قصيدة لعمرُكَ! ما زوجُ الفَتاةِ بحازِم
يقول أبو العلاء المعري:
لعمرُكَ! ما زوجُ الفَتاةِ بحازِم،
إذا ما النّدامى، في محلّتِهِ، غَنَّوْا
أتَى بَيتَهُ بالرّاحِ والشُّرْبِ، لاهياً،
فإمّا رنُوا نحوَ الظّعينَةِ، أو زَنَّوا
رآهُمْ على ما يكرَهُ النّاسَ رَبُّهمْ،
وعُذْتُ بهِ فيما تَمَنّوا وما مَنَّوا
وَدَدْتُ، بعِلمِ اللَّهِ، أنّ صَحابَتي
على كلّ حالٍ أفرَدوني، فَما ثَنَّوا
إذا كانَ سُكّانُ البلادِ كما هُمُ،
فلا تحفلنْ إن صَغّروا اسمك، أو كنّوا
ينافسُ، في الدّنيا الخَسيسةِ، جاهلٌ;
رُويدك يذهب عنك عارضُ هذا النّوْ
يَسيرُ، على الأرضِ الرّحيبةِ، أهلُها،
ويُترَكُ ما شادوا، هناك، وما بنّوْا
قصيدة هجاء أعمى بغيض زوج حسناء
يقول إبراهيم ناجي:
يا جمال الصِّبا وأنس النفوسِ
خبِّرينا عن زوجكِ المنحوسِ!
حَدِّثي أنت عن عماه “الحيسي”
وصفي لي الغرام (بالتجسيسِ)!
حدثينا عن اللهيب المفدَّى
وجمالٍ يُصَيِّرُ الحُرَّ عَبْدا
وجنونِ الأعمى إِذا ما استجدى
وهو يعشو لنارهِ كالمجوسِ!
يا جمالاً في التربِ يُلقَى ويُرمَى
يا لَظلمِ الحظوظِ والحظُّ أعمى!
وبلائي أني أسميه ظَلماً
وهو لفظٌ ما جاءَ في القاموس!
آه من قسوةِ الطبيعة شقتْ
ظلمةً في مكان نورٍ ورقتْ
دونَ قصدٍ لعينه فاستَبْقَتْ
كوةً في فضائها المطوسِ!
كوّنً تنفذ الحفيظةُ عنها
ويُطلُّ الدهاءْ والخبثُ منها!
طالعتنا في طلعةٍ لم تزنها
“كالفتيل” الحقيرِ في (الفانوس)
كذليل الأبقار إِذ ربطوه
وتراهم بخرقةٍ عَصَّبوه
فإذا ما عصاهمو ضربوِه
وتمشَّى على غناءِ “الألوس”!
وتراه تقولُ يقطر بغضًا
حيوانٌ يريد أن يَنقَضَّا
حسبك الله! عشت تنظر أرضًا
فابق فيها! حُرمْتَ نورَ الشموس!
قصيدة زَوْجُ سليمٍ إِلَيْهِ آبَت
يقول خليل مطران:
زَوْجُ سليمٍ إِلَيْهِ آبَت
وَفِيَّة طَلْقَةَ المُحَيَّا
تَارِكَةً فِي الحَيَاةِ ذِكْراً
مَا دَامَ فِيهَا الوَفَاءُ حي
للهِ قَبْرٌ أَوَتْ إِلَيْهِ
وَفَارَقَتْ أَوْجَهَا السَّنِيَّا
كَانَ لَهُ قَبْلَهَا مُقَامٌ
غَدَا بِأَضْعافِهِ حرِيَّا
أَلا تَرَى الهَامَ خَاشِعَاتٍ
حِيَالَهُ وَالعُلَى جُثِيَّا
مَنْ زَاره من مُؤَرِّخِيهِ
رأَى هُنَا مَوْضِعَ الثُّرَيَّا
قصيدة يا مَلاكَ الماضي وَرَمزَ فُؤادي
يقول إلياس أبو شبكة:
يا مَلاكَ الماضي وَرَمزَ فُؤادي
كَيفَ أَمسَيتَ مُسكِناً لِلفَسادِ
طالَما قَد بَحَثتُ عَن شَطر نَفسي
باكِياً فيكَ مُهجَتي وَوُدادي
أَنتَ تحيا أَوّاهُ أَيَّ حياةٍ
لَم يَكُن ما نَظَرتُه بِاِعتِقادي
سَكب الطهرُ في فُؤادِك نَفساً
لَيسَ حَتّى تَبيعَها بِالمَزادِ
أَتُرى أَنتَ ذاكِرٌ يَوم كُنّا
نَتَلَهّى بِنَغمَةِ الأَعوادِ
وَنَشيد الغَديرِ في اللَيلِ شِعرٌ
مَزج الحبُّ وحَيَه بِمدادي
عُد إِلى اللَهِ يا مُسَبِّبَ تَعسي
لا تَخضِّب مُستَقبَلي بِالسَوادِ
رَبِّ ما كُنتُ حافِظاً غَيرَ رَسمٍ
لا تَكدّر أَلوانَه في فُؤادي
عُد إِلى الحُبِّ لا تَظلَّ بَعيداً
كَيفَ يُهني لَكَ الحَياةَ بُعادي
وَإِن اِختَرتَ أَن تَعمَّدَ أَيضاً
فَدُموعي وَقفٌ لِهذا العِمادِ
آهِ لورانس كم رَأَيتك في حلم
ليالِيَّ مِثل زَهرِ الوادي
قُربُك الزوج باسِماً بِهَناءٍ
وَحَواليك أَجمَلُ الأَولادِ
قصيدة قد حاطت الزّوجَ حرّةٌ سألتْ
يقول أبو العلاء المعري:
قد حاطت الزّوجَ حرّةٌ سألتْ
مليكَها العَونَ في حياطتها
غدّتْ ببُرْسٍ إلى مَرادِنها،
أو خيطِ غزلٍ إلى خياطتِها
أماطتِ السوءَ عن ضَمائِرِها،
فلاقتِ الخيرَ في إماطتِها
أشعار متفرعة للزوج
فيما يأتي أشعار متفرقة للزوج:
يقول صالح بن عبد القدوس:
غَصب المِسكينُ زَوجَته
فَجرت عَيناهُ من درره
ما قَضى المِسكينُ من وَطر
لا وَلا المعشار من وَطره
عُذت بِاللَهِ اللَطيف بنا
أَن يَكونَ الجور مِن قَدرِه
يقول الأحنف العكبري:
وجاهل زوّج بنتًا له
صغيرة ما بلغت تمّها
ما زوّج البنت ولكنّه
زوجه من جهله أمّها
زوجي هو هدية الخالق لي، هو السند والأمان، هو الراحة والاطمئنان. عسى ربي يخليك لي ويبارك لي فيك. لا أريد شيئاً مِن الدنيا، فأنا أعترف أنّي أخذت نصيبي مِن الفرح حين أحببتك. أفرح إذا شفت الفرح في محياك وتضيق بي الدنيا إذا شان بالك. أعطيك عمري، يا عسى من فداياك. ما هي حياتي ما تساوي رضاك. جعل الولي يا صاحبي دوماً يرعاك وجعل الفرح في كل الأيام فالك. ستشهد علينا نجوم السماء الصافية وطيور العشق التي تلتف حولنا بأنني لا ولن أحب سواك. إلى من احتارت الكلمات ماذا تقول له، وبأيّ طريقة تهنّئه وبأيّ اسم تناديه، إلى من سكن قلبي وملأ حياتي فرحة وسرورًا، إلى حبي ورفيق دربي، أبعث لك أشواقي وقبلاتي الحارّة عبر باقة من الورد الأحمر والياسمين، متمنية لك أيامًا ملؤها الحبّ والطمأنينة. حبيبة عمرك. لقد أصبحَ حُبك مثل الدماء الحمراء يسير في جسدي بكل هدوء ويعانق ويلامس كل ما هو في طريقه ويجعله ينبض بالحياة. كل ما أغمّض عيني أراك، فأنت في بالي دائمًا بيقظتي وأحلامي.
كُن أقرب لي مَنهم فأنا اخترتك من بينهم. يشهد العشق وميزانه، وكل الورد وألوانه، لو للغلى عنوان، أنت يا عمري عنوانه. الله يديم المحبة ويديم حبك لنا، ونصير أحلى ثلاثة: الحب وأنت وأنا. يا حبيبي، أيعقل أن تفرقنا المسافات وتجمعنا الآهات؟ يا من ملكت قلبي ومُهجتي، يا من عشقتك وملكت دنيتي. الإنسان قبل الحب شيء وعند الحبّ كل شيء… وبعد الحبّ لا شيء. حينَ أقول أردتُ الاطمئنَان عليك، تأكَد أنني أقصد: لم أستَطع العَيش بِدُونك. إن قلتُ أحبك قليلاً، فإنما يوصف المستحيل. حبي لك شيء خيالي، حبّ ما له مثيل. قد كنت في الحب أميرة أخذتني النشوة لعينيك. جعلتني فالحب أسيرة لدموعي وأشواقي إليك.
زَوْجُ سليمٍ إِلَيْهِ آبَت وَفِيَّة طَلْقَةَ المُحَيَّاتَارِكَةً فِي الحَيَاةِ ذِكْراً مَا دَامَ فِيهَا الوَفَاءُ حي. للهِ قَبْرٌ أَوَتْ إِلَيْهِ وَفَارَقَتْ أَوْجَهَا السَّنِيَّاكَانَ لَهُ قَبْلَهَا مُقَامٌ غَدَاً بِأَضْعافِهِ حرِيَّا. أَلا تَرَى الهَامَ خَاشِعَاتٍ حِيَالَهُ وَالعُلَى جُثِيَّا. مَنْ زَاره من مُؤَرِّخِيهِ رأَى هُنَا مَوْضِعَ الثُّرَيَّا.