تُعتبر أشعار الحب التي كتبها نزار قباني من أجمل ما يمكن قراءته في هذا المجال، فهو شاعر فذّ تمكن من إظهار بلاغته بأسلوبه الفريد.
أشعار الحب لنزار قباني
تتطلب الأشعار التي تتناول موضوع الحب في كتابات نزار قباني الكثير من الصفحات لا مجرد مقالات، حيث كانت المرأة محور تفكيره. لهذا السبب، يُعرف بقصائد الحب الرائعة. يقول نزار في قصيدته “أحبك وأقفل القوس”:
لا أستطيع أن أحبك أكثر
لقد كتبت بالخط الكوفي
على جدران الحمام
وأباريق النحاس الدمشقي
وقناديل السيدة زينب
وجوامع الأستانة
وقباب غرناطة
وعلى الصفحة الأولى من الأنشاد
وأقفلت القوس
أنتِ عادة كتابية لا شفاء منها
عادة احتلال وتملك واستيطان
عادة فتح، وفتك، وبربرية
أنتِ عادة مشرشة في لحم كلماتي
فإما أن تسافري أنتِ
أو أن أسافر أنا
أو أن تسافر الكتابة
جمالك
يشعل البروق في أثاث غرفتي
وشراشف سريري
ويربط أسلاك الرجولة
بيني وبين نون النسوة
وتاءات التأنيث
فكيف أتحاشاك يا امرأة
حتى القبح إذا اقترب منك
يصبح جميلاً
أروع ما قاله نزار قباني عن الحب
كتب نزار قباني العديد من القصائد الرائعة عن المرأة، ومنها قصيدة “أحملك كالوشم على زراع بدوي”، حيث يقول:
أحملك كالوشم على ذراع بدويّ
أحملكِ كطعم الجُدّريّ
وأتسكع معك
على كل أرصفة العالم
ليس عندي جواز سفر
وليس عندي صورة فوتوغرافية
منذ كنت في الثالثة من عمري
إنني لا أحب التصاوير
كل يوم يتغير لون عيوني
كل يوم يتغير مكان فمي
كل يوم يتغير عدد أسناني
إنني لا أحب الجلوس
على كراسي المصورين
ولا أحبّ الصور التذكارية
كل أطفال العالم يتشابهون
وكل المعذبين في الأرض يتشابهون
كأسنان المشط، لذلك
نقعتُ جواز سفري القديم
في ماء أحزاني وشربته وقررتُ
أن أطوف العالم على دراجة الحرية
وبنفس الطريقة غير الشرعية
التي تستخدمها الرياح عندما تسافر
وإذا سألوني عن عنواني
أعطيتهم عنوان كل الأرصفة
التي اخترتها مكانًا دائمًا لإقامتي
وإذا سألوني عن أوراقي
أريتهم عينيك يا حبيبتي
فتركوني أمرُّ، لأنه معروف أن السفر في مدائن عينيكِ
يعد من حقوق جميع المواطنين في العالم
من أبيات شعر نزار قباني عن الحب
من بين القصائد المميزة التي تأسر العديد من محبي الشعر، نجد قصيدة “محاولة قتل امرأة لا تقتل”، حيث يتحدث نزار في بعض أبياتها:
وعدتك أن لا أحبك..
ثم أمام القرار الكبير، جبنت
وعدتك أن لا أعود…
وعدت…
وأن لا أموت اشتياقاً
ومت
وعدت مراراً
وقررت أن أستقيل مراراً
ولا أتذكر أني استقلت…
وعدت بأشياء أكبر مني..
فماذا غداً ستقول الجرائد عني؟
أكيدٌ.. ستكتب أني جننت..
أكيدٌ.. ستكتب أني انتحرت
وعدتك..
أن لا أكون ضعيفاً… وكنت..
وأن لا أقول بعينيك شعراً..
وقلت…
وعدت بأن لا …
وأن لا..
وأن لا …
وحين اكتشفت غبائي.. ضحكت…
وعدتك..
أن لا أبالي بشعرك حين يمر أمامي
وحين تدفق كالليل فوق الرصيف..
صرخت..
وعدتك..
أن أتجاهل عينيك، مهما دعاني الحنين
وحين رأيتهما تمطران نجوماً…
شهقت…
وعدتك..
أن لا أوجه أي رسالة حبٍ إليك..
ولكنني – رغم أنفي – كتبت
وعدتك..
أن لا أكون بأي مكانٍ تكونين فيه..
وحين عرفت أنك مدعوةٌ للعشاء..
ذهبت..
وعدتك أن لا أحبك..
كيف؟
وأين؟
وفي أي يومٍ تراني وعدت؟
لقد كنت أكذب من شدة الصدق.
والحمد لله أني كذبت….
قصيدة حب حزينة لنزار قباني
أبرز نزار قباني قدرته على كتابة القصائد الحزينة عن النساء، حيث تُعَد المرأة محور قصائده. يقول في بعض أبياته:
أريد الذهاب ..
إلى زمن سابق لمجيء النساء..
إلى زمن سابق لقدوم البكاء..
فلا فيه ألمح وجه امرأة..
ولا فيه أسمع صوت امرأة..
ولا فيه أشنق نفسي بثدي امرأة..
ولا فيه ألعق كالهر ركبة أي امرأة..
أريد الخروج من البئر حياً..
لكي لا أموت بضربة نهد..
وأهرس تحت الكعوب الرفيعة..
تحت العيون الكبيرة..
تحت الشفاه الغليظة..
تحت رنين الحلى، وجلود الفراء..
أريد الخروج من الثقب..
كي أتنفس بعض الهواء..
أريد الخروج من القن..
حيث يفرقون بين الصباح وبين المساء..
أريد الخروج من القن..
إن الدجاجات مزقن ثوبي..
وحللن لحمي..
وسمينوني شاعر الشعراء..
كرهت الإقامة في جوف هذي الزجاجة..
كرهت الإقامة..
أيمكن أن أتولى..
حراسة نهدين..
حتى تقوم القيامة؟؟
أيمكن أن يصبح الجنس سجناً..
أعيش فيه ألف عام وعام..
أريد الذهاب..
إلى حيث يمكنني أن أنام…
فإني مللت النبيذ القديم..
الفراش القديم..
البيانو القديم..
الحوار القديم..
وأشعار رامبو..
ولوحات دالي..
وأعين (إلزا)..
وعقدة كافكا..
وما قال مجنون ليلى..
لشرح الغرام…
متى كان هذا المخبل مجنون ليلى..
خبيراً بفن الغرام؟
أريد الذهاب إلى زمن البحر..
كي أتخلص من كل هذه الكوابيس..
من كل هذا الفصام..
فهل ممكنٌ؟
بعد خمسين عاماً من الحب..
أن أستعيد السلام؟
خواطر جميلة لنزار قباني عن الحب
كان نزار قباني يقول إن الحب هو كل شيء، وموهبته تعد تجسيدًا له، حيث يقول في قصيدته “اغضب”:
اغضب كما تشاءُ..
واجرحْ أحاسيسي كما تشاءُ..
حطّم أواني الزّهرِ والمرايا..
هدّدْ بحبِّ امرأةٍ سوايا..
فكلُّ ما تفعلهُ سواءُ..
كلُّ ما تقولهُ سواءُ..
فأنتَ كالأطفالِ يا حبيبي..
نحبّهمْ.. مهما أساؤوا..
اغضب!
فأنتَ رائعٌ حقاً متى تثورُ..