قصيدة يا قرّة العين إن العين تهواك
قصيدة “يا قرّة العين إن العين تهواك” للشاعر ابن الأبار البلنسي:
يا قُرَّةَ العَيْنِ إن العينَ تهواكِ
فما تَقَرُّ بشيءٍ غير مَرآكِ
لله طرفايّ أضحى لا يشوقهما
إلا سناكِ وإلا طيبَ مغناكِ
قد أخجل الشمسَ أن الشمسَ غاربةٌ
ومذ تطلعتِ لم يغرب مُحياكِ
لا تبرزي ليَ في حلي وفي حُلَلِ
فالحُسن غشّاكِ ما وشَّى وحلاكِ
يا شغل عيني إذا لم أخشَ منكِ نوىً
وشغل قلبي إذا لم أرجُ لقاكِ
لا تستطيع حميّا الكرم تسكرني
وقد تساقطت سكراً من حميّاكِ
سُميتِ بالحُسن لما أُختصِصتِ به
فطابق اسمكِ يا حسنا مُسمَّاكِ
لا واخَذَ الله إلا من يُعَنِّفُني
على هواكِ اعتداء وهو يَهواكِ
أخشاكِ غَضبى كما أرجوكِ راضيةً
فكم أرجّيكِ يا هذى وأخشاكِ
أبكي لبينكِ إن آبى الكرى أسفاً
يا سوء ما كلَّفت عينيَّ عيناكِ
ما أعجب الدهر يرجو أن يُنسيَني
هواكِ جهلاً ولا والله أنساكِ
وكيف أنسى عهوداً بالحمى سَلَفَتْ
لا صبر لي عند ذكراها وذِكراكِ
وكم ليالٍ قطعناها بكاظمةٍ
نجوى وشكوى بما يلقى مُضناكِ
كتمتُ مسراكِ فيها خوفَ عاذلةٍ
وعاذلٍ فأذاع المسكُ مسراكِ
غنّى الوِشاحُ على خصريكِ من طربٍ
فيها فأصغى لما عَنّاكِ حِجلاكِ
وقد عففتُ على حرصي بآيةِ ما
بذلتي طوعاً فلم أعرض له فاكِ
واهاً لهيمان يلقى الأسود ضاريةً
يوم النزال وينبو حين يلقاكِ
شاكٍ السلاحَ ويشكو من محجّبةٍ
عزلى فاعجب لشاكٍ قد غدا شاكِ
غنّى الوِشاحُ على خصريكِ من طربٍ
فيها فأصغى لما عَنّاكِ حِجلاكِ
وقد عففتُ على حرصي بآيةِ ما
بذلتي طوعاً فلم أعرض له فاكِ
واهاً لهيمان يلقى الأسود ضاريةً
يوم النزال وينبو حين يلقاكِ
شاكٍ السلاحَ ويشكو من محجّبةٍ
عزلى فاعجب لشاكٍ قد غدا شاكِ
قصيدة يا رامياً قلباً جريح
قصيدة “يا رامياً قلباً جريح” للشاعر أبو الفيض الكتاني:
يا رامياً قلباً جريح
مهلاً توله في مليح
إن لم يكن وصل صحيح
رضى المتيم بالصدود
أمنن على سمعي بلن
إن عز وصلك يا حسن
فأنا المتيم بالفتن
بين المناهل والورود
ملك تفرد بالدلال
أبلى الفؤاد وما وصل
مهلاً على أنا غزال
حي المراسم والعهود
ما في الفؤاد سواكم
وأنا قتيل سواكم
فأرسل إلي أراكم
كي تنجلي تلك السعود
تفنى الدهور وما هوى
مني الفؤاد سوى الهوى
مني له ذل غوى
ليت الصدود له حدود
طعم الهوى مر ول
كن كلما وصل حلا
تسقي المتيم بالسلاذ
فته إنها تنسي العقود
يا ما أميلحة غزال
يفني المتيم بالدلال
منه التجني والتبال
ليت الصدود له حدود
على أنني صب رقيق
لآلامي تسقي الرحيق
لجمالها وجدي شقيف
ليت الوصال غدا يعود
قصيدة يا من هواهم في فؤادي مقيم
يقول ابن علوي الحداد:
يا من هواهم في فؤادي مقيم
وحُسنهم في مشهدي مستقيم
هل من سبيل لي إلى وصلكم
من قبل أن تُمسي العظام رميم
ويظهر السر الذي صُنتَهُ
من ودكم عن مُبغضي والحميم
يا سادتي منّوا عليّ عبدكم
الهائم الواله بكم من قديم
عطفاً على من صار من وكم
في قلبه والشوق أمرٌ عظيم
لو كان يُدريه العذول له
في حسنكم عاد الشفيق الرحيم
ذممت نفسي حين ولّي الزمان
ولم أشاهد حسنهم يا نديم
ولم أَقِف يوماً على سرهم
ذاك الذي فيه الرجال تهيم
وليس يخفاني الذي عاقني
نفسي به تدري وقلبى عليم
عزمت قطع كل أمر أرى
في قطعه نيل المقام الكريم
وأرفض الدنيا الغرور التي
من حبها كان الحجاب المقيم
والنفس والشيطان أعصيهما
بقوة الله العزيز الحكيم
أولى الأكوان ظهراً ولا
أرى سوى الله العلي العظيم
يا رب هب لي منك حسن اليقين
وعصمة الصدق وقلباً سليم
همة تعلو وصبراً جميلاً
ونور توفيق به أستقيم
وحسن تأييد وعونا يدوم
فإنك الدائم وجودك عميم
أرجوك تعطيني الذي أبتغي
بمحض فضلك لا بجهدي الذميم
قصيدة سكن فؤادك لا تذهب به الفكر
يقول المعتمد بن عباد:
سكن فؤادك لا تذهب به الفكر
ماذا يعيد عليك البث والحذر
وازجر جفونك لا ترضى البكاء لها
واصبر فقد كنت الخطب تصبر
وإن يكن قدرٌ قد عاق عن وطٍر
فلا مرد لما يأتي به القدر
وإن تكن خيبةٌ في الدهر واحدةٌ
فكم غدوت ومن أشياعك الظفر
إن كنت في حيرةٍ من جرم مجترمٍ
فإن عذرك في ظلماتها قمر
كم زفرةً من شغاف القلب صاعدة
وعبرةً من شؤون العين تنحدر
فوض إلى الله فيما أنت خائفه
وتقِ بمُعتضدٍ بالله يغفر
ولا ترعك خطوبٌ إن عدا زمنٌ
فاللّه يدفع والمُنتصَر ينتصر
واصبر فإنك من قومٍ أولي جلدٍ
إذا أصابتهم مكروهةٌ صبروا
من مثل قومك والملك الهمام أبو
عمرو أبوك له مجدٌ ومفتخر
سميدع يهب الآلاف مقتدراً
ويستقل عطاياه ويحتقر
له يدٌ كل جبار يقبلها
لولا نداها لقلنا إنّها الحجر
يا ضيغماً يقتل الأبطال مفترساً
لا توهنني فإنّي الناب والظفر
وفرساً تحذر الأقران صولتهُ
صُن عبدك القن فهو الصارم الذكر
هو الذي لم تشم يداك صفحته
إلا تأتّى مرادٌ وانقضى وطَرُ
قد أخلقتني صروف أنت تعلمها
وقال موردها ما لي بها صدرُ
فالنفس جازعة والعين دامعة
والصوت مرتفع والسر منتشر
وزاد همّي ما بالجسم من سقمٍ
وشبت رأسا ولم يبلغني الكبر
وذبت إلا ذماءً فيّ يُمسكني
أني عهدتك تعفو حين تقتدر
لم يأت عبدك ذنبا يستحق به
عتبى وها هو ناداك يعتذر
ما الذنب إلا على قومٍ ذوي دغلٍ
وفي لهم عهدك المعهود إذ غدروا
قومٌ نصيحتهم غشٌ وصدقهمُ
مينٌ ونفعهم إن صرفوا ضررُ
يميز البغض في الألفاظ إن نطقوا
ويعترف الحقد في الألحاد إن نظروا
إن يحرق القلب نفثٌ من مقالهمُ
فإنما ذاك من نار القلى شررُ
مولاي دعوةً مملوكٍ به ظمأٌ
برح وفي راحتك السلسل الخضرُ
أجب نداءَ أخي قلبٍ تملكهُ
أسى وذي مقلّة أودى بها السهر
لم أُوت من زمني شيئاً أسرُّ به
فلست أعهَد ما كأس ولا وترُ
ولا تملكني دول ولا خفرٌ
ولا سبى خلدي غنج ولا حورُ
رضاك راحة نفسي لا فُجعتُ به
فهو العتاد الذي للدهر أدّخر
وهو المدام التي أسلو بها فإذا
عَدَمتُها عبثت في قلبي الأفكار
ما تركي للخمر من زهد ولا ورعٍ
فلَم يُفارِق لعَمري سنيّ الصغر
وإنما أنا ساعٍ في رضاك فإن
أخفقتُ فيه فلا يُفسح لي العمر
ما سرني وأحاشي عصر عطفكمُ
يوم أخلّ في القنا والهام ننتثر
أجل ولي راحةٌ أخرى عُلق بها
نظم الكلى في القنا والهام تنتثر
كم وقعة لي في الأعداء واضحة
تفنى الليالي وما يفنى لها الخبر
سارت بها العيسُ في الآفاق فانتشرت
فلَيسَ في كل حيٍ غيرها سمر
لا زلت ذا عزّة قعساء شامة
لا يبلغ الوهم أدناها ولا البصر
ولا يزال وزرٌ من حسن رأيك لي
آوي إليه فنِعمَ الكهف والوزر
إليك روضة فكري جاد منبتها
ندى يمينك لا طَلّ ولا مطرُ
جعلت ذكرك في أرجائِها شجراً
فكل أوقاتِها للمجتني ثمرُ
قصيدة كتاب الحب
يقول نزار قباني:
ما دمت يا عصفورتي الخضراء حبيبتي، إذن .. فإن الله في السماء تسألني حبيبتي: ما الفرق ما بيني وما بين السماء؟ الفرق ما بينكما أنك إذا ضحكت يا حبيبتي أنسى السماء.
الحب يا حبيبتي قصيدة جميلة مكتوبة على القمر، الحب مرسوم على جميع أوراق الشجر. الحب منقوش على ريش العصافير، وحبات المطر. لكن أي امرأة في بلدي، إذا أحبّت رجلاً، تُرمى بخمسين حجر.
حين سقطت في الحب .. تغيرت، تغيرت مملكة الرب، سار الدجى ينام في معطفه، وتشرق الشمس من الغرب. يا رب قلبي لم يعد كافياً، لأن من أحبها .. تعادل الدنيا، فضع بصدري واحدةً غيرها، يكون في مساحة الدنيا.
ما زلت تسألني عن عيد ميلادي، سجل لديك إذن .. ما أنت تجهله، تاريخ حبك لي .. تاريخ ميلادي.
لو خرج المارد من قمقمه، وقال لي: “لك دقيقة واحدة لتختار فيها كل ما تريد من قطع الياقوت والزمرد”، لاخترت عينيك .. بلا تردد، ذات العينين السوداوين، ذات العينين الصاحيتين الممطرتين.
لا أطلب أبداً من ربي إلا شيئين: أن يحفظ هاتين العينين، ويزيد بأيامي يومين، كي أكتب شعري في هاتين اللؤلؤتين.
لو كنت يا صديقتي بمستوى جنوني، لرميت ما عليك من جواهر، وبعت ما لديك من أساور، ونمت في عيوني أشتكيك للسماء، كيف استطعت، كيف، أن تختصري جميع ما في الكون من نساء؟
لأن كلام القواميس مات، لأن كلام المكاتيب مات، لأن كلام الروايات مات.
أريد اكتشاف طريقة عشق: أحبك فيها .. بلا كلمات.
أنا عنك ما أخبرتهم .. لكنهم لمحوك تغتسلين في أحداقي. أنا عنك ما كلمتهم .. لكنهم قرأوك في حبري وفي أوراقي. للحب رائحة .. وليس بوسعه أن لا تفوح .. مزارع الدراق.
أكره أن أحب مثل الناس، أكره أن أكتب مثل الناس، أود لو كان فمي كنيسة، وأحرفي أجراس. ذوبت في غرامك الأقلام، من أزرق .. وأحمر .. وأخضر، حتى انتهى الكلام.
علقت حبي لك في أساور الحمام، ولم أكن أعرف يا حبيبتي أن الهوى يطير كالحمام. عدي على أصابع اليدين، ما يأتي، فأولاً : حبيبتي أنتِ، ثانياً: حبيبتي أنتِ، ثالثاً: حبيبتي أنتِ، رابعاً وخامساً وسادساً وسبعاً وثامناً وتاسعاً وعاشراً … حبيبتي أنتِ.
أحبك يا عميقة العينين، طرفتِ تصوف، عبادة حبك مثل الموت والولادة، صعب بأن يعاد مرتين.