ بناسٍ ما تغنَّت حَمامَةٌ

ولا ما ثوى بينَ الجناحَين زَفزَفُ

دياراً من الحي الذين نحبُّهم

زَمَانَ القِرى والصارِخ المُتَلَهِّفُ

هُمُ الحيُّ يربوعٌ تعادى جِيادُهُم

على الثغر والكافون ما يُتَخَوَّفُ

عليهم مِن الماذيِّ كلُّ مُفاضَةٍ

دِلاصٍ لها ذيلٌ حصينٌ ورَفرَفُ

ولا يستوي عقرُ الكزومِ بِصَوأَرٍ

وذو التاجِ تحت الرايةِ المُتَسَيِّفُ

ومولى تميمٍ حين يأوي إليهمُ

وإن كان فيهِم ثروةُ العزّ مُنصِفُ

بني مالكٍ جاءَ القُيونُ بمُقرِفٍ

إلى سابقٍ يجري ولا يتَكَلَّفُ

وما شهدَت يَوْمَ الإِياد مُجاشِعٌ

وذا نَجَبٍ يومَ الأسِنَّةِ تَرعَفُ

فوارسُنا الحوّاطُ والسَرْحُ دُونَهُم

وأردافُنا المحبوّ والمتنصّفُ

لقد مُدّ للقَينِ الرهانُ فَرَدَّهُ

عن المجدِ عرقٌ مِن قُفَيرَةَ مُقرِفُ

لحى الله من يَنبو الحسامُ بكفهِ

ومَن يلِجُ الماخورَ في الحجل يرسُفُ

ترَفَّقتَ بالكيرَين قَين مُجاشِعٍ

وأنتَ بهَزِّ المشرَفِيَّةِ أَعنفُ

وتنكِرُ هَزَّ المشرَفيِّ يَمينُهُ

ويعرِفُ كفَّيْهِ الإناء المُكَتَّفُ

ولو كنتَ منّا يا ابنَ شعرَةَ ما نَبا

بكفَّيكَ مصقولُ الحديدَةِ مُرهَفُ

عَرَفتُم لنا الغُرَّ السوابِقَ قَبلَكُم

وكانَ لقينَيكَ السُكَيتُ المُخَلَّفُ

نُعِضُّ الملوكَ الدارعينَ سُيوفُنا

ودَفُّكَ مِن نَفّاخَةِ الكير أَجنَفُ

أَلَم تَرَ أنَّ الله أَخزى مُجاشِعاً

إذا ضمَّ أَفواجَ الحجيج المُعَرَّفُ

ويومِ منىً نادت قُريشٌ بِغَدرهِم

ويومَ الهدايا في المشاعِر عُكَّفُ

ويُبغِضُ سترُ البيتِ آل مُجاشِعٍ

وحُجّابُهُ والعابِدُ المتطوِّفُ

وكان حديثَ الركب غدر مُجاشِعٍ

إذا انحدروا مِن نخَلَتَين وأوجفوا

وإن الحواريَّ الذي غَرَّ حَبلَكُم

له البدرُ كابٍ والكواكبُ كُسَّفُ

ولو في بني سعدٍ نزلتَ لما عصَت

عواندُ في جَوْفِ الحَواريِّ نُزَّفُ

فَلَستَ بوَافٍ بالزُبَير ورَحلِهِ

ولا أَنتَ بالسيدان بالحَقّ تُنصِفُ

بنو مِنقَرٍ جَرّوا فَتاةَ مُجاشِعٍ

وشدَّ ابنُ ذيّالٍ وخيلُكَ وُقَّفُ

فباتت تُنادي غالِباً وكأنَّها

على الرضف من جمرِ الكوانين تُرضَفُ

وهم كَلَّفواها الرّملَ رمل مُعَبِّرٍ

تقولُ أهذا مشيُ حُردٍ تَلقُّفُ

وإني لتبتَزُّ الملوكَ فوارسي

إذا غرَّهُم ذو المِرجَلِ المُتَجَخِّفُ

أَلَم تَرَ تيمٌ كيف يرمي مُجاشِعاً

شديد حبالِ المنجَنيقين مقذَفُ

عجبتُ لصهرٍ ساقَكُم آلَ دِرهَمٍ

إلى صهرِ أقوامٍ يُلامُ ويُصَلَفُ

لَئيمانِ هاذي يَدَّعيها ابنُ دِرهَمٍ

وهذا ابنُ قينٍ جلدُهُ يَتَوَسَّفُ

وحالَفتُمُ للُّؤمِ يا آلَ دِرهَمٍ

حِلافَ النصارى دينَ مَن يَتحَنَّفُ

أتَمدحُ سَعداً حين أَخزى مُجاشِعاً

عَقيرَةُ سعدٍ والخِباء مُكَشَّفُ

نَفاكَ حَجيجَ البيتِ عن كُلِّ مَشعَرٍ

كما رُدَّ ذو النُمّيّتين المُزَيَّفُ

وما زِلتَ مَوقوفاً على بابِ سوءَةٍ

وأنتَ بدارِ المُخزَياتِ مُوَقَّفُ

ألؤماً وإقراراً على كُلِّ سوءَةٍ

فما للمخازي عن قُفَيرَةَ مَصرَفُ

أَلَم تَرَ أن النبعَ يَصلُبُ عودُهُ

ولا يستوي والخِروَعُ المُتَقَصِّفُ

وما يَحمَدُ الرضايفُ رِفدَ مُجاشِعٍ

إذا رَوّحت حَنانةُ الريحِ حَرْجَفُ

إذا الشَولُ راحَت والكَراعُ أَمامَها

وهن ضئيلاتُ العرائك شُسَّفُ

وقائِلَةٍ ما للفَرزَدلِ لا يُرى

على السِنّ يستغني ولا يتعفَّفُ

يقولون كَلّا ليس للقين غالبٌ

بلى إن ضرب القين بالقين يُعرَفُ

أخو اللؤم ما دامَ الغضا حول عجلَزٍ

وما دام يُسقى في رمادان أَحقَفُ

إذا ذُقتَ مِنّي طعمَ حَربٍ مَريرَةٍ

عَطَفتُ عَلَيكَ الحربَ والحرب تُعطَفُ

تَروغُ وقد أخزَوكَ في كُلِّ مَوطِنٍ

كما راغَ قِردُ الحَرَّة المُتَخَذَّفُ

أتَعَدِلُ كهفاً لا تُرامُ حُصونُهُ

بِهاري المَراقي جولةً يتَقَصَّفُ

تَحوطُ تميمٌ مَن يَحوطُ حِماهُمُ

ويَحمي تميماً من له ذاك يُعرَفُ

أنا ابنُ أبي سعدٍ وعَمروٍ ومالكٍ

أنا ابنُ صَميمٍ لا وَشيظٍ تَحَلَّفوا

إذا خطرَت عَمروٌ ورائي وأصبَحَت

قُرومُ بَني بدرٍ تَسامى وتَصَرَفُ

ولم أَنسَ مِن سَعدٍ بقُصوانَ مَشهَداً

وبالأُدَمى ما دامَتِ العَينُ تَطرِفُ

وسعدٌ إذا صاحَ العَدُوُّ بِسَرحِهِم

أبَوْا أن يُهَدَّوا للصياحَ فأزحفوا

ديارُ بني سعدٍ ولا سعدَ بَعدَهُم

عَفَت غَيرَ أَنقاءِ بِيَبرين تَعزِفُ

إذا نَزَلَت أَسلافُ سعدٍ بِلادَها

وَأَثقالُ سعدٍ ظَلَّتِ الأَرضُ تَرجُفُ