قصائد شعرية تتناول موضوع الظلم

تعتبر آبيات الشعر التي تتناول موضوع الظلم من العناصر الأدبية المهمة، حيث يؤثر الظلم تأثيرًا عميقًا على الإنسان. كثيرًا ما يظل المظلوم يحمل آثار ما تعرض له، حتى وإن كان متسامحًا. في هذا المقال، سنستعرض بعض الآبيات الشعرية التي تتحدث عن الظلم.

آبيات شعرية عن الظلم

يُعد الظلم قضية حساسة وقد تم تناولها عبر العصور من قبل العديد من الشعراء، بغض النظر عن التطورات التي قد تشهدها المجتمعات، لا يزال هناك من يعاني من الظلم. وتجسد بعض الآبيات الشعرية التالية هذه القضية:

  • قال النابغة الجعدي في وحيه: وما البغي إلا على أهله * وما الناس إلا كهذه الشجر.
    • ترى الغصن في عنفوان الشباب * يهتز في بهجات خضر.
    • زمانًا من الدهر ثم التوى * فعاد إلى صفرة فانكسر.
  • بينما قال المتنبي عن الظلم: الظلم من شيم النفوس، فإن تجد * ذا عفة فلعلة لا يظلم.
    • كما أضاف أيضًا: وأظلم أهل الظلم من بات حاسدًا * لمن بات في نعمائه بتقلب.
  • وذكر أبو العلاء المعرّي: يتشبه الطاغي بطاغٍ مثله * وأخو السعادة بينهم من يسلم.
    • وذكر أيضًا: وأيسر من ركوب الظلم جهلًا * ركوبك في مآربك ظلامًا.
    • فقال: والظلم يمهل بعض من يسعى له * ومحل نقمته بنفس الظالم.
  • أما الشاعر عدنان مردم بك، فقد قال: ليس الضراوة في دم متصبب * ينهل منهمرًا كصوب رباب *** إن الضراوة في امتهان كرامة * أو في امتهان شريعة الآداب.
  • وأشار جبران خليل إلى الظلم قائلًا: والظلم رق عشيرة لعشيرة * بقضاء جند عندها وجواري *** غضب الجوار أشد في أيامنا * مما دعوا قدمًا بسبي جواري.
  • وأخيرًا، قال ابن أبي حصينة: ما قدم البغي إلا أخر الرشد * والناس يلقون عقبى كل ما اعتقدوا.

مفهوم الظلم

يختلف مفهوم الظلم بين الناس؛ فبينما يعتبره البعض انتهاكًا للحق، يراه آخرون إساءة وقهر من طرف آخر. في جوهره، يُعرَّف الظلم بأنه تجاوز الحدود التي وضعها الله تعالى. كما ينطوي على أي ضرر يلحق بالمظلوم، سواء كان هذا الضرر ماديًا أو معنويًا. يُعرف الظلم أيضًا بـ”الإجحاف اللين”. وقد سبق أن أشار أفلاطون إلى عدم معرفته بمعنى العدالة، ولكنه كان على علم تام بمعنى الظلم وآثاره السلبية الناتجة عن غياب العدالة.

من المهم أيضًا أن نوضح الفرق بين الظلم والجو.

أنواع الظلم

عند الاطلاع على آبيات الشعر المتعلقة بالظلم، نلاحظ أن الظلم في الواقع ينقسم إلى عدة أنواع، منها:

  • أول نوع هو ظلم الإنسان لنفسه، وهو من أخطر الأنواع نظرًا لعواقبه الوخيمة. يتجلى هذا النوع في اتخاذ قرارات خاطئة مثل الشرك أو ارتكاب المعاصي. كما قال الله تعالى: “وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم”.
  • النوع الثاني هو ظلم الإنسان لغيره، والذي يظهر بعدة طرق كاستيلاء على حقوق الآخرين أو عدم الوفاء بالنفقات. يتضمن هذا النوع أيضًا ظلم المرأة بتأخير نفقتها أو إستغلال حقوق الأجراء.

النهي عن الظلم في الإسلام

تتضمن النصوص القرآنية والأحاديث النبوية تحذيرات واضحة من الظلم وأثره السلبي سواء في الدنيا أو الآخرة. من أبرز ما ورد بهذا الخصوص:

  • قال الله تعالى: “مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم وما الله يريد ظلمًا للعباد”. حيث يُظهر أن الله لم يهلك هؤلاء القوم ظلمًا، بل بسبب كفرهم.
  • كما ذكر في سورة آل عمران: “تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق وما الله يريد ظلمًا للعالمين”. وفي سورة الطلاق: “وتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه”.
  • وأيضًا قال تعالى: “إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلمًا إنما يأكلون في بطونهم نارًا وسيصلون سعيرًا”.

جزاء الظلم

للظلم عواقب وخيمة، منها:

  • يُمنع المظلوم من الهداية، ويصبح الرسول الكريم خصمًا للظالم يوم القيامة. كما ورد عن الرسول أنه قال: “صنفان من أمتي لن تنالهما شفاعتي: إمام ظلوم غشوم، وكل غالٍ مارق”.
  • يُعاقب الله الظالم، حيث يُعتبر الظلم جسرًا إلى النار.
  • دعوة المظلوم تُستجاب.
  • الظالم قد يتلقى ذات الأذى الذي أوقعه بالمظلوم.
  • تزداد كراهية المجتمع تجاه الظالم، وعموم الظلم يؤدي إلى تفشي الفقر والسرقة.

أمور تساعد على ترك الظلم

هناك عدة نقاط يمكن أن تساعد الظالم على الإقلاع عن ظلمه:

  • تذكر الله وما قد ينتظره من عقوبة جراء الظلم.
  • تأمل كيف أن المعاناة قد تكون عائدة إليك في وقت ما.
  • لا تفقد الأمل بعفو الله، فالله غفور رحيم. عليك بالتوبة الصادقة.
  • إذا كانت قد ظلمت شخصًا، تذكر أن الرسول سيكون خصمك، فاسعى لإرجاع الحقوق.