قصص الأنبياء ومعجزاتهم

قصص الأنبياء ومعجزاتهم لها العديد من الدلالات التي قد أيدها الله عز وجل وذكرها في كتابه الكريم، حيث كلف الله مبعوثه ومُرسليه لنشر دعوته بالإيمان والتوحيد بسبحانه، وعدم إشراك سواه في الألوهية والربوبية، لكن كان لكل نبيّ قصة مُغايرة تحمل ما تكبده من مشقة وتعنت من قِبل قومه، وذلك ما يتبين خلال موقع سوبر بابا.

قصص الأنبياء ومعجزاتهم

إن المعجزة في اللغة العربية هي عجز الإنسان وضعفه عن تحقيقها وهي أمر خارق للطبيعة، لا يمكن حدوثه ولا يصدقه عقل حيث إنها قد حدثت على أيدي الأنبياء تعجيزًا للكفار، وكانت تحدي مباشر لهم من الله عز وجل حتى تكون حجة عليهم.

فقال الله تعالى: (وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَىٰ قَوْمِهِ ۚ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ 83 وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ۚ كُلًّا هَدَيْنَا ۚ وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ ۖ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُونَ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ 84 وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ وَإِلْيَاسَ ۖ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ 85 وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا ۚ وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ 86 وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ ۖ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ 87)

1- قصة سيدنا نوح عليه السلام

لقد بعث الله نوح عليه السلام حتى ينذر القوم الكافرين من العذاب الأليم بسبب شركهم بالله وظل يدعوهم 1000 عام إلا 50 ليلًا نهارًا، حتى أصبح قومه يضعون أصابعهم في آذانهم عندما يرونه ويغطون أنفسهم بالثياب، مرت مئات السنين التي ظل بها سيدنا نوح بدعوة قومه فيه لم يجد سوي 80 رجلًا وامرأة فقط يتبعوه ويتبعوا دعوة الله عز وجل.

ثم أنزل الله سيدنا جبريل على نوح عليه السلام ينذرهم بعذاب عظيم وفيضان ضخم قادم انتقامًا منهم لتعنتهم وكفرهم، وأنزل الله بالوحي على نوح بأن يقوم بصنع سفينة ضخمة، وأمره بالتوقف عن الدعوى لأن العذاب أتِ لهم لا محالة.

معجزة سفينة نوح عليه السلام

من أشهر قصص الأنبياء ومعجزاتهم ما قام به سيدنا نوح عليه السلام، فيقول ابن عباس رضي الله عن وصف السفينة إنها لم تكن مثل السفن العادية، فلم تكن مفتوحة بل أنها مُغطاة من الأعلى مثل الكرة؛ حتى لا تغرق من الأمطار والفيضانات.

ثم حمل نوح فى السفينة من المؤمنين به من كلًا منهم زوجين وأيضًا أخذ معه من البهائم والطيور، ثم جاء الأمر بالعذاب والفيضان حتى أصبح الموج بارتفاع الجبال، ومعجزة الله أن الأمواج هي من أخذت بالسفينة بالتحرك والتوجه دون تحكم، حتى أهلك الله بالكافرين جميعًا في الطوفان.

فقال تعالى: (وقيل يا أرض أبلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر واستوت على الجودي)، فبعد انتهاء الطوفان أمر الله الأرض ببلع الماء حتى ظهر جبل الجودي ورست عليه سفينة نبي الله نوح.

2- قصة سيدنا صالح عليه السلام

أرسل نبي الله صالح إلى قوم ثمود حيث كانوا يسمعون له بسبب ما اشتهر به من حكمة، ولكن عندما دعاهم إلى عبادة الله عز وجل وتذكيرهم بقوم هود وعاد، ظلوا يتهموه بالكذب حتى أصبحوا يطردونه من بينهم.

ثم قام القوم الكافرين بطلب معجزة منه حتى يقوموا بتصديقه، حتى قام سيدنا صالح بجمعهم وظل يدعوا الله أن يأتيه بآية تجعل قومه يؤمنون به، فتزلزلت الأرض انشقت أمام أعينهم صخرة كبيرة تخرج منها ناقة لم يروا مثلها من قبل حامل وعلى وشك الولادة.

فقال الله على لسان صالح عليه السلام: (ويا قَوْمِ هذه نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ).. على الرغم من تحذير الله لهم ألا يمسوا الناقة بسوء، إلا أنهم كفروا وخططوا لقتلها حتى اجتمع مجموعة منهم على قتلها وعلى قتل صالح أيضًا.

ثم ذهبوا إلى الجبل الذي كانت تسكن به الناقة ولكن هربوا خوفًا منها ما عدا قدار الذي همّ عليها وكسر رجلها وذبحها، ثم قام الكافرين بأكل لحمها ثم أخذوا يخططون لقتل صالح عليه السلام ويتحدون سيدنا صالح ويسألون عن العذاب الذي قال ربه عليه.

ثم بدأ العذاب أولًا بتدمير قاتلي الناقة، حيث أصبح وجه قوم ثمود أصفر اللون، وفي اليوم التالي أصبح أحمر اللون، وثم أصبح في اليوم الثالث أسود ويبكون بشدة بسبب علمهم أن العذاب قادم لهم؛ حتى أصبحوا يحفرون قبورهم بأنفسهم.

حتى قام العذاب بهم وبدأ بزلزال قوي حتى سقطوا على أرجلهم، ثم أخذت الصواعق تنزل عليهم من السماء إلى أن ختم الله عليهم بصيحة أهلكتهم أجمعين إلا صالح ومن آمن معه.

3- قصة سيدنا سليمان عليه السلام

أيد الله تعالى سيدنا سليمان بالعديد من الآيات والمعجزات التي لم ولن تظهر من قبله ولا بعده.. فمن قصص الأنبياء ومعجزاتهم ما أتى به نبيه سُليمان.

جعل الله الريح مُسخرة له لقوله تعالى: (وَلِسُلَيمانَ الرّيحَ عاصِفَةً تَجري بِأَمرِهِ إِلَى الأَرضِ الَّتي بارَكنا فيها وَكُنّا بِكُلِّ شَيءٍ عالِمينَ)، حيث أمر الله الريح بأن تكون ريح رخاء أي تنفع ولا تضر وتتحرك بأمره.
جعل الله الجن مسخرون له لقوله تعالى: (وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ (، كان سليمان عليه السلام يتحكم بالجن ويأمرهم وكان من يخالف أمره يسجنه ويُكبله بالسلاسل.
قدرته على التكلم مع من لا ينطق من الحيوانات والطيور وقدرته على فمهم ذكر الله ذلك في قوله تعالى: (وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ) حيث كانت الحشرات والطيور من جنده وكانت تأتيه بكافة الأخبار من كل مكان.

اقرأ أيضًا: أين دفن سيدنا يوسف ولماذا

4- قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام

حينما حطم نبي الله إبراهيم الأصنام التي كان يعبدها قومه أرادوا الانتقام منه فقاموا بعمل حفرة كبيرة بها نار عظيمة وقاموا برميه في النار، ولكن أمر الله تعالى أن تكون النار بردًا وسلامًا عليه، ومن قصص الأنبياء ومعجزاتهم أنهم أخرجه منها سالمًا.

قال تعالى: (قُلنا يا نارُ كوني بَردًا وَسَلامًا عَلى إِبراهيمَ)، حتى أصبحت النار باردة عليها فظل بها عدة أيام لم يمسه ضرر منها ولم تؤذه.
من ضمن معجزات سيدنا إبراهيم أيضًا قدرته على إحياء الموتى، فقال الله تعالى في كتابه: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۖ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن ۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ۖ قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا ۚ وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).

5- قصة سيدنا موسى عليه السلام

أنعم الله على سيدنا موسى رضي الله عنه بتسع معجزات لقوله تعالى: (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ).. إن من آيات الله على نبيه موسى عليه السلام العصا التي تتحول إلى حية كبيرة عندما يلقيها على الأرض.

فقال الله تعالى عنها: (وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى* قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى* قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى* فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى* قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى)

من معجزات الله له أيًضًا كانت يديه بيضاء كاللؤلؤ حينما يضعها في جيبه تُضئ كالقمر، وأيضًا من قصص الأنبياء ومعجزاتهم لسيدنا موسى عليه السلام انحباس المطر عن قوم فرعون، ونقص الثمرات والطوفان على الكافرين وابتلائهم بالجراد والقمل والضفادع والدم الذي يكون في طعامهم وشرابهم حتى هلاكهم.

6- قصة سيدنا عيسى عليه السلام

أنعم الله تعالى على نبيه عيسى بعدة معجزات ذكرها في كتابه الكريم في قوله تعالى:(إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ)

أهمها هي ولادته دون أب بل من أم عذراء، وهي مريم عليها السلام، فهو روح من الله عز وجل حيث قال الله عز وجل في كتابه الكريم: (إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَامَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ).

من معجزاته أيضًا كلامه في الصغر كما يتكلم الكبار وقال إنه عبد الله ونبيه وقد أتاه الله الكتاب.
عندما قام بالنفخ في الطين حتى تحول إلى طير يطير بحق.
قدرته على شفاء الأعمى والأبرص.
أنعم الله عليه بقدرة إحياء الموتى.
تنزيل الإنجيل عليه وكان معجزة لهم ومباركًا لهم أينما كان.
أنزل الله على قومه مائدة من السماء بها خيرات الأرض من أكل وشراب حتى تصبح آية لهم.

7- قصة سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم

تعددت معجزات نبينا الكريم محمد صلي الله عليه وسلم ومن الله بعدة معجزات أولها هو القرآن الكريم فهي المعجزة الوحيدة الباقية حتى قيام الساعة، حيث قال الله تعالى: (قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ على أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هذا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا).

من المعجزات الشهيرة التي حدثت هي معجزة انشقاق القمر، حتى إنها كانت علامة من علامات يوم القيامة التي ذكرت في القرآن الكريم: (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ * وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ)، والذي أعتبرها الكافرين سحرًا.
من المعجزات العظيمة هي معجزة الإسراء والمعراج حيث منّ الله على نبيه أن يكون في ليلة واحدة يرى فيها المسجد الحرام والمسجد الأقصى وصعد في السماوات السبع حتى وصل إلى سدرة المنتهي.