الموت خيرٌ للفتيان من الحياة لعنترة بن شداد
إن الموتَ خيرٌ للفتيان من حياتهم
إذا لم يكن للأمر قائدٌ،
فاهتم بمعالجة الأمور، ولا تكن
قلبك يثقل همومه على الوسائد
عندما تأتي الريح بأعاصير تعاكسه،
تلك الليالي قد شلَّت القلوصَ والمطارد
وجعلت نَوْء المِرزَمين يُثيرُ غباراً
وانعدام الماء ليلاً يكون بارداً
يكفي ضيافة الحي ليُفرغ عن كواهلها
كل ماجدٍ منّا يُظهر أروع الحسن
تراه يُسهل الأمور ويجمعها
عندما ينالى معروفٌ، لا يكون زاهداً
وأخونا ليس عند الشر ما يخشاه،
ولا عند الخير يُرجوه وحيداً
إن قيل: من للمعضلات؟ يجيب:
أجسادُ الشجاعة من بين أيدينا كالسواعد الطوال
القلب أدرى بأحواله للمتنبي
القلب أدرى يا عذول بآلامه
ويستوجب منك الجفن والماء
فمن أحب لا بد أن يعصيك في العشق،
أقسم بحبه وجماله وزهائه
هل أحببه وأحب التقريع فيه؟
إن اللوم في حبه من أعدائه
تعجبت الوشاة من لحنهم وقولهم
كف عن الضعف في عدم إخفاء ما في القلب
فالخل هو من يحب بقلبه،
وأراه بعين لا ترى بسواده
إن المعينين على الحب بالعذاب
أولى برحمة ربهم وإخوانهم
تردفل العذل من صعوباتهم
وتمهلاً فإن السمع من أعصابه
اترك اللوم فإن اللوم عون للنوائب لابن الرومي
اترك اللوم فإن اللوم عون للنوائب
ولا تجاوز فيه حد المعاتبة
فما كل من نزل بمكانٍ مملوءٍ
ولا كل من شد رحاله بمكتسب
وفي السعي حكمة والنفوس كنوزٌ
وليس بحكمة بيعها بالرغائب
ومازال أمل البقاء مفضلاً
على الملك والثروات دون الحسرات
والآن يطلبون حطبك لنارك فلا تعتذر،
لك الخير في تحذيري من شرور الأصحاب
وأنكرت توددي وليس يمنعني
سعيي لأطلب مساعدات المكاسب
ومن يلقَ ما واجهت في كل مجالٍ
من الشوك يزهد في الثمار اللذيذة
أذاقتني الأسفار ما كرِه الغنى
إليَّ وأغراني برفض المطالب
فصرت في الثراء أزهد الناس،
وإن كنت في الثراء أرغب بشغف
حريصاً جباناً أشتهي ثم أتنحى
بلحظي كجانب الرزق كمراقب
أصبح الفراق بديلاً عن اللقاء لابن زيدون
أصبح الفراق بديلاً عن قربنا
وحل مكان اللقاء أوقات التجافي
ألا وقد آن الصباح للفراق، صبَّحنا
حين، فتقدم بنا للفراق نعي
من يخبر أمثالنا بانتزاحهم؟
حزناً، مع الأيام لا يزول وينسينا
إن الزمان الذي كان يعيدنا للفرح،
أصبح الآن يُبكينا بعد قربهم
غضب الأعداء منا لتساقطنا في الهوى، فدعَوْا
بأن نُعذّب، فقال الزمن آمين
فانحل ما كان معقوداً على أرواحنا،
وانتفى ما كان موصولاً بأيدينا
وقد نكون، وما يُخشى من تفرقنا
فاليوم نحن، وما يُرجى لقاؤنا
يا ليت شعري، ولم نعاتب أعداءكم
هل نالوا نصيباً من العُتبى أعادينا
لم نعتقد بعدكم إلا الوفاء لكم
رأياً ولم نتخذ غيره ديننا
ما حقنا أن ترضوا عين حسودٍ
بنا، ولا أن تسروا معادياً فينا
كنا نرى اليأس يُسلي عوارضه
وقد يئسنا فما لليأس يُغرينا
احذر الخمر فهي تدمر لأبي العلاء المعري
احذر الخمر، فإنها تدمر
مهيمنة، خابت تلك السيطرة
خذير الخمر ناقة لا تحمل
ليس لديها سوى باطل للحلب
أشأم من ناقة البسوس على الناس،
وإن تُجلب عندها الطلب
يا صالي، احذر إن حلَبتَ دِرَتها
أن يُترامى بدائها الحلب
أفضل مما تضمُّ كؤوسها
ما تضمَّته العُرى والألعاب
إذا كان الإنسان لا يرعاك إلا تكلفاً للشافعي
إذا كان الإنسان لا يراعك إلا تكلفاً
فدعْه ولا تكثر من التأفف
ففي الناس بدائل وفي الترك راحة
وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
فما كل من تهواه يهواك قلبه،
ولا كل من صافيت له قد صفا
إذا لم يكن صفاء المودة طبيعة
فلا خير في ودٍ يأتي بتكلف
ولا خير في صديق يخون صديقه
ويلقاه بعد المودة بالجفا
وينكر عيشاً قد مضى منذ زمن
ويظهر سراً كان بالأمس قد خفى
سلامٌ على الدنيا إذا لم يكن فيها
صديقٌ صادقٌ صادقُ الوعد منصفاً