أبيات شعر في الحب
تعد الأبيات التالية من أبرز ما قيل في الحب والغزل:
قصيدة: لم أزل في الحب يا أملي
كتبها عبد الغني النابلسي:
لم أزل في الحب يا أملي
أخلط التوحيد بالغزلِ
وعيوني فيك ساهرة
دمعها كالصيب الهطل
ليت لي من نور طلعتكم
لمحةً كي تنطفي غللي
إن أحشائي بكم تلفت
بل وجسمي في الغرام بَلي
واصطباري يوم جفوتكم
زال والتهيام لم يزل
جد لعيني باللقاء ولو
في الكرى يا غاية الأمل
وتلطف بالمشوق ودع
ذا الجفا واعطف وجُد وصِل
وأبح مضناك بعض لقا
يا شفا قلبي من العلل
يا منى هذا الفؤاد ويا
بغيتي يا كلَّ متكلي
يا ضيا شمسي إذا طلعت
في الضحى مني وفي الطَفَل
يا مرادي حين قلت ويا
جلَّ قصدي حين لم أقل
خذ أمانًا من قلاك لنا
إننا منه على وجل
ثم كن فيما يكون كما
كنت في أيامك الأُوَل
ذا التجافي كم أكابده
آهِ قلَّت في الهوى حيلي
والذي أهواه مشتمل
من ملاح الكون في حلل
وسرت من نحو كاظمة
نسمة فيها انمحى طللي
وبروق الحي لامعة
حان لما أومضت أجلي
هذه الأكوان أجمعها
شمَّةٌ من وردة الأزل
عطرتني عندما نفحت
ما أنا عنها بمشتغل
طيب أثواب المليح بدا
فائحًا من جانب الكلل
وثغور الزهر قد بسمت
من روابي أشرف الرسل
يا عذولاً لامني سفهاً
أنا لا أصغي إلى العَذَل
قلبي المضنى حليف جوىً
عن هوى الغزلان لم يَحُل
مغرم صب بذي عظم
جلَّ عن علمي وعن عملي
ما له في الخلق من شبه
ما له في الأمر من مثل
جل عن قولي أجلُّ وعن
كل خاف لي وكل جلي
ذو اتصال غير متصل
وانفصال غير منفصل
لم يمل عن أمره أحد
دائمًا في سائر الملل
غير أن الأمر منقسم
للصواب المحض والزلل
وانقسام الأمر يظهر في
مقتضى أشخاصه السفل
وهو في العلياء واحده
قبل أن يبدو لذي مقل
هذه أبهى ملابسنا
حلة زرَّت على بطل
لم نفصلها لغير فتى
عزمه خالٍ من الكسل
خمرة منها النهى سكرت
شربة أحلى من العسل
فاقبلونا يا أحبتنا
وابشروا بالمنزل الجلل
قصيدة: وما الحب إلا طاعة وتجاوز
قال أحمد شوقي:
وما الحبُّ إلا طاعةٌ وتجاوزٌ
وإن أكثروا أوصافَهُ والمعانيا
وما هو إلا العينُ بالعين تلتقي
وإن نَوَّعوا أسبابَه والدواعيا
قصيدة: ما عالج الناس مثل الحب من سقم
قال الأحوص الأنصاري:
ما عالَجَ الناسُ مِثلَ الحُبِّ مِن سَقَمٍ
وَلا بَرى مِثلُهُ عَظمًا وَلا جَسَدًا
ما يَلبَثُ الحُبُّ أَن تَبدو شَواهِدُهُ
مِن المُحِبِّ وَإِن لَم يُبدِهِ أَبَدا
أبيات شعر في الحكمة
تتضمن الحكمة العديد من الأبيات، ومنها:
قصيدة: دع الأيام تفعل ما تشاء
قال الإمام الشافعي:
دَعِ الأَيّامَ تَفعَلُ ما تَشاءُ
وَطِب نَفسًا إِذا حَكَمَ القَضاءُ
وَلا تَجزَع لِحادِثَةِ اللَيالي
فَما لِحَوادِثِ الدُنيا بَقاءُ
وَكُن رَجُلًا عَلى الأَهوالِ جَلدًا
وَشيمَتُكَ السَماحَةُ وَالوَفاءُ
وَإِن كَثُرَت عُيوبُكَ في البَرايا
وَسَرَّكَ أَن يَكونَ لَها غِطاءُ
تَسَتَّر بِالسَخاءِ فَكُلُّ عَيبٍ
يُغَطّيهِ كَما قيلَ السَخاءُ
وَلا تُرِ لِلأَعادي قَطُّ ذُلًّا
فَإِنَّ شَماتَةَ الأَعدا بَلاءُ
وَلا تَرجُ السَماحَةَ مِن بَخيلٍ
فَما في النارِ لِلظَمآنِ ماءُ
وَرِزقُكَ لَيسَ يُنقِصُهُ التَأَنّي
وَلَيسَ يَزيدُ في الرِزقِ العَناءُ
وَلا حُزنٌ يَدومُ وَلا سُرورٌ
وَلا بُؤسٌ عَلَيكَ وَلا رَخاءُ
إِذا ما كُنتَ ذا قَلبٍ قَنيعٍ
فَأَنتَ وَمالِكُ الدُنيا سَواءُ
وَمَن نَزَلَت بِساحَتِهِ المَنايا
فَلا أَرضٌ تَقيهِ وَلا سَماءُ
وَأَرضُ اللَهِ واسِعَةٌ وَلَكِن
إِذا نَزَلَ القَضا ضاقَ الفَضاءُ
دَعِ الأَيّامَ تَغدِرُ كُلَّ حِينٍ
فَما يُغني عَنِ المَوتِ الدَواءُ
قصيدة: نبكي على الدنيا وما من معشر
قال أبو الطيب المتنبي:
نَبكي عَلى الدُنيا وَما مِن مَعشَرٍ
جَمَعَتهُمُ الدُنيا فَلَم يَتَفَرَّقوا
أَينَ الأَكاسِرَةُ الجَبابِرَةُ الأُلى
كَنَزوا الكُنوزَ فَما بَقينَ وَلا بَقوا
مِن كُلِّ مَن ضاقَ الفَضاءُ بِجَيشِهِ
حَتّى ثَوى فَحَواهُ لَحدٌ ضَيِّقُ
خُرسٌ إِذا نودوا كَأَن لَم يَعلَموا
أَنَّ الكَلامَ لَهُم حَلالٌ مُطلَقٌ
وَالمَوتُ آتٍ وَالنُفوسُ نَفائِسٌ
وَالمُستَغِرُّ بِما لَدَيهِ الأَحمقُ
وَالمَرءُ يَأمُلُ وَالحَياةُ شَهِيَّةٌ
وَالشَيبُ أَوقَرُ وَالشَبيبَةُ أَنزَقُ
أبيات شعر في الزهد
هنا بعض الأبيات الشعرية المعروفة في الزهد:
قصيدة: لعمرك ما الدنيا بدار بقاء
كتبها أبو العتاهية:
لَعَمرُكَ ما الدُنيا بِدارِ بَقاءِ
كَفاكَ بِدارِ المَوتِ دارَ فَناءِ
فَلا تَعشَقِ الدُنيا أُخَيَّ فَإِنَّما
تَرى عاشِقَ الدُنيا بِجُهدِ بَلاءِ
حَلاوَتُها مَمزوجَةٌ بِمَرارَةٍ
وَراحَتُها مَمزوجَةٌ بِعَناءِ
فَلا تَمشِ يَومًا في ثِيابِ مَخيلَةٍ
فَإِنَّكَ مِن طينٍ خُلِقتَ وَماءِ
لَقَلَّ امرُؤٌ تَلقاهُ لِلَّهِ شاكِرًا
وَقَلَّ امرُؤٌ يَرضى لَهُ بِقَضاءِ
وَلِلَّهِ نَعماءٌ عَلَينا عَظيمَةٌ
وَلِلَّهِ إِحسانٌ وَفَضلُ عَطاءِ
وَما الدَهرُ يَوماً واحِداً في اختِلافِهِ
وَما كُلُّ أَيّامِ الفَتى بِسَواءِ
وَما هُوَ إِلّا يَومُ بُؤسٍ وَشِدَّةٍ
وَيَومُ سُرورٍ مَرَّةً وَرَخاءِ
وَما كُلُّ ما لَم أَرجُ أُحرَمُ نَفعَهُ
وَما كُلُّ ما أَرجوهُ أَهلَ رَجاءِ
أَيا عَجَباً لِلدَهرِ لا بَل لِرَيبِهِ
تَخَرَّمَ رَيبُ الدَهرِ كُلَّ إِخاءِ
وَمَزَّقَ رَيبُ الدَهرِ كُلَّ جَماعَةٍ
وَكَدَّرَ رَيبُ الدَهرِ كُلَّ صَفاءِ
إِذا ما خَليلٌ حَلَّ في بَرزَخِ البِلى
فَحَسبي بِهِ نَأيًا وَبُعدَ لِقاءِ
أَزورُ قُبورَ المُترَفينَ فَلا أَرى
بَهاءً وَكانوا قَبلُ أَهلَ بَهاءِ
قصيدة: يا رب إن عظمت ذنوبي كثرة
قال أبو نواس:
يا ربِّ إنْ عَظُمَتْ ذُنُوبِي كَثْرَةً
فلقد عَلِمْتُ بِأَنَّ عفوك أَعْظَمُ
إِنْ كَانَ لاَ يَرْجُوكَ إِلَّا مُحْسِنٌ
فَمَن الذي يَدْعُو ويَرْجُو المجرم
أَدْعُوكَ رَبِّ كما أمرت تَضَرُّعًا
فَإِذَا رَدَدَّتَ يَدِي فمن ذا يَرْحَمُ
مَالِي إِلَيْكَ وَسِيلَةٌ إِلَّا الرَّجَا
وَجَمِيلُ عَفْوِكَ ثُمَّ إِنِّي مُسْلِمُ
أبيات شعر في المديح
ومن أشهر أبيات المديح نذكر:
قصيدة: فإنك شمس والملوك كواكب
قال النابغة الذبياني:
فَإِنَّكَ شَمسٌ وَالمُلوكُ كَواكِبٌ
إِذا طَلَعَت لَم يَبدُ مِنهُنَّ كَوكَبُ
قصيدة: ألستم خير من ركب المطايا
قال جرير:
أَتَصحو بَل فُؤادُكَ غَيرُ صاحِ
عَشِيَّةَ هَمَّ صَحبُكَ بِالرَواحِ
يَقولُ العاذِلاتُ عَلاكَ شَيبٌ
أَهَذا الشَيبُ يَمنَعُني مِراحي
يُكَلِّفُني فُؤادي مِن هَواهُ
ظَعائِنَ يَجتَزِعنَ عَلى رُماحِ
ظَعائِنَ لَم يَدِنَّ مَعَ النَصارى
وَلا يَدرينَ ما سَمكُ القَراحِ
فَبَعضُ الماءِ ماءُ رَبابِ مُزنٍ
وَبَعضُ الماءِ مِن سَبَخٍ مِلاحِ
سَيَكفيكَ العَواذِلَ أَرحَبِيٌّ
هِجانُ اللَونِ كَالفَرَدِ اللَياحِ
يَعُزُّ عَلى الطَريقِ بِمَنكَبَيهِ
كَما اِبتَرَكَ الخَليعُ عَلى القِداحِ
تَعَزَّت أُمُّ حَزرَةَ ثُمَّ قالَت
رَأَيتُ الوارِدينَ ذَوي اِمتِناحِ
تُعَلِّلُ وَهيَ ساغِبَةٌ بَنيها
Bأَنفاسٍ مِنَ الشَبِمِ القَراحِ
سَأَمتاحُ البُحورَ فَجَنِّبيني
أَذاةَ اللَومِ وَاِنتَظِري اِمتِياحي
ثِقي بِاللَهِ لَيسَ لَهُ شَريكٌ
وَمِن عِندِ الخَليفَةِ بِالنَجاحِ
أَغِثني يا فَداكَ أَبي وَأُمّي
بِسَيبٍ مِنكَ إِنَّكَ ذو اِرتِياحِ
فَإِنّي قَد رَأَيتُ عَلَيَّ حَقًّا
زِيارَتِيَ الخَليفَةَ وَاِمتِداحي
Sأَشكُرُ أَن رَدَدتَ عَلَيَّ ريشي
وَأَثبَتَّ القَوادِمَ في جَناحي
أَلَستُم خَيرَ مَن رَكِبَ المَطايا
وَأَندى العالَمينَ بُطونَ راحِ
أبيات شعر في الحياة
يشتمل الشعر أيضًا على الكثير من المعاني عن الحياة، ومنها:
قصيدة: إن الحياة صراع
قال أبو قاسم الشابي:
إنَّ الحَيَاةَ صِراعٌ
فيها الضَّعيفُ يُداسْ
مَا فازَ في ماضِغِيها
إلاَّ شَديدُ المِراسْ
للخِبِّ فيها شجونٌ
فكُنْ فتى الاحتراس
الكونُ كونُ شقاءٍ
الكونُ كونُ التباسْ
الكونُ كونُ اختلاقٍ
وضجَّةٌ واختلاسْ
سِيَّانَ عِنديَ فيهِ
السُّرورُ والابتئاس
قصيدة: يا ربيع الحياة
قال محمد بن علي السنوسي:
يا ربيع الحياة أين ربيعي
أين أحلامُ يقظتي وهجوعي
أين يا مرتعَ الشبيبة آمالُ
شبابي وأمنياتُ يفوعي
أين يا شاعرَ الطبيعة لحنٌ
صاغه القلب من هواهُ الرفيعِ
رددته مشاعري وأمانيّ
ورفّتْ به حنايا ضلوعي
يا ربيعَ الحياة ما لحياتي
لونها واحدٌ بلا تنويعِ؟
لا شتاءٌ ولا ربيعٌ سوى الصيفِ
في لظاه الفظيعِ!
يا ربيع الحياة هل لك أن تحنو
على روضةٍ بلا ينبوعِ؟
أحرقتها أشعة الصيف حتى
جرّدتها من زهرها والفروعِ
ورمتها السموم من كل فجٍّ
بالأعاصير في الضحى والهزيعِ