قصة أبو الدحداح: رمز الإيثار والفداء في الإسلام

أبو الدحداح

هو الصحابي الجليل ثابت بن الدحداح بن نعيم، المعروف بلقب أبي الدحداح أو أبو الدحداحة. شارك أبو الدحداح في غزوة أحد مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وكان من بين الصحابة الذين ثبتوا أثناء انتشار خبر وفاة النبي كذبًا. وقد اختلفت الروايات حول وفاته؛ حيث يُقال إنه استُشهد في غزوة أحد على يد خالد بن الوليد رضي الله عنه. وهناك رواية أخرى تشير إلى أنه شارك في صلح الحديبية وتوفي بعد ذلك في منزله.

إنفاق أبو الدحداح

لقد بشر النبي صلى الله عليه وسلم أبو الدحداح بنعيم عظيم في الجنة. كان ذلك حين رأى أبو الدحداح غلامًا يحاول بناء سياج حول بستانه، وواجهت هذه المهمة نخلة في بستان جاره. طلب الغلام من الجار بيع النخلة، لكن الصحابي رفض. عندها قال النبي: “أعطِه إياها بنخلة في الجنة.” ومع ذلك، رفض الصحابي ذلك العرض. لكن أبو الدحداح كان متلهفًا لنيل الأجر من الله، فقرر شراء النخلة المرفوضة مقابل بستانه الذي يحتوي على ستمائة نخلة، طمعًا في النخلة الموعودة في الجنة. وقد رضي الجار بهذا البيع، وأقر النبي بأفعال أبي الدحداح، قائلاً: “كم من عذق دوّاح لأبي الدحداح في الجنة!” عندما جاء أبو الدحداح إلى زوجته ليخبرها بتبرعه بالبستان، كانت جادة ومتفهمة، وأظهرت قبولها ورضاها عن ما فعله زوجها في سبيل الله.

دروس من صدقة أبو الدحداح

استخرج العلماء العديد من الدروس المستفادة من قصة تبرع أبو الدحداح ببستانه لله، من بينها:

  • أهمية التحرر من التعلق بالدنيا وما فيها، والانشغال بالآخرة وثوابها.
  • فضل طاعة الزوجة لزوجها، وتحفيزها له على القيام بالطاعات والقربات إلى الله.
  • فضل الاستجابة السريعة لأوامر النبي صلى الله عليه وسلم وتنفيذ آيات القرآن الكريم.
  • اليقين بوعد الله سبحانه وتعالى.