الحب هو شعور فريد من نوعه، لا يستطيع أي إنسان التحكم فيه. وهو ليس مجرد إحساس عاطفي، بل هو انفعال عميق ينبع من أعماق قلب كل فرد، ليؤدي إلى تعلقه بشخص معين، فهو رابط أقوى من الصداقة.
هذا النوع من العلاقات تجلّى في قصائد بعض الشعراء الذين عبّروا عن وجع الحب وآلامه، وكان من أبرزهم “المتنبي”، الذي أصبح اسمه معروفًا في كل أرجاء العالم، حيث قام بتتويج الحب بأفضل عبارات الأدب.
لمحة عن المتنبي
المتنبي هو أحمد بن الحسين الكندي، ولُقِّب بالمتنبي، وُلد في مدينة الكوفة في العراق، وينتمي إلى قبيلة كندة. يعد من أعظم الشعراء العرب، وأكثرهم بيانًا وتمكنًا في اللغة العربية، حيث يمتلك معرفة غزيرة بقواعد اللغة ومفرداتها.
خصائص شعر المتنبي
- يعتبر المتنبي من المجددين في عصره، حيث يعد شعره مصدر إلهام للكثيرين من الشعراء والأدباء.
- يُعرف بأنه شاعر حكيم، ويُعتبر من أعمدة الأدب العربي.
- ترك إرثًا شعريًا عظيمًا يتكون من 326 قصيدة.
- عبر من خلال قصائده عن جوانب الحياة في القرن الرابع الهجري.
- بدأ كتابة الشعر في سن مبكرة، حيث نظم أول قصائده عندما كان في التاسعة من عمره.
- يتسم شعره بالفخر بالعروبة وهويته الثقافية.
- يعد من الشعراء المبدعين، ويبتكر أمثالاً وحكمًا ومعانٍ جديدة.
- تركّز معظم قصائده على مدح الأمراء والحكام، وهو بعيد عن التكلف.
أبيات شعر قصيرة تتحدث عن الحب من المتنبي
ليت الحبيب الهاجري هجر الكرى من غير جرم
واصلي صلة الضنى بتنا ولو حليتنا لم تدر
ما ألواننا مما استفن تلونا
وتوقدت أنفاسنا حتى لقد أشفقت تحترق العواذل بيننا
أفدي المودعة التي أتبعتها نظرًا فرادى بين زفرات ثنا
أنكرت طارقة الحوادث مرةً ثم اعترفت بها فصارت ديدنا
وقطعت في الدنيا الفلا وركائبي فيها ووقتي الضحى والمهنا
فوقفت منها حيث أوقفني الندى وبلغت من بدر بن عمار المني لأبي الحسين جدًا
يضيق وعاؤه عنه ولو كان الوعاء الأزمان وشجاعة
أغناه عنها ذكرها ونهى الجبان حديثها
أن يجبنا نيطت حمائله بعاتق محرب ما كر قط وهل يكر وما کنثنى
فكأنه والطعن من قدامه متخوف من خلفه أن يطعنا
نفت التوهم عنه حدة ذهنه فقضى على غيب الأمور تيقنا
يفزع الجبار من بغتاته فيظل في خلواته متكفنا أمضى إرادته
فسوف له قد واستقرب الأقصى
فثم له هنا يجد الحديد على بضاضة جلده ثوبًا أخف من الحرير وألينا
غضب الحسود إذا لقيتك راضيًا
رزء أخف علي من أن يوزنا
أمسى الذي أمسى بربك كافرًا من غيرنا معنا بفضلك مؤمنا
خلت البلاد من الغزالة ليلها فأعاضها الله كي لا تحزنا
أروع أبيات المتنبي عن الحب
وما كنت ممن يدخل العشق قلبة * ولكن من يبصر جفونك يعشق
أغرك منى أن حبك قاتلي * وانك مهما تأمري القلب يفعل
يهواك ما عشت فان امت * يتبع صداي صداك في الأكبر
أنت النعيم لقلبي و العذاب له * فما امرك في قلبي وأحلاك
وما عجبني موت المحبين في الهوى * ولكن بقاء العاشقين عجيب
لقد دب الهوى في فؤادي * دبيب دم الحياة إلى عروقي
خليلي فيما عشتما ها رأيتما * قتيلا بكى من حب قاتلي قبلي
لو كان قلبي معي ما اخترت غيركم * ولا رضيت سواكم في الهوى بديلا
فيا ليت هذا الحب يعشق مرة * فيعلم ما يلقى المحب من الهجر
وأنى لأهوى النوم في غير حينة * لعل لقاء في المنام يكون
ولولا الهوى ما ذل في الارض عاشق * ولكن عزيز العاشقين ذليل
نقل فؤادك حيث شئت من الهوى * ما الحب الا للحبيب الاول
اذا شئت ان تلقى المحاسن كلها ففي * وجه من تهوى جميع المحاسن
لا تحارب بناظريك فؤادي * فضعيفان يغلبان قويًا
إذا ما رأت عيني جمالك مقبلًا * وحقك يا روحي سكرت بلا شرب
كتب الدمع بخدي عهدة * للهوى و الشوق يملى ما كتب.
من أجمل أبيات حب قصيرة للمتنبي
وغضبي من الإدلال سكرى من الصبى شفعت إليها من شبابي بريق.
فإن تعطه منك الأمان فسائل وإن تعطه حد الحسام فأخلق.
وكاتب من أرض بعيد مرامها قريب على خيل حواليك سبق.
إذا شاء أن يلهو بلحية أحمق أراه غباري ثم قال له الحق.
كسائله من يسأل الغيث قطرة كعاذله من قال للفلك ارفق.
يغير بها بين القان وواسط ويركزها بين الفرات وجاق.
نودعهم والبين فينا كأنه قنا ابن أبي الهيجاء في قلب فيلق.
سقى الله أيام الصبى ما يسرها ويفعل فعل البابلي المعتق.
وما ينصر الفضل المبين على العدى إذا لم يكن فضل السعيد الموفق.
فيا أيها المطلوب جاوره تمتنع و يا أيها المحروم يممه ترزق.
ليت الحبيب الهاجري هجر الكرى من غير جرم واصلي صلةَ الضنى.
أجمل الأبيات القصيرة عن الحب للمتنبي
أحبك حبين حب الهوى * وحبا لأنك أهل لذلك
رأيت بها بدرًا على الارض ماشيًا * ولم أرى بدرًا قط يمشى على الأرض
قالوا الفراق غدًا لا شك قلت لهم * بل موت نفسى من قبل الفراق غدًا
ففي ودعينا قبل وشك التفرق * فما أنا من يحيا إلى حين نلتقى
ضممتك حتى قلت ناري قد انطفت * فلم تطف نيراني وزيد وقودها
لأخرجن من الدنيا و حبكم * بين الجوانح لم يشعر به أحد
تتبع الهوى روحي في مسالكه حتى * جرى الحب مجرى الروح في الجسد
أحبك حبًا لو يفض يسيرة على * الخلق مات الخلق من شدة الحب.
من أجمل أبيات شعر الحب للمتنبي
فقط كما شاءت و شاء لها الهوى * قتيلك قالت أيهم فهم كثر
أنت ماض وفي يديك فؤادي * رد قلبي وحيث ما شئت فامض
ولى فؤادي إذا طال العذاب به * هام اشتياقًا إلى لقيا معذبة
ما عالج الناس مثل الحب من سقم * ولا برى مثله عظمًا ولا جسدًا.
أبيات شعر قصيرة عن الحب للمتنبي
أرق على أرق ومثلي يأرق * وجوى يزيد وعبرة تترقرق
جهد الصبابة أن تكون كما أرى * عين مسهرة وقلب يخفق
ما لاح برق أو ترنم طائر * إلا انثنيت ولي فؤاد شيق
جربت من نار الهوى ما تنطفي * نار الغضا وتكل عما يحرق
وعذلت أهل العشق حتى ذقته * فعجبت كيف يموت من لا يعشق
وعذرتهم وعرفت ذنبي أنني * عيرتهم فلقيت فيه ما لقوا.
أبيات شعر قصيرة عن الحب للمتنبي
فما أمر برسم لا أسأله * ولا بذات خمار لا تريق دمي
تنفست عن وفاء غير منصدع * يوم الرحيل وشعب غير ملتئم
قبلتها ودموعي مزج أدمعها * وقبلتني على خوف فمًا لفم
قد ذقت ماء حياة من مقبلها * لو صاب تربًا لأحيا سالف الأمم
ترنو إلي بعين الظبي مجهشةً * وتمسح الطل فوق الورد بالعنم.