قصائد مخصصة للإذاعة المدرسية حول طلب العلم
- يقول الشاعر الإمام الشافعي:
أخي، لن تبلغ العلم إلا بستةٍ
سأوضح لك تفاصيل ذلك ببيانٍ
ذكاءٌ وحرصٌ واجتهادٌ ولغةٌ
ورفقةُ أستاذٍ وطولُ زمانٍ
- ويضيف أيضاً:
اصبر على مرارة الجفاء من معلمٍ
فإن رسوب العلم في نوباتٍ
ومن لم يتذوق مرارة التعلم ساعةً
تسرب ذل الجهل طوال حياته
ومن فاته التعليم في وقت شبابه
فكبر عليه أربعاً لوفاته
ولم ينفعه العلم والتقوى
إذا لم يكن له اعتبارٌ لذاته
- ويتحدث الشاعر أحمد شوقي:
قم للمعلّم وفِّه التبجيلا
كاد المعلم أن يكون رسولاً
ألم تعلم أشرف أو أجلَّ من الذي
يبني وينشئ أنفساً وعقولا؟
سبحانك اللهم، خير معلمٍ
علمت بالقلم العصور الأولى
خرجت هذا العقل من ظلماته
وهديتَه النور المبين سبيلا
وطبعته بيد المعلم، تارةً
صدئة الحديد وتارةً مصقولة
أرسلتَ بالتوراة موسى مرشداً
وابن البتول علم الإنجيلًا
وفجرت ينبوع البيان محمد
فسقى الحديثَ وناول التنزيلا
علمتَ يوناناً ومصرَ فزالتا
عن كل شمسٍ ما تريد أفولا
واليوم أصبحنا في حالة طفولةٍ
في العلم نبحث عن التطفيلا
من مشرق الأرض، الشمس تظاهرتْ
ما بال مغربها عليه أديلًا؟
يا أرضُ، مذ فقد المعلم نفسه
بين الشموس وبين شرقك حيلًا
ذهب الذين حموا حقيقة علمهم
واستعذبوا فيها العذاب ويلًا
في عالمٍ صاحب الحياة مقيدًا
بالفرد، مخزونا به، مغلولا
صرعته دنيا المستبد كما هوىتْ
من ضربة الشمس الرؤوس ذهولا
سقراط أعطى الكأس وهي منيّةٌ
شفتي محبٍ يشتهي التقبيلًا
عرضوا الحياة عليه وهي غباوةٌ
فأبى وآثر أن يموت نبيلاً
إن الشجاعة في القلوب كثيرةٌ
ووجدت شجعان العقول قليلا
إن الذي خلق الحقيقة علقماً
لم يخل من أهل الحقيقة جيلا
وربما قتل الغرام رجالها
قتل الغرام، كم استباح قتيلا
أو كل من حامى عن الحق اقتنى
عند السواد ضغائناً وذخولا
لو كنت أعتقد الصليب وخطبته
لأقمت من صلب المسيح دليلا
أعلمي الوادي وساسة نشأه
والطابعين شبابهم المأمولا
والحاملين إذا دعوا ليعلموا
عبء الأمانة فادحاً مسؤولا
وَنِيَتْ خطوات التعليم بعد محمدٍ
ومشى الهوينا بعد إسماعيلًا
كانت لنا قدمٌ إليه خفيفةٌ
ورمت بدنلوبٍ فكان الفيلًا
حتى رأينا مصر تخطو إصبعًا
في العلم إن مشت الممالك ميلا
تلك الكفور وحشوها أميّةٌ
من عهد خوفو لم ترَ القنديلًا
تجد الذين بنوا المسلّة جدهم
لا يحسنون لإبرةٍ تشكيلا
ويُدللون إذا أريد قيادتهم
كالبهم، تتأنس إذ ترى التدليلا
يتلو الرجال عليهم شهواتهم
فالناجحون ألذهم ترتيلا
الجهل لا تحيا عليه جماعةٌ
كيف الحياة على يدي عزريلا
والله لولا ألسنٌ وقرائحٌ
دارت على فطن الشباب شمولا
وتعهّدت من أربعين نفوسهم
تغزو القنوط وتغرس التأميلا
عرفت مواضع جدبهم فتتابعتْ
كالعين فيضًا والغمامِ مسيلا
تسدي الجميل إلى البلاد وتستحي
من أن تكافأ بالثناء جميلًا
ما كان دنلوب ولا تعليمُه
عند الشدائد يُغنيان فتيلا
ربوا على الإنصاف فتيان الحمى
تجدهم كهف الحقوق كهولا
فهو الذي يبني الطبع قويماً
وهو الذي يبني النفوس عدولا
ويقيم منطق كل أعوج منطقٍ
ويريه رأيًا في الأمور أصلًا
وإذا المعلم لم يكن عدلاً مشى
روح العدالة في الشباب ضئيلا
وإذا المعلم ساء لحظ بصيرةٍ
جاءت على يده البصائر حُولا
قصائد مخصصة للإذاعة المدرسية عن القدس
- يقول الشاعر أحمد مطر:
يا قدس يا سيدتي
معذرة، فليس لي يدان
وليس لي أسلحة
وليس لي ميدان
كل الذي أملكه لسان
والنطق يا سيدتي أسعاره باهظة
والموت بالمجان
سيدتي أحرجتني
فالعمر سعر كلمة واحدة
وليس لي عمران
أقول نصف كلمة
ولعنة الله على وسوسة الشيطان
جاءت إليك لجنة
تبيض لجنتين
تفقسان بعد جولتين عن ثمان
وبالرفاء والبنين تكثر اللجان
ويسحق الصبر على أعصابه
ويرتدي قميصه عثمان
سيدتي
حي على اللجان
حي على اللجان!
- ويقول الشاعر نزار قباني:
بكيت.. حتى انتهت الدموع
صليت.. حتى ذابت الشموع
ركعت.. حتى ملني الركوع
سألت عن محمد، فيك وعن يسوع
يا قدس، يا مدينة تفوح أنبياء
يا أقصر الدروب بين الأرض والسماء
يا قدس، يا منارة الشرائع
يا طفلةً جميلةً محروقة الأصابع
حزينةٌ عيناك، يا مدينة البتول
يا واحةً ظليلةً مر بها الرسول
حزينةٌ حجارة الشوارع
حزينةٌ مآذن الجوامع
يا قدس، يا جميلةً تلتف بالسواد
من يقرع الأجراس في كنيسة القيامة؟
صبيحة الآحاد..
من يحمل الألعاب للأولاد؟
في ليلة الميلاد..
يا قدس، يا مدينة الأحزان
يا دمعةً كبيرةً تجول في الأجفان
من يوقف العدوان؟
عليك، يا لؤلؤة الأديان
من يغسل الدماء عن حجارة الجدران؟
من ينقذ الإنجيل؟
من ينقذ القرآن؟
من ينقذ المسيح ممن قتلوا المسيح؟
من ينقذ الإنسان؟
يا قدس.. يا مدينتي
يا قدس.. يا حبيبتي
غداً.. غداً.. سيزهر الليمون
وتفرح السنابل الخضراء والزيتون
وتضحك العيون..
وترجع الحمائم المهاجرة..
إلى السقوف الطاهرة
ويرجع الأطفال يلعبون
ويلتقي الآباء والبنون
على رباك الزاهرة..
يا بلدي..
يا بلد السلام والزيتون
قصائد للإذاعة المدرسية عن جمال الطبيعة
- يقول الشاعر قاسم حداد:
تقف في غربتك العابرة
فتأخذك الشجرةُ إلى ظلِها الدافئ
تخوضُ بقدميك الباكيتين
في خضرةٍ يانعةٍ
يتدفق حول كاحليك موجُ أوراقٍ
وأغصانٍ وكواكب صغيرةٍ
شجرة تمسك بأكثر أعضائك خوفاً
وتقودك نحو نعمتها
ماذا كنتَ تنتظرُ
في ضيافة الشجرة الحانية
وكيف لقدميك الغريبتين أن تصدقا شجرةً
تأخذ يديك بأيديها الكثيرة
وتمنح القدمين ريشاً
وتطلق الخضرة في هيئة البحر
شجرةٌ كريمةٌ لطيفةُ المعشر
كثيرةُ البكاء
ترأفُ بحزنك
ولا تشبه الغابة.
- تقول الشاعرة نازك الملائكة:
واحلموا بالطيور في ظلل الأغصان
بين التحليق والتغريد
اعشقوا الثلج في سفوح جبال الأرض
والورد في سفوح التلال
وأصيغوا لصوت قمريّة الحقّل
تغني في داجيات الليالي
اجلسوا في ظلال صفصافة الوادي
وأصغوا إلى خرير الماء
واستمدّوا من نغمة المطر الساكن
أحلى الإلهام والإيحاء
وتغنوا مع الرعاة إذا مرّوا
على الكوخ بالقطيع الجميل
وأحبوا النخيل والقمح والزهور
وهيموا في فاتنات الحقول
شجرات الصفصاف أجمل ظلاً
من ظلال القصور والشرفات
وغناء الرعاة أطهر لحناً
من ضجيج الأبواق والعجلات
وعبير النارنج أحلى وأندى
من غبار المدينة المتراكم
وصفاء الحقول أوقع في النفس
من القتل والأذى والمآثم
وغرام الفراش بالزهر أسمى
من صبابات عاشق بشريّ
ونسيما القرى المغازل أوفى
لعهود الهوى من الآدميّ
وحياة الراعي الخيالي أهنأ
من حياة الغنيّ بين القصور
في سفوح التلال حيث القطيع الحلو
يرعى على ضفاف الغدير
حيث تثغو الأغنام في عطفة المرعى
وتلهو في شاسعات المجالي
وينام الراعي المغرّد تحت السّرو
مستسلماً لأيدي الخيال
في يديه الناي الطروب يناجيه
ويشدو على خطى الأغنام
مستمدّاً من همس ساقية السفح
لحن الشباب والأحلام
آه لو عشت في الجبال البعيدة
أُسوق الأغنام كل صباح
وأغنّي الصفصاف والسرو أغاني
وأصغي إلى صفير الرياح
أعشق الكرم والعرائش والنبع
وأحيا عمري حياة إله
كل يومٍ أمضي إلى ضفّة الوادي
وأرنو إلى صفاء المياه
أصدقائي الثلوج والزهر والأغنام،
والعود مؤنسي ونجيّي
ومعي في الجبال ديوان شعر
عبقريّ لشاعر عبقريٍّ
أتغنّى حينا فتصغي إلى لحني
مياه الوادي ومرتفعاته
وأناجي الكتاب حينا وقربي
هدهدٌ شاعرٌ صفت نغماته
وخرير من جدول معشب الضفّة يجري إلى حفاف الوادي
قصائد للإذاعة المدرسية عن الأب
- يقول الشاعر محمود درويش:
غضّ طرفًا عن القمر
وانحنى يحضن التراب
وصلّى…
لسماء بلا مطر
ونهاني عن السفر!
أشعل البرق أوديه
كان فيها أبي
يربي الحجارة
من قديم.. ويخلق الأشجار
جلده يندف الندى
يده تورق الشجر
فبكى الأفق أغنيه:
كان أوديس فارساً…
كان في البيت أرغفه
ونبيذ وأغطيه
وخيول وأحذيه
وأبي قال مرة
حين صلّى على حجر:
غضّ طرفًا عن القمر
واحذر البحر .. والسفر!
يوم كان الإله يجلد عبدَه
قلت: يا ناس! نكفر؟
فروى لي أبي.. وطأطأ زنده:
في حوار مع العذاب
كان أيوب يشكرُ
خالق الجرح لي أنا
لا لميت.. ولا صنم
فدع الجرح والألم
وأعني على الندم!
مرّ في الأفق كوكب
نازلاً… نازلاً
وكان قميصي
بين نار وبين ريح
وعيوني تفكر
برسوم على التراب
وأبي قال مرة:
الذي ما له وطن
ماله في الثرى ضريح
.. ونهاني عن السفر